TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودنص ردن عدد(2616)

عمودنص ردن عدد(2616)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:12 م

الشطراوية
 علاء حسن
أغلب الفضائيات العراقية اتخذت من  المدن أسماء لها،  في توجه واضح يمكن أن يعبر عن اعتزازها بالمكان ، فضلا عن التاريخ ، ومدينة الشطرة التابعة لمحافظة ذي قار جنوبي العراق تستحق ان تحمل إحدى الفضائيات اسمها ، لان المدينة معروفة بالطور الغنائي الشطراوي ، ومنحت الساحة الغنائية العراقية  عشرات الأصوات ،  بدءا من داخل حسن وحتى آخر  فيديو كليب لأحد شبابها من المطربين الجدد.
وفضائية باسم "الشطراوية" لابد ان تكون  عامة منوعة ، لا تهتم بالسياسة  وازمتها الراهنة  وقضايا الفساد المالي والاداري  والملف الامني ، وتكرار هروب السجناء من المعتقلات ، وهذا التوجه ليس من السهولة تحقيقه،  لان  من يمول الفضائية  المفترضة يريدها منبرا  للدفاع عن المسؤول صاحب الحزب الاوحد في العراق .
 العاملون في الوسط الاعلامي العراقي يتوقعون وتزامنا  مع بدء العد التنازلي لموعد اجراء  انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي افتتاح المزيد من الفضائيات واصدار مطبوعات جديدة ، وكلها تسعى لتكون طرفا في التنافس الانتخابي ،  وطبقا لهذه القاعدة ناحية الدبوني ستكون لها فضائية  باسم الدبونية ، وكذلك الطارمية والتاجية والدجيلية والمحمودية واليوسفية والصليخية  ، والعشرات بهذه الاسماء ، وتوقعات الوسط الاعلامي تستند الى حقيقة ان مصادر التمويل  متعددة  ولكن لا احد يستطيع كشف من يقف وراءها .
في الدورة التشريعية السابقة اقر مجلس النواب قانون السلوك الانتخابي ، بعد الاتفاق على النظام  المعتمد في خوض العملية الانتخابية ،  وبسبب ذلك النظام بحسب المحللين السياسيين من غير المتعاقدين مع فضائية الدبونية والطارمية والدجيلية اكدوا انه سبب  اندلاع الأزمة السياسية الراهنة لان الاطراف  المشاركة في الحكومة  اختلفت على قضايا صغيرة وكبيرة تندرج ضمن الملفات الشائكة المعقدة ، وحتى الان ليس في الافق مايشير الى حلحلة ، فالنفق مظلم ولاضوء في  نهايته  لان الفضائيات  التابعة لاحزاب الحكومة بخطابها "الحضاري " المهني ، شيدت مسقفات لاقامة محلليها  بانتظار الدخول الى الاستوديو ليوجهوا  الشتائم  لمن يعرقل مسار العملية السياسية ويعطل الاداء الحكومي .
الساحة الاعلامية اليوم  اصبحت  مثل  تلفزيون الشباب صانع النجوم من المطربين ، والمشكلة ان لا احد يستطيع نقد المطرب الجديد لانه  صار نجما بفلوسه ، وشارك في مهرجانات  فنية تتغنى بحب القائد وانجازاته ، تنقل على الهواء مباشرة ليستمتع الجمهور باعذب الاغاني والالحان وباصوات جديدة .
 اهلي قضاء الشطرة ليس في نيتهم اطلاقا افتتاح فضائية باسم مدينهم فالجيل القديم منهم ، ترك العمل السياسي منذ زمن بعيد ، والجديد منشغل بهمومه ، وهذه المهمة تقع على عاتق من يمثل القضاء في مجلس النواب ، ليكون ممول "الشطراوية " لتضاف الى  زميلاتها في بث خطاب "اعلامي مستقل" يحمل شعار توطيد السلم الاهلي ونبذ الاصطفافات المذهبية والطائفية ، وتوطيد  روح المواطنة  باعلان الولاء المطلق  بالقاف وليس بالكاف ، للقادة السياسيين نصرهم الله جميعا على اعدائهم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عمليات بغداد تغلق 208 كور صهر و118 معمل طابوق وإسفلت

أسعار الصرف اليوم: 143 ألف دينار لكل 100 دولار

ترامب: أوقفتُ 8 حروب وأعدتُ "السلام" للشرق الأوسط

الأنواء الجوية: انتهاء حالة عدم الاستقرار وطقس صحو مع ارتفاع طفيف بالحرارة

حصار فنزويلا ينعش النفط… برنت وغرب تكساس يقفزان في آسيا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram