 ترجمة: حامد أحمد

في لقاء أجرته معه صحيفة "كلدان بريس" (Chaldean Press)، تعهد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى العراق مارك سافايا بأنه سيعمل على المساعدة بإعادة إعمار وإحياء قرى مسيحيي سهل نينوى في شمالي العراق، التي تعرضت للدمار على يد تنظيم داعش، مشيراً إلى أنه سيعمل على الدفع لتفعيل المادة 125 من الدستور العراقي التي تتيح للأقليات حقوقاً إدارية وسياسية وثقافية في بلداتهم.

المقابلة التي أجريت معه هذا الأسبوع، جاءت بعد فترة وجيزة من تكريم المبعوث الأميركي سافايا من قبل الرئيس ترامب في حفل عيد الميلاد الذي أقيم في البيت الأبيض، وهو من أصول كلدانية – سريانية آشورية وتنحدر عائلته من سهل نينوى.
وقال المبعوث الأميركي سافايا خلال اللقاء بأن أولوياته ستنصب على الأمن وإعادة الإعمار لعديد من القرى الكلدانية والسريانية والآشورية التي تم تدميرها وتخريبها على يد تنظيم داعش الإرهابي في شمالي العراق. وأوضح قائلاً: "سأركز على إعادة إحياء وأمن القرى الكلدانية في شمالي العراق. العديد من هذه القرى دمرها تنظيم داعش، وسأعمل على مساعدتها".
كما سلّط المبعوث الضوء على المادة 125 من الدستور العراقي، وهي مادة معطّلة منذ فترة طويلة، وتتيح حقوقاً إدارية وسياسية وثقافية للأقليات. وقال إنه في حال تطبيقها بشكل كامل، يمكن أن تمنح هذه المادة قدراً أكبر من الحكم الذاتي والحماية للقرى المسيحية التي عانت لسنوات من النزوح والتغيير الديموغرافي.
وبالنسبة للعديد من الكلدان–السريان–الآشوريين، قوبلت هذه التصريحات كإشارة نادرة للأمل بعد عقود من التهجير والعنف والتهميش السياسي. وقد دعا قادة المجتمع مراراً إلى ضمانات دولية تكفل بقائهم في وطنهم التاريخي.
ويُنظر إلى تعيين سافايا مبعوثاً رئاسياً إلى العراق على أنه إشارة تؤكد اهتمام إدارة ترامب بالمشهد العراقي الهش في مرحلة ما بعد الصراع. غير أن تحويل تعهدات سافايا إلى تغيير دائم سيعتمد على التعاون مع بغداد وبينها وبين السلطات المحلية والشركاء الدوليين، والأهم من ذلك، مع المنظمات السياسية والمدنية والدينية الكلدانية–السريانية-الآشورية.
ويشير التقرير إلى أن هناك بالفعل إطاراً توجيهياً يمكن أن يستند إليه مارك سافايا. فقد عقدت عدة منظمات كلدانية – سريانية – آشورية مؤتمر "مستقبل المسيحيين في العراق" في البرلمان الأوروبي في بروكسل عام 2017. وقدمت خلاله ورقة موقف بعنوان "مستقبل سهل نينوى: مقترح من الأحزاب السياسية الكلدانية/ السريانية/ الآشورية"، والتي يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لعمل المبعوث الأميركي الكلداني-السرياني – الآشوري إلى العراق.
يشار إلى أن المادة 125 من الدستور العراقي تنص على أن تضمن الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة، كالتركمان والكلدان والآشوريين وسائر المكونات الأخرى. وينظم ذلك بقانون، وأن صدور قانون ينظم هذه الآليات لم يتحقق لحد الآن، حيث ستقع المسؤولية على الأحزاب والمنظمات الكلدانية السريانية الآشورية نفسها، وليس على الخارج فقط.
وكانت صحيفة "ناشنال كاثوليك ريجستر" الأميركية المعنية بأخبار الكنيسة حول العالم، قد تناولت في تقرير لها تبعات غزو تنظيم داعش على المناطق المسيحية في الموصل وسهل نينوى ووضع المسيحيين الآن في العراق بعد مرور أكثر من عشر سنوات على هجوم تنظيم داعش، وأظهر التقرير عبر لقاءات مع قساوسة ومسيحيين رجعوا لمناطقهم، أن ما يزيد على نصف مسيحيي العراق غادروا البلد في حين فضل آخرون البقاء والتشبث بأرضهم لكي يعيدوا إعمار مناطقهم ومنازلهم.
وتشير الصحيفة إلى أن الدمار الذي خلفه داعش واضح عبر مناطق سهل نينوى. في مدينة قره قوش، التي كانت من أكبر مدن المسيحيين في العراق، يمكن رؤية البيوت المحروقة والمحطمة، الكنائس فيها تضررت وتم حرق الأناجيل والتماثيل الرمزية فيها.
كنيسة الطاهرة في قره قوش، إحدى أقدم المواقع المسيحية التاريخية في العراق، استخدمها تنظيم داعش كميدان رمي، جدرانها مليئة بثقوب خلفتها إطلاقات الرصاص. وتشير الإحصاءات إلى أن المعاناة التي حلت بالمسيحيين كانت مروعة. وخلال حقبة داعش تم قتل أكثر من 1 ألف و132 مسيحياً وتهجير أكثر من 120 ألف آخرين. وأن تعداد المسيحيين في العراق الذي كان بحدود 1.5 مليون نسمة قبل عام 2003، انخفض الآن إلى أقل من 250 ألف شخص.
عن Chaldean Press