ميسان / مهدي الساعدي
اشاد مثقفو محافظة ميسان والمهتمون بالجانب الثقافي والفني، بعرض مسرحي للمخرج الميساني الكبير خالد علوان، وبدا ذلك واضحا خلال الكم الكبير من التدوينات ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل، والتي يينت وبوضوح حجم تفاعل الحضور مع العرض الذي شهدته خشبة قاعة النشاط المدرسي في مدينة العمارة.
ريلز مسرحية قدمها مجموعة من شباب المحافظة للكاتب الميساني د. علي كريم، وكانت محاولة انعاش لمسرح المحافظة الذي غاب كثيرا (لأسباب عديدة)، ولعل عملية اسعافه تمكنه عبور محنته و"تجاوز مصاعب مرضه" كما افاد الكاتب د. علي كريم، خلال حدبثه لصحيفة (المدى) ويضيف قائلا "المسرح الميساني هو تماما كمريض في مراحل متقدمة جدا من المرض، وكل المحاولات هنا وهناك هي عمليات انعاش علها تتمكن من ان تساعده".
مؤكدا "نحن نعمل بالمتاح حيث لاقاعات ولا تقنيات مناسبة، ولكن المتلقي متعطش لاي حراك فني وثقافي ومعرفي، وانا اهتم بصناعة عقلية المتلقي اكثر من صناعة العمل الفني نفسه".
تركيبة ممثلي المسرحية كانت جزءا من نجاحها وتنوعت بين طالب ومثقف وشاعر، رسمت بمجموعها اداءا مميزا صورت بشكل مثير تحول الحياة الى عالم رقمي، بعيدا عن قيم الجمال والانتماء وادت ما رسمه لها مخرجها الكبير وما خطته انامل الكاتب الفذ، وفي هذا الصدد يبين الشاعر حسين الشرقي احد عناصر تلك التركيبة من ممثلي مسرحية ريلز لصحيفة (المدى) "تصور مسرحية ريلز الإنتقالة السلبية في حياة البشرية من عصر الثقافة والفن والجمال، إلى عصر الإلكترونيات والتحول الكبير للإنسان من وصفهِ كـقيمة إلى وصفهِ كرقم، كما تبيّن هذه الحلقة المتكررة من التحولات بطريقة تراجيدية متقنة يتخللها الطابع الكوميدي في جزئيات معينة، مما لا يجعل في المسرحية مجالاً لتشتت انتباه المتلقي للتصاعد الدرامي المستمر من البداية حتى النهاية".
هيأت اجواء العرض المسرحي استعداد الحضور الميساني، وساهمت فرقة لحن الميسانية بخلق جو مفعم بالروح النابضة بالحياة من خلال ما قدمه فريقها المتناغم بالنجاح، من مقطوعات موسيقية جميلة وملهمة في نفس الوقت لأيصالح الحضور الى قمة المتعة والسعادة.
فنانو المحافظة كان لهم موقفا ورأيا في العمل المسرحي الذي شهدته مدينتهم، وخلق روحا من الاشادة والتقدير للجهود التي اخرجت العمل بهذا الشكل الفني المميز، كما بينت تدويناتهم على مواقع التواصل المختلفة وفي هذا الشأن كان لرئيس المركز التنسيقي للثقافة والفنون في ميسان محمد الخزعلي تدوينة اطلعت عليها صحيفة (المدى) "ريلز العرض المسرحي الذي اعاد هيبة وسمو المسرح الميساني بعد سنين عجاف، خالد علوان صاغ من وجعه درساً جمالياً ميسانيا رائعا وتأكد ياصديقي أن روح من أحببت كانت أول الحاضرين وأول المصفقين، لكاتب النص أحد أبنائي د علي كريم كل الحب والتألق، ولكل كادر العمل الشباب الأبطال المتميزين وللفرقة الموسيقية التي نثرت عبق أنغامها في قاعة العرض المزيد من التألق والإبداع".









