TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الشتاء يزيد معاناة مواطني كردستان.. أزمة النفط الأبيض وسط موجات البرودة

الشتاء يزيد معاناة مواطني كردستان.. أزمة النفط الأبيض وسط موجات البرودة

نشر في: 22 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 السليمانية / سوزان طاهر

 

مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، فإن معاناة مواطني إقليم كردستان تزداد بشكل كبير، نتيجة أزمة المحروقات، وارتفاع أسعار مادة النفط الأبيض بشكل كبير، حيث وصل سعر اللتر الواحد إلى حوالي ألف دينار في الأسواق التجارية.
وأعلنت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان مطلع الشهر الحالي عن توزيع ما يزيد على 107 ملايين لتر من مادة النفط الأبيض على الأسر في محافظات وإدارات الإقليم المستقلة.

 

وقالت الوزارة في بيان إن "كمية النفط المذكورة جرى توزيعها على نحو 537 ألف أسرة حتى الآن، لكن يبدو أن هذه الكميات لا تكفي، بسبب موجات البرد التي اجتاحت مدن الإقليم، حيث تنخفض درجات الحرارة في الليل تحديداً إلى ما دون الصفر المئوي".

استياء المواطن
وفي هذه الأثناء عبر عدد من المواطنين في محافظة السليمانية عن استيائهم، نتيجة التأخر في توزيع كميات النفط الأبيض على المواطنين، مؤكدين أن وزارة الثروات الطبيعية وزعت على أطراف المدن والقرى فقط، بينما لم يشمل التوزيع مراكز المدن الرئيسية حتى الآن.
وقال آرام هادي، وهو مواطن من أهالي السليمانية في حديثه لـ "المدى": إنه "في كل عام تتكرر مشكلة ارتفاع أسعار مادة النفط الأبيض، وتأخر الحكومة في توزيع الحصة المقررة للمواطن، وبالتالي لا يستفيد منها المواطن".
أما المواطن ميران كمال فأكد خلال حديثه لـ "المدى": أنه "كان ينبغي على حكومة الإقليم، ووزارة الثروات الطبيعية، والحكومات المحلية، أن تحسب حسابها، منذ بداية فصل الشتاء، وتقوم بتوزيع حصة النفط الأبيض بوقت مبكر".
وأضاف أنه "قد دخلنا ذروة فصلي الشتاء، ونضطر كل ثلاثة أيام لشراء 20 لترًا من النفط، بمبلغ 20 ألف دينار، بسبب عدم استلامنا الحصة الحكومية المقررة، رغم أنها قليلة ولا تكفي".
انتظار الوزارة وتؤكد مديرية النفط والمعادن في السليمانية أنهم بانتظار قرار من وزارة الثروات الطبيعية لبدء توزيع النفط الأبيض داخل مراكز المدن، في وقت يشكو مواطنون من اضطرارهم إلى شراء النفط من السوق بأسعار مرتفعة نتيجة عدم التوزيع حتى الآن.
وفيما يتعلق بموعد توزيع النفط الأبيض في مركز مدينة السليمانية، قال سلام عمر، المتحدث باسم مديرية النفط والمعادن في السليمانية في تصريحات صحافية: إنه "منذ بداية شهر تشرين الأول من هذا العام، بدأت عملية توزيع النفط على ثلاث مراحل، وقد جرى حتى الآن توزيع أكثر من 90% من النفط الأبيض في المناطق الجبلية والأطراف، أي أكثر من 55 مليون لتر وُزِّعت على المواطنين".
وأضاف "فيما يخص مراكز المدن، فقد راسلنا الوزارة منذ أكثر من أسبوعين، وحتى الآن لم يصدر قرار بتوزيع النفط، لذلك نحن بانتظار الوزارة، وإذا صدر القرار فسنباشر فورًا بتوزيع النفط في مراكز المدن".
من جهة أخرى انتقد عضو لجنة النفط والطاقة في برلمان كردستان جهاد حسن، عدم إرسال الحكومة الاتحادية حصة الإقليم من مادة النفط الأبيض، وباقي مواد الوقود الأخرى. وأوضح خلال حديثه لـ "المدى": أن "المواطن الكردي في إقليم كردستان، حاله حال باقي المواطنين في المحافظات العراقية الأخرى، يجب أن يتمتع بكل الامتيازات والحقوق التي كفلها له الدستور".
وأشار إلى أنه "منذ سنوات، لا تقوم الحكومة الاتحادية، وتحديدًا وزارة النفط بإرسال حصة الإقليم من النفط الأبيض، أو من مادة البنزين، وباقي أنواع الوقود، وهذا فيه ظلم وإجحاف، ويجب معالجته، وإنصاف شعب الإقليم".
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه وزارة الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، منذ أكثر من شهرين، بتوزيع النفط الأبيض خارج مراكز المدن، إلا أن التوزيع لم يصل حتى الآن إلى المراكز، فيما يحل فصل الشتاء في ظل ظروف معيشية صعبة.
كما أن عدم صرف الرواتب حال دون قدرة شريحة واسعة من المواطنين على شراء النفط من الأسواق.

سلسلة أزمات
وفي هذه الأثناء يشير الخبير في الشأن الاقتصادي فرمان حسين إلى أن أزمة مادة النفط الأبيض، تثقل كاهل المواطن الكردي، الذي بات لا يعرف كيف يتعامل مع سلسلة الأزمات المختلفة.
وبين خلال حديثه لـ "المدى": أن "المواطن يحتاج إلى وسائل التدفئة، وبما أن أسعار التدفئة الكهربائية غالية جداً، نتيجة ارتفاع أسعار وحدات الطاقة، وفقاً لمشروع "روناكي الجديد" في الإقليم".
وتابع أن "المواطن يلجأ لوسائل التدفئة النفطية، ولكن يواجه صعوبة، نتيجة عدم توزيع حصته من مادة النفط الأبيض، وغلاء أسعاره في الأسواق التجارية، وبالتالي فإن فصل الشتاء يزيد من الأعباء المالية للمواطن الكردي، في ظل أزمة تأخر صرف الرواتب".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!

تحذيرات من الاكتفاء بتفكيك السلاح الثقيل والإبقاء على الخفيف لتخويف الداخل بغداد/ تميم الحسن تداخل ملف تسمية رئيس الوزراء المقبل، على نحو متسارع، مع قضية «نزع سلاح الفصائل»، وهي مسألة يراها سياسيون محفوفة بالشكوك،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram