TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودبصمة الحقيقة عدد(2616)

عمودبصمة الحقيقة عدد(2616)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 05:13 م

قانـــون زيكـــــو
 طه كمر
كثر الكلام وساد اللغط في الشارع الرياضي خصوصاً خلال الآونة الاخيرة مع اقتراب موعد مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الاسترالي في اطار منافسات الجولة الخامسة من الدور الحاسم المؤهل الى مونديال البرازيل 2014 جرّاء التجاذبات التي رافقت رحلة اُسود الرافدين لاسيما ان المنتخب يعد العدّة الان لتلك المواجهة التي تعد في غاية الاهمية وحاسمة كونها ستجعل الفائز يواصل مشواره للمنافسة على بطاقة التأهل فيما تضع الخاسر خارج الحسابات تماماً بعد ان ضمن منتخب اليابان تأهله الى النهائيات.
اصابع الاتهام توجهت نحو البرازيلي زيكو الذي يقود أسود الرافدين لسبب انه تجاهل العديد من الاسماء الكبيرة التي كان لها شأن كبير فيما وصلت اليه الكرة العراقية خصوصاً ان تلك الاسماء حُفرت بأحرف من ذهب في جدران التأريخ لتبقى عالقة تتذكرها الاجيال بعد ان اعتلى اصحابها منصات التتويج في جاكرتا يوم خطفوا اللقب الاغلى في بطولة أمم آسيا في الوقت الذي لم يكونوا بالحسبان من قبل جميع المتابعين والمراقبين إبان الفترة التي رافقت تلك البطولة ليأتي اليوم البرازيلي زيكو ويجعل من هؤلاء الرجال مجرّد وهم بعد ان ركنهم على دكة البدلاء لفترة إلا انه لم يكتف بذلك وعاد ليجعل منهم عواجيز وغير مؤهلين للدفاع عن اسم العراق وتأريخه وسمعته بعد ان أحالهم على التعاقد اجبارياً من دون الرجوع لأية جهة أخرى كالاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم او لجنة الخبراء والمستشارين او غيرها من اللجان التي بمقدورها تقييم اللاعبين والبت بجاهزيتهم لتمثيل الوطن من عدمها.كتبنا الكثير وأدلى المنتقدون بدلوهم بهذا الاتجاه لكن لا حياة لمن تنادي ، فالذي خطط له زيكو اصبح قانوناً يسري من دون الرجوع الى تأريخ هؤلاء اللاعبين الذين خدموا الكرة العراقية خير خدمة وأفنوا سني عمرهم بعيدين عن أهلهم وناسهم بعد أن أخذت الغربة منهم مأخذاً جرّاء التنقل واللعب خارج ارض الوطن نتيجة الحصار الجائر والحظر المفروض على ملاعبنا ليجدوا انفسهم بين ليلة وضحاها خارج التغطية تماما ، فأين المغوار وأين العمدة وأين صانع الالعاب سدير الذي ما زالت أهدافه لا تبرح ذاكرتنا بتسديداته الجميلة المتقنة ليشمل التغاضي هذه المرة السفاح والمايسترو وكرار ورحيمة فقد عجزنا عن التساؤل ومللنا اعادة الكلام الذي اصبح من دون قيمة كون لا أحداً يأخذ به ولا أحداً يستطيع أن يُجبر زيكو للعدول عن قراراته الصارمة التي حتى الان لم نجد لها مسوّغاً يجعلنا مجبورين للموافقة عليها كونها تصب بمصلحة العراق ، فما باله من تجريب نخبة من اللاعبين الشباب في اقوى بطولة لاسيما في الدور الحاسم والمؤهل الى النهائيات؟ فنحن لا نتمنى ان نبني منتخباً للمستقبل على حساب تأهلنا الى البرازيل والجميع يعرف ان التأهل الى النهائيات اصبح مطلباً جماهيرياً يسعد ملايين العراق من شماله الى جنوبه بغض النظر عن نوعية اللاعبين كون هناك فترة زمنية كبيرة بامكان زيكو ان يستغلها للعمل مجدداً وبناء فريق رصين كيفما شاء الى النهائيات.العراقيون الان يمنون النفس بمشاهدة هوار ونشأت وكرار ويونس ورحيمة ومهدي وباسم وعماد وسدير وهم ينتخون كما انتخوا عام 2007 وحققوا المستحيل الذي عجز عن تحقيقه اليابانيون والسعوديون والكوريون والايرانيون خصوصا ان مواجهات بحجم اليابان واستراليا لم يخضها سوى هؤلاء الاسود الذين بلغ زئيرهم عنان السماء يوم اعتلى السفاح وكتيبته المدججة بالغيرة العراقية الاصيلة منصات التتويج وخطفوا اللقب في ليلة جميلة عاشتها ملايين العراقيين وتوحد الشعب أزاءها وقضى على الطائفية المقيتة التي اجتاحت ارض الرافدين إبان تلك الفترة المظلمة.لا اعرف ماذا ينوي زيكو له خصوصا عندما قاد منتخبنا لمباراة لم نجنِ منها ادنى فائدة سوى انها قد تكون اثرت تأثيراً سلبياً على معنويات لاعبينا كونها كانت أمام فريق معيذر القطري الذي يلعب ضمن دوري الدرجة الثانية مع احترامي لهذا الفريق لتنتهي تلك المباراة بهدف يتيم جاء في الدقيقة الاخيرة من زمن المباراة والتي تعد بروفة حقيقية قبل مواجهة منتخب البرازيل بعد غد بفوز اُسود الرافدين،  الى هنا اتمنى ان أكون في حلم ولم تكن تلك حقيقة ما يجري للكرة العراقية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني أمام اليمن

