بغداد / المدى
في إطار سعيها المتواصل لتقديم محتوى فني يجمع بين المتعة البصرية والرسالة التربوية الهادفة، أعلنت دار ثقافة الأطفال عن وضع اللمسات الأخيرة على مسرحية الأطفال الجديدة «صديقتي الشجرة». ويأتي هذا العمل الفني كخطوة رائدة لتوظيف خشبة المسرح في معالجة القضايا السلوكية والبيئية التي تلامس واقع الطفل العراقي المعاصر.
توليفة فنية بروح تربوية
أنهى فريق عمل قسم الفنون في الدار البروفات النهائية لهذا العرض، الذي صاغ كلماته الكاتب علي الدليمي، وأخرجه الفنان قائد عباس، فيما وضع الألحان والموسيقى الفنان أمير علي رضا. وتتجسد القصة على الخشبة من خلال أداء مميز للفنانتين أحلام علي عيدان وشروق رشيد، اللتين تنقلان المشاهد الصغير إلى عالم يمتزج فيه الخيال بالواقع.
وفي تصريح له حول هذا العمل، أكد المدير العام لدار ثقافة الأطفال، الدكتور إسماعيل سليمان حسن، أن العرض المسرحي يندرج ضمن استراتيجية الدار الهادفة إلى "أنسنة" الفن وتوظيفه كوسيلة تربوية فعالة تسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية وعيه الجمعي. وأشار إلى أن المسرحية تعالج تحديات إنسانية يواجهها الأطفال يومياً، محولةً خشبة المسرح إلى مختبر لتعزيز القيم الإيجابية.
مواجهة التنمر.. في ظلال الطبيعة
تتمحور حبكة المسرحية حول طفل يتعرض لضغوط نفسية ولسعات "التنمر" من بعض زملائه في المدرسة. وفي لحظات انكساره، يجد ملاذه الآمن في شجرة بحديقة منزله، التي تتحول إلى رمز للصداقة والأمان. ومن خلال حوارات شيقة، تمنح الشجرة الطفل رسائل إيجابية تعيد صياغة مفهوم القوة لديه، وتدفعه لعدم الاستسلام للكلمات السلبية، مما يعزز ثقته بنفسه لمواجهة المجتمع الخارجي بصلابة.
من جهته، كشف الكاتب علي الدليمي أن "صديقتي الشجرة" تمثل تجربته المسرحية التربوية الأولى، وان هناك مسرحيات أخرى ستظهر إلى النور، مؤكداً كذلك أن هناك سلسلة من الأعمال القصصية الهادفة التي ستنشر في مجلتي (مجلتي) و(المزمار)، وجميعها تصب في مجرى التربية الإنسانية لجميع الفئات العمرية.
لم يغفل العرض الجانب البيئي الذي يعد ركيزة أساسية في التوعية الحديثة. فقد أوضح مخرج العمل، الفنان قائد عباس، أن المسرحية لا تكتفي بمحاربة التنمر، بل تمتد لتسلط الضوء على قضايا مصيرية مثل:
التشجيع على الزراعة وزيادة المساحات الخضراء. وترشيد استهلاك المياه والحفاظ على الثروات الطبيعية. والتحذير من مخاطر التصحر كأحد أكبر التحديات البيئية.
وشدد عباس على أن هذه القيم قُدمت بأسلوب فني مبسط يتناسب مع مدارك الأطفال، لضمان ترسيخها كجزء من سلوكهم اليومي، بما يسهم في إعداد جيل واعٍ، متوازن، ومسؤول تجاه نفسه وتجاه كوكبه.









