علي حسين
مع نهاية عام وبداية عام جديد، فتح مزاد المناصب في البرلمان العراقي، وشرعت مغارة علي بابا بفتح ابوابها لأعضاء جدد امتلأت الشوارع قبل اسابع بلافتاتهم وشعاراتهم عن الجنة الموعودة للعراقيين، والتغيير والتنمية والاصلاح والنزاهة وبناء الدولة في عبارات فقدت صلاحيتها منذ أن خرج علينا محمود المشهداني بمصطلح "المالات"، وأوهمنا عباس البياتي أن نواب البرلمان يسعون لاستنساخ رئيس الوزراء، فاكتشفنا أنهم يستنسخون أرصدة ومشاريع خارج البلاد.
دخل نواب جدد إلى القبة السحرية وسيعيشون مع حكاية "افتح يا سمسم"، وسيتبارون في خطابات نارية، دائماً ما تساعد على انتشار فايروس جديد في الجو اسمه "الخراب السياسي" وهو أخطر بكثير من كل الفايروسات التي تعاني منها البشرية. ولعل المواطن وهو ينتظر ماذا سيفعل البرلمان الجديد يتساءل: ماذا سيقول النواب الجدد؟ حتماً سيملأون الفضاء بخطب وكلام معاد إلى درجة الملل لتكون النتيجة في النهاية صفراً في كل الاتجاهات. المواطن المغلوب على أمره عليه أن يدرك جيداً أن أعضاء البرلمان الجديد لن يختلفوا، فهم سيتفقون على شيء واحد وهو الحفاظ على المنصب. نواب الكثير منهم للأسف لا يملكون مقاييس للكفاءة، لم نشهد معهم سوى تراجع في التعليم والصحة والخدمات، وأن الكثير ممن دخلوا عالم السياسة في هذه البلاد وعن طريق الصدفة والحظ والشطارة.
ولهذا أعتقد بأن البرلمان الجديد سيضع على جدول أعماله فقرة واحدة هي كيف التخلص من شكاوى الناس. بالتأكيد سيقدم البرلمان السابق مشكوراً نسخة من دعائه الرسمي لكي يردده النواب بصوت واحد.. وهذا الدعاء الذي خيب طموحات العراقيين وأفشل مؤامراتهم ضد برلمانهم " العتيد" ولم يتمكن ان يخلع عالية نصيف من كرسيها وستظل جالسة على انفاس البرلمان لعقود قادمة. والدعاء كما جاء في كوميديا السياسة العراقية يقول :
اللهم ثبتنا على كراسينا.. وبارك لنا ولأهلينا فيها.
واجعل الكرسي يا رب العالمين.. إرثا نورثه لأهالينا.
وأبق علينا نعمة البرلمان.. واحفظها من الزوال.
اللهم اجعل النار تشتعل فيمن يعارضنا.. وانصرنا على من يخالفنا.
اللهم اجعل قبة البرلمان دارنا.. ومستقرنا ومرقدنا إلى يوم الدين.
اللهم أبق هذا الشعب مشغولاً ومغيباً. اللهم شتت شملهم.. وخيب سعي شبابهم، وبدد احتجاجاتهم. اللهم نسألك حُسن القعدة على قلوب الناس. وطيب الإقامة على أنفاسهم، ولا نسألك ترك البرلمان أبدا. اللهم وسع أرزاقنا وكثر أموالنا. اللهم لا تفتح أبواب حساباتنا السرية لغيرنا. اللهم إنا نعوذ بك من كرسي يُخلع. ومن شعب لا يخاف، ومن مواطن لا يُخدع. اللهم احفظ لنا كراسينا.. وأدم علينا نعمة انشغال المواطن بهمومه.