اكتشاف مقبرة جماعية تضم عشرات الضحايا في المثنّى

الجولاني: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة

العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي لعام 2024 ويحقق تحسنًا طفيفًا

أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

السِّجن السّياسيّ: المطبِق وبيت البراغيث إلى قصر النّهاية وصيدنايا

العمود الثامن: اقفاص الأسد في يومها الأخير

العمود الثامن: تذكروا أنكم بشرٌ

العمود الثامن: أهلا بكم في الديمقراطية العراقية

العمود الثامن: دولة مدنية

العمود الثامن: كلمات إماراتية واطلالة عراقية

 علي حسين في قراءة الكلمات التي كتبها الشيخ محمد بن راشد رئيس وزراء الامارات، وهو يهنئ الفنان العراقي ضياء العزاوي لفوزه بجائزة " نوابغ العرب " ، نعيد اكتشاف تلك المقولة التي كتبها...
علي حسين

قناديل: هدايا (الرفاعي)

 لطفية الدليمي كلُّ كتابٍ ينشره الدكتور عبد الجبار الرفاعي هو هدية حقيقية لقرّائه. أسبابُ هذا كثيرة لعلّ أوّلها هو حفره في أرض صلبة كأنّها الصخر. هو يعرف قبل سواه أنّ هذه التربة الصخرية...
لطفية الدليمي

قناطر: البندقية أم علبة الألوان؟

طالب عبد العزيز في حساب الربح والخسارة أقول بأنَّ علبةَ الألوان أثمن من البندقية. والحقَّ نقول بأن المنطقة العربية التي اعتمدت الإسلام السياسي طريقاً لأنظمتها هي المتسبب بخسارة الشعوب لكثير من مواطنيها وثرواتها، نعم،...
طالب عبد العزيز

الإبداع وروح الأسرة

ياسين طه حافظ هو هذا ما نحتاج له، احياناً من دون ان ندري واحياناً، وهي ساعات الوعي، ندري ونسعى لان نمتلك ونمارس. ما اتحدث عنه، هو الحميمية التوافقية، او "الاسرية" في خلق بيئة، وسطٍ،...
ياسين طه حافظ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram