TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من الجادرجي إلى هيبت !!

العمود الثامن: من الجادرجي إلى هيبت !!

نشر في: 31 ديسمبر, 2025: 12:26 ص

 علي حسين

لم يكن كامل الجادرجي وجعفر أبو التمن ومحمد حديد وحسين جميل ومحمد رضا الشبيبي مجرّد نواب يحفلون بالمواقف الوطنية، بل كتباً غنية لحقبة من الزمن الصح. كانوا جميعاً يريدون دولة تقوم على العدل الاجتماعي، ونظام سياسي يحفظ كرامة الإنسان، كان ذلك جيل البناء والاجتهاد ونقاء الضمير، جيل آمن بأن العراق لوحة كريستال جميلة، إذا فقد جزءاً منه فقد مبرر وجوده وتناثر.
ونحن نقرأ سيرة هؤلاء الرجال اليوم، نجد من الصعب أن نحدد إذا كان الواحد منهم يتصرف داخل البرلمان باعتباره ينتمي إلى طائفة معينة أم إلى حزب بعينه. يبدو ذلك مستحيلاً، بل من المحظورات أن تجد رجلاً بحجم محمد رضا الشبيبي يتحدث بالطائفة والعشيرة والمكوّن، لا يمكن أن يحسب السياسي على طائفته، إلا في زمن أمراء الطوائف ومراهقي السياسة، زمن أصبح فيه كل شيء سهلاً، المال العام أصبح خاصاً، والمنصب لا يسعى إليه من خلال الاجتهاد والعمل والخبرة، بل الوسيلة إليه هي التزوير والانتهازية والمحسوبية، هل شاهدتم السجال في النزاهة الذي أعلنه جمال الكربولي ، وصفقة المليارات التي وزعت قبل عقد جلسة البرلمان، لا تعليق على هذا السجال سوى انتظار إلى أي حزب جناح سينتمي عزت الشابندر في الانتخابات، بعد أن تقلب من حزب الدعوة إلى القائمة ، وطار إلى دولة القانون وبيده مشعان الجبوري، أنا أنصحه بالانضمام إلى حزب تقدم لصاحبةه السياسي " المخضرم” محمد الحلبوسي صاحب نظرية ”العراق في وقته الحالي بحاجة إلى وزراء يحملون لمسات عشائرية ”.
كان كامل الجادرجي بحسب روايته ابنه نصير نصير يحتفظ بسجل يدون فيه، التشريعات والقوانين التي يرى فيها ظلماً، والمواقف المخزية التي تصدر من احدى الشخصيات السياسية ، أو تصريحاً طائفياً لآخر، أو معلومة عن سياسي نهب مالاً عاماً، أخبار المسؤولين المرتشين واللصوص ،كان الجادرجي بروحه الوطنية يحرص على تدوين فضائح الساسة ويحذرهم من اللعب بمستقبل البلاد ربما سيسخر البعض مني ويقول: يارجل لماذا لا تتوقف عن متابعة يوميّات الساسة والنواب ، ألا تشعر بالملل؟ ما الذي تريد أن تصل إليه؟، ومطلوب من ”جنابي” أن يكون جوابه أكثر وجاهة، فأنا ياسادتي الأعزّاء ، مجرّد مواطن يبحث عن دولة قابلة للتطور في وطن قابل للحياة. عدالة اجتماعية وتوازن في الخير والمحبة، لا في السيارات المفخخة، ما ذنبي إذا كان البعض يرى في ما أكتبه نوعاً من الـ"بطر".
دائما ما يخبرنا نواب هذا العصر بأن مهمتهم هي إعادة الحياة اإلى مدن العراق، وهو قول فاسد شكلاً ومضموناً ومعاد، وتتردّد كثيرأ على ألسنة ساستنا ، الذين استبدلوا الكفاءة والنزاهة بالقارابة والمحسوبية .. بلاد استبدلت كامل الجادرجي وجعفر ابو التمن بهيبت الحلبوسي وعالية نصيف ، وتخلت عن برلمان المواقف الوطنية لصالح برلمان الصفقات المليارية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: ليلة اعدام ساكو

رئيس الوزراء القادم.. هل يمتلك جرأة المواجهة مع "الفساد والسلاح"؟

العمود الثامن: دعاء برلمان 2026

العمود الثامن: ب.ب وعصر الفخامات

هل العراق قادر على اللحاق بالرَّكب الرقمي؟

العمود الثامن: من الجادرجي إلى هيبت !!

 علي حسين لم يكن كامل الجادرجي وجعفر أبو التمن ومحمد حديد وحسين جميل ومحمد رضا الشبيبي مجرّد نواب يحفلون بالمواقف الوطنية، بل كتباً غنية لحقبة من الزمن الصح. كانوا جميعاً يريدون دولة تقوم...
علي حسين

قناطر: كوارث السنة المنتهية

طالب عبد العزيز في مراجعة بسيطة لأحوال العراق خلال سنة 2025 التي توشك أن تلتحق بما مضى من أعمارنا؛ لا نجدُ أفقاً مضيئاً، ولا بصيصاً في (نهاية النفق)- يا لهذه الجملة الحقيرة- لأن البلاد...
طالب عبد العزيز

أهم عشرة أحداث في العالم لعام 2025

باسكال جوليارد ترجمة :عدوية الهلالي - دونالد ترامب، العودة المدوية – منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني لولاية ثانية، اتخذ الجمهوري دونالد ترامب سلسلة من الإجراءات تماشياً مع مبدأ "أمريكا أولاً» منها...
باسكال جوليارد

تحولات الدولة العراقية: من الانقلابات إلى المحاصصة

حسن الجنابي (1) لعبت الصراعات الإيديولوجية أدواراً مصيرية في تاريخ العراق الحديث تجاوزت حجم الصراعات الاجتماعية والاقتصادية الطبيعية في بلد كان يخرج ببطء من إرث طويل من الحكم العثماني. وحدها الحقبة الملكية، في عقدَي...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram