علاء المفرجي
يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة جماعية، وجسرًا إنسانيًا يعبر الحدود. وفي دورته الثانية عشرة، يرسّخ المهرجان حضوره بوصفه حدثًا ثقافيًا يحمل أبعادًا فنية وفكرية تتجاوز شاشة العرض.
تكمن أهمية مهرجان دهوك أولًا في دوره في دعم السينما العراقية والكردية، عبر إتاحة الفرصة أمام صناع الأفلام الشباب لعرض أعمالهم إلى جانب تجارب عربية وعالمية راسخة. هذا التجاور لا يخلق منافسة فحسب، بل يولّد حوارًا بصريًا ومعرفيًا يساهم في تطوير الذائقة السينمائية، ويشجع على تبادل الخبرات والأساليب السردية.
كما يكتسب المهرجان بعدًا خاصًا من خلال اختياره للموضوعات الإنسانية والاجتماعية، حيث تتناول الأفلام المشاركة قضايا الهوية، الذاكرة، الحروب، الهجرة، وحق الإنسان في الحياة والكرامة. السينما هنا ليست ترفًا، بل أداة تفكير وتأمل، تعيد طرح الأسئلة المؤجلة، وتمنح صوتًا لمن غالبًا ما يُهمَّشون في الخطاب العام.
في دورته الثانية عشرة، يبرز مهرجان دهوك كمساحة للتلاقي الثقافي الدولي، إذ يستضيف مخرجين ونقادًا ومنتجين من بلدان مختلفة، ما يضع العراق في قلب المشهد السينمائي العالمي، بعيدًا عن الصور النمطية الجاهزة. هذه اللقاءات والندوات وورش العمل تفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك، وتمنح صناع السينما المحليين فرصة الاحتكاك المباشر مع تجارب عالمية.
ولا يمكن إغفال البعد الرمزي للمهرجان، فإقامته المنتظمة في دهوك تؤكد أن الثقافة قادرة على الاستمرار رغم التحديات السياسية والاقتصادية. إن الإصرار على إقامة مهرجان سينمائي بهذا الحجم هو فعل مقاومة ناعمة، ورسالة مفادها أن الفن جزء أصيل من حياة المجتمع، وليس ترفًا مؤجلًا.
في النهاية، تمثل الدورة الثانية عشرة من مهرجان دهوك السينمائي تأكيدًا على أن السينما في العراق لا تزال حيّة، قادرة على التجدد، وعلى سرد قصصها بنفسها. إنه مهرجان لا يحتفي بالأفلام فقط، بل يحتفي بالإنسان، وبحقه في أن يرى العالم، وأن يُرى
في هذه الدورة للمهرجان اقيمت العديد من الورش السينمائية المهمة منها كانت ندوة عن مبادرة دعم السينما حيث استضاف المهرجان ٣ من اعضاء اللجنة للحديث طبيعة اللجنة واهدافها والمشاكل التي اعترضت
وكانت السسينما الاسبانية هي ضيفة هده الدورة بوضوع تاريخ وظهور الباسك في السينما الكاتلونية وعرض ايضا عدد من الافلام الاسبانيةوبهدا يستمر مهرجان دهوك في تأكيد حضوره في المشهد السينمائي سواء الكردي أو العراقي.









