علي حسين
عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت شعار "هذا لك وهذا لي"، وتسأل عن هذه المصيبة التي تحاصر المواطن العراقي، فيجيبك سياسي "إصلاحي" إنها الديمقراطية ياعزيزي التي تريد للجميع أن يتمتعوا بمذاق "الكعكة" العراقية.
أمّا الكارثة فهي اللجنة التي تشكلت للنظر في طلبات الجلوس على كرسي رئيس الوزراء، تخيل جنابك، المنصب الأهم في ادارة الدولة يخضع للمساوة والابتزاز. من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى مصيبة أخرى من عيّنة التصريح الذي اطلقه احد قادة ائتلاف دولة القانون حيث اخبرنا مشكوراً ان: "الخطة ألف هي تولي السيد المالكي لرئاسة الوزراء، والخطة باء هي إقناع السيد المالكي للسوداني بالتنازل، والخطة جيم أن يرشح السيد المالكي من يقتنع به".
إذاً عزيزي القارئ أنت هنا لستَ أمام علامات لمصائب يقذفها السياسيون يميناً وشمالاً فقط، بل الأفدح أنّك أمام حالة إصرار على هذه المصائب واصرار على الخراب، وسعي لنشر الجهل، جعلت المواطن العراقي يقابل هذه الجرائم في حقّ الوطن، بابتسامة هادئة كأنما يقول للسياسيين إن كلامهم أشبه بالقضاء والقدر الذي يلاحق الناس ليلَ نهار.
بين المصيبة والكارثة هناك شعوب لا تؤمن بلغة الصواريخ الليلية ولا بشعارات "ما ننطيها"، بل شعارها العمل ومحبة الأوطان. قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلادها على مدى ستة عشر عاماً، كانت فيها مواطنة بسيطة، تعمل بإخلاص من أجل أن تجعل من ألمانيا واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.. وتفتح ذراعيها لأكثر من مليون مهجر هربوا من بلدانهم "المؤمنة".. ميركل التي تركت كرسي السلطة قبل اربع سنوات قالت للشعب الألماني، وكأنها تردد بيت المتنبي "أنام ملءَ جفوني عن شوَارِدِها":" سأستمتع بأخذ قسط من الراحة، قد أحاول قراءة شيء ما، ثم أغلق عيني لأنني متعبة، ثم سأنام قليلاً، لنرى بعد ذلك أين سأظهر".
هل أنا بطران حين أترك معركة كرسي رئيس الوزراء لأتحدث عن تجارب الشعوب التي لا علاقة لها بتجربتنا الديمقراطية؟. نحن قدّمنا النموذج الأمثل. ففي كل انتخابات هناك اصرار على " ذبح " آمال وتطلعات المواطن العراقي.
إذا لم تشاهد معارك السياسيين على المناصب، وحكومات الاغلبية وحكومات التوافقية وما بينهما، فلا تلم إلا نفسك، لن تعرف لماذا لا نزال نتربّص على سلّم البؤس العالمي، وكان أشهر هذه التصريحات ما قاله "عظيم البلاد" همام حمودي ذات يوم للعراقيين: "عليكم أن تشكروا النعمة التي أنتم فيها".
عذراً أبا الطيّب ايها المواطن العراقي، لن يسمعك من بهم صمم، فشعارنا: لا اسمع..لا ارى.. لا اتكلم









