المدى/خاص
في ظل تصاعد المخاوف البيئية المرتبطة بالصيد الجائر وتراجع التنوع الإحيائي في مناطق الأهوار، أكدت مديرية بيئة ذي قار عدم تسجيل أي تواجد لطائر الفلامنكو داخل أهوار المحافظة خلال الأيام الماضية، بالتوازي مع تنفيذ إجراءات قانونية بحق المخالفين ومصادرة أدوات الصيد غير المشروع، في خطوة تهدف إلى حماية الحياة البرية والحفاظ على التوازن البيئي.
وقال مدير بيئة ذي قار موفق حامد، في تصريح تابعته (المدى)إن الجولات الميدانية التي نفذتها فرق المديرية في أهوار الجبايش لم ترصد أي وجود لطائر الفلامنكو أو عمليات صيد له داخل المحافظة.
وأوضح أن فرقاً فنية متخصصة زارت المنطقة يوم السبت الماضي، برفقة الشرطة البيئية والجهات المعنية بشؤون التنوع البيولوجي، بهدف إطلاق مجموعة من الطيور التي تمت مصادرتها سابقاً من سوق الغزل في العاصمة بغداد، وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية في الأهوار.
وأضاف حامد أن هذه الإجراءات تستند إلى قانون حماية وتحسين البيئة رقم (27) لسنة (2009)، ولا سيما المادة (18) التي تحظر صيد وبيع والمتاجرة بالحيوانات والطيور المهددة بالانقراض، مؤكداً أن المديرية قامت بمصادرة جميع الأدوات المستخدمة في الصيد الجائر، فضلاً عن توجيه كتب رسمية إلى مديرية شرطة ذي قار لمتابعة هذه الحالات. وبيّن أن مركز شرطة حماية البيئة سجل مخالفتين حتى الآن، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق مرتكبيها.
وتُعد هذه التحركات جزءاً من جهود أوسع تبذلها الجهات البيئية لمواجهة ظاهرة الصيد غير القانوني، التي تشكل تهديداً مباشراً للطيور المهاجرة والمقيمة على حد سواء، خاصة في مناطق الأهوار المدرجة على لائحة التراث العالمي، والتي تمثل واحداً من أهم النظم البيئية الرطبة في المنطقة.
من جانبه، شدد الخبير البيئي أحمد عبيد خلال حديث لـ(المدى)على أن طائر الفلامنكو يتمتع بأهمية بيئية كبيرة، لكونه من الطيور الدالة على سلامة النظم البيئية، إذ يرتبط وجوده بتوازن المياه ونقاء البيئة الطبيعية. وأوضح أن الفلامنكو يسهم في الحفاظ على التوازن البيولوجي عبر تغذيه على الطحالب والكائنات الدقيقة، ما يساعد على تنظيم البيئة المائية ويحد من انتشار بعض الملوثات الطبيعية.
وأشار عبيد إلى أن حماية هذا الطائر تتطلب تشديد الرقابة على الصيد الجائر، ومنع الاتجار غير المشروع بالطيور، وتعزيز دور الشرطة البيئية في مناطق الأهوار، إضافة إلى تفعيل العقوبات القانونية بحق المخالفين. كما أكد أهمية نشر الوعي البيئي بين الصيادين وسكان المناطق القريبة من الأهوار، عبر حملات توعوية تبرز قيمة التنوع البيولوجي وخطورة استنزافه على المدى الطويل.
وتأتي هذه الجهود في وقت تواجه فيه الأهوار العراقية تحديات متراكمة، من بينها شح المياه، والتلوث، والتغيرات المناخية، ما يجعل الطيور المهاجرة أكثر عرضة للخطر.
ويرى مختصون أن استمرار التنسيق بين المؤسسات الحكومية والجهات الأمنية والخبراء البيئيين، إلى جانب دعم المجتمعات المحلية، يمثل عاملاً حاسماً في حماية الأهوار واستعادة دورها الحيوي كملاذ طبيعي للطيور والكائنات الحية.
وبينما تؤكد مديرية بيئة ذي قار خلو الأهوار حالياً من طائر الفلامنكو، فإن الرسالة الأبرز من هذه الحملات تبقى موجهة إلى ضرورة حماية ما تبقى من الثروة البيئية، ومنع تكرار الانتهاكات التي تهدد واحدة من أهم البيئات الطبيعية في العراق.










