الموصل/ سيف الدين العبيدي
يعد وسام يوسف، البالغ من العمر 47 عاماً، أحد المسيحيين الذين عادوا إلى ناحية برطلة ذات المكونات المتعددة، بعد أن توقفت فيها احتفالات عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية إبان سيطرة تنظيم «داعش».
اعتاد وسام منذ أيام نزوحه في أربيل أن يحتفل بالعيد على طريقته الخاصة، وعاد في عام 2019 إلى بيته الذي أحرقه التنظيم، ليبدأ منذ ذلك الوقت بشراء وصناعة المجسمات من الأشجار والنجوم والغزلان وحلوى «الكاندي». ويضع وسام هذه الزينة على واجهة منزله، حتى أصبحت اليوم تضم أكثر من 25 مجسماً متنوعاً، مع نشرات ضوئية يعمل بعضها بالطاقة الشمسية، وتتوسطها عبارة: «اليسوع نور العالم».
ويقول وسام في حديثه لـ (المدى)، إنه اعتاد شراء المعدات من «البالة»؛ لأنها أرخص وأفضل نوعية من البضائع التجارية، مشيراً إلى أنه يشتري بعضها عاطلاً ويقوم بتصليحه بحكم عمله موظفاً في دائرة الكهرباء. وقد جعل وسام من منزله «تحفة فنية» بفضل النشرات الضوئية التي تستهلك 5 أمبيرات فقط، لافتاً إلى أن هذا المشهد لكثرة عدد المجسمات قد لا يُرى في أي منزل آخر في نينوى أو العراق.
وأضاف أنه يباشر التحضيرات كل عام منذ بداية شهر كانون الأول، إلا أن العام الحالي شهد بداية مبكرة منذ تشرين الثاني؛ نظراً لكثرة المجسمات وقصر أوقات النهار، حيث يعود من دوامه عند الساعة الثالثة ويبدأ العمل فوراً في تركيب الإضاءة، وتستمر الزينة حتى 15 كانون الثاني، ليقوم بعدها بإزالتها.
ولا يكتفي وسام بذلك، بل يهتم بزراعة نبات الصبار، ويمتلك 75 نوعاً من أصل 25 ألف نوع منتشر حول العالم. وجاء شغفه بهذه النبتة خلال فترة نزوحه عندما وضع أحد أصدقائه أنواعاً من الصبار لديه، ومن هنا بدأت الحكاية. وقد زرع منها على الأرصفة والجزرات الوسطية أيضاً. وبين وسام أنها مقاومة للظروف الجوية في العراق، إذ تتحمل العطش وحر الصيف، ومن أبرز أنواعها: «الشمعدان»، و«الحجري»، و«ذيل الثعلب»، و«أذن الأرنب»، و«كف العجوز»، وتصل أسعارها إلى 100 أو 150 ألف دينار.
ويصف وسام الأوضاع حالياً بأنها أفضل من السابق، مؤكداً أنه يعيش بأمان وحرية داخل نينوى بعد أن تعرض للتهجير. ويرى أن عودة المسيحيين جيدة لغاية الآن في برطلة والحمدانية، مبيناً أن بعضهم يتنقل بين نينوى وأربيل بحكم امتلاكهم أعمالاً ثابتة في الإقليم منذ 10 سنوات.









