علي حسين
عرفت السينما عبر تاريخها الذي تجاوز القرن بأعوام، الكثير من النجمات ملأنَّ الشاشة سحراً وجمالاً، من غريتا غاربو الى إليزابيت تايلور، مروراً بمارلين مونرو وريتا هيوارت والحسناء بريجيت باردو أيقونة الجمال الفرنسي ، التي رحلت عن عالمنا هذا اليوم ، وكانت قد اعتزلت التمثيل عام 1973 : "لطالما بدا لي الجنون الذي يحيط بي غير واقعي. لم أكن مستعدة أبدًا لحياة النجومية" ، لينصبّ اهتمامها الرئيسي في مجال حماية الحيوان .
باردو التي تحولت بعدها ان قدمها زوجها المخرج روجر فاديم عام 1956 في فيلم " وخلق الله المرأة " إلى أجمل امرأة في العالم ، قررت ذات يوم من عام 1965 ان تزور العبقري بابلو بيكاسو ، كانت تبلغ من العمر 21 عامًا وكان يبلغ من العمر 74 عامًا. تمنت حينها ان يرسمها ، لكنها قالت فيما بعد ان هيبة الفنان منعتها من ان تصرح برغبتها امامه . كتبت عنها سيمون دي بوفوار كتابا صغيرا وصفتها بانها رمز لـ "الحرية المطلقة" ، مما رفع بريجيت إلى مرتبة الفلسفة.
سيقول البعض يالك من كاتب رعديد تنسى أننا في بلد تتحوّل محافظاته كل يوم بقدرة وكفاءة مسؤوليها الى محافظات"مقدسة"، مسموح فيها سرقة المال العام، وتفشي الرشوة والمحسوبية ومعها المخدرات، وممنوع فيها صوت الموسيقى والغناء لأنها رجس من عمل الشيطان!. وأتمنى عليكم أن تعذروني فقد كنت أنوي الكتابة عن التضحية والإيثار الذي سيقدمه لنا مثنى السامرائي وهو يرضى بمنصب رئيس البرلمان العراقي من أجل عيون العراقيين، حيث أثبت لنا ان تجارة الكتب المدرسية بامكانها ان توصل السياسي العراقي الى اعلى المناصب في بلاد الرافدين .
للاسف يحاول البعض أن يوهم البسطاء، بأن مشاكلهم اليومية لا تتعلق بغياب الرؤية المستقبلية وخطط التنمية ، وأن الأزمة العراقية ليست في سعي البعض إلى تقسيم البلاد لدويلات طائفية.. وإنما في القرعة بين الحلبوسي والسامرائي على كرسي رئيس البرلمان .
انتهت مسرة الفنانة التي وصفتها الصحافة بانها رمز فرنسا ، لكن فيلم " الكعكة العراقية " لم ينته حتى هذه اللحظة لأنه أظهر لنا أن أنصار دولة الفشل أكثر مما نتوقع، وظهر أيضا أن أساطير السادة المسؤولين عن أنفسهم تجاوزت الحد المعقول، وأن مفهوم السيطرة على البلاد والعباد، سيكون بديلاً لمشروع الإصلاح وتقديم الخدمات، وأن حل مشاكل العراق يكمن في إقصاء محمد الحلبوسي وتنصيب مثنى السامرائي ، والمهم أن البعض يريد لنا أن نعيش عصر استعراض " الفخامات " .
لذلك، أنا حزين لغياب بريجيت باردو " بب " أكثر من حزني على إصرار البعض حرمان الشعب العراقي من عصر الفخامات، لأنني في الحالة الاولى افتقدت جمالاً ساحراً، أما في الحالة الثانية، فان السياسي العراقي اثبت ان ولائه للكرسي وليس للوطن!.









