ترجمة عدنان علي
أشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يوم الخميس، بالجالية الهندية في سلطنة عُمان، واصفًا إياها بأنها «مثال حيّ على التعايش والتعاون»، وذلك خلال كلمته أمام أفراد الجالية والطلاب في مسقط. واستهلّ مودي كلمته وسط هتافات «بهارات ماتا كي جاي» و»فاندي ماتارام» و»مودي، مودي»، ما يعكس قوة الرابطة العاطفية بين الجالية الهندية في الخارج ووطنها الأم. وقال: «الجالية الهندية في الخارج مثال حيّ على التعايش والتعاون». وفي معرض حديثه عن الروابط بين الهند وشعبها في الخارج، قال رئيس الوزراء: «التنوع في الهند أساس متين لثقافتنا»، موضحًا كيف يُشكّل التعدد الثقافي في الهند هويتها العالمية.
وربط رئيس الوزراء هذا المنظور الثقافي بالحضور العالمي للهنود، مضيفًا: «لهذا السبب، أينما ذهبنا نحن الهنود، وأينما أقمنا، نحترم التنوع». وفي إشارة إلى اعتراف عالمي حديث، قال رئيس الوزراء: «مؤخرًا، حظي التراث الثقافي الغني للهند بتكريم عظيم آخر. فقد أدرجت اليونسكو عيد ديوالي في قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية». وأوضح أن هذا الاعتراف يعكس الأهمية العالمية للتقاليد الهندية. وأضاف: «الآن، لن يضيء مصباح ديوالي (ديا) منازلنا فحسب، بل العالم أجمع. وهذا مصدر فخر للهنود في جميع أنحاء العالم».
«إن هذا التقدير العالمي لعيد ديوالي هو تقدير لنورنا الذي ينشر الأمل والوئام ورسالة الإنسانية.» كما تحدث رئيس الوزراء مودي عن الاحتفال بالعلاقات الهندية العمانية، قائلاً: «نحتفل هنا أيضاً بيوم الصداقة الهندية العمانية (ميتري بارف)». وأوضح أهمية هذا اليوم قائلاً: «يرمز حرف الميم إلى التراث البحري، والألف إلى الطموحات، والياء إلى الابتكار، والتاء إلى الثقة والتكنولوجيا، والراء إلى الاحترام، والياء إلى النمو الشامل». وفي وصفه للمعنى الأوسع لهذا الحدث، قال رئيس الوزراء مودي: «هذا يعني أن يوم الصداقة هذا هو احتفال بالصداقة بين البلدين، وتاريخنا المشترك، ومستقبلنا المزدهر».
وفي معرض تسليط الضوء على العلاقات الهندية العمانية، قال رئيس الوزراء مودي: «لقد ساهمت رياح موسم المحيط الهندي في توجيه التجارة بين البلدين». وأضاف: «كان أجدادنا يستقلون قوارب خشبية من موانئ مثل لوثال وماندفي وتامراليبتي، ويصلون إلى مسقط وصور وصلالة». أعرب عن سعادته بتوثيق هذه الروابط التاريخية بين ماندفي ومسقط في كتاب أصدرته سفارتنا. وفي وقت سابق من اليوم، ألقى رئيس الوزراء مودي كلمة أمام منتدى الأعمال الهندي العماني، مسلطاً الضوء على الإصلاحات العديدة التي أطلقتها الهند خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، والتي جعلتها واحدة من أكثر الأسواق تنافسية في العالم. وأكد مودي على أهمية اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، مشدداً على أنها ستعزز الثقة في الشراكة.
وكان رئيس الوزراء مودي قد وصل إلى مسقط، عاصمة سلطنة عُمان، يوم الأربعاء الماضي ، في زيارة رسمية تستغرق يومين، تُختتم بها جولته التي تشمل ثلاث دول. وقد وصل إلى عُمان بعد إتمام زيارتيه الناجحتين إلى الأردن وإثيوبيا. وتأكيداً على أهمية الزيارة، استُقبل رئيس الوزراء في مطار مسقط من قِبل نائب رئيس الوزراء العُماني لشؤون الدفاع، السيد شهاب بن طارق آل سعيد، حيث أُقيمت له مراسم استقبال رسمية، تعكس الأهمية التي توليها عُمان لهذه الزيارة. وأشاد رئيس الوزراء مودي بحماس الجالية الهندية في عُمان، مؤكداً أن ذلك يعكس عمق العلاقات الشعبية بين البلدين.
وتأتي هذه الزيارة التي تستغرق يومين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، ومن المتوقع أن تُركز على تعزيز الشراكة الاستراتيجية. وخلال الزيارة، من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بالقيادة العُمانية، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية. وفي هذا السياق، من المتوقع أيضاً أن تُسهم المحادثات في دفع عجلة المناقشات حول اتفاقية تجارية طموحة. أكد سفير سلطنة عُمان لدى الهند، الشيخ حميد بن علي بن سلطان المانع، في تصريح لوكالة أنباء ANI، على أهمية الزيارة، قائلاً إن زيارة رئيس الوزراء مودي إلى مسقط ستكون علامة فارقة في العلاقات الثنائية، لا سيما مع احتفال البلدين هذا العام بمرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ووصف السفير توقيت الزيارة بأنه «مثير للاهتمام»، مشيراً إلى أنها تأتي بعد عامين من زيارة السلطان هيثم بن طارق للهند في ديسمبر 2023، وتحمل دلالات «من جوانب مختلفة».
رئيس الوزرء مودي من مسقط : الجالية الهندية في الخارج مثال حيّ على التعايش والتعاون

نشر في: 21 ديسمبر, 2025: 12:06 ص








