اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عمودفضاءات عدد(2617)

عمودفضاءات عدد(2617)

نشر في: 9 أكتوبر, 2012: 06:32 م

وهمّ اسمه "شركات رصينة" ..! 
نسمع في الفترات الأخيرة الكلام عن الشركات الرصينة،  وهذه الكلمة فيها حمولة كبيرة، تعني أنها عريقة وخبرة فنية وملاءة مالية عالية جداً مع دولة ساندة من كبرى الدول الرأسمالية العريقة. كما توحي الكلمة بالاستقامة والنزاهة والوضوح وبعد النظر.
 إننا في العراق نفضل رنين هذه الكلمة لتغطية كثير من الأمور أهمها وضع المستوى الفني وقلة الخبرة مع ما تتضمنه من مخاوف الفساد باعتبارها رصينة ربما لا تهزها هذه الريح كونها تهتم بسمعتها الدولية.
فالمؤتمر الاستثماري الأخير في فندق الرشيد بين العراق وبريطانيا يوحي كذلك بما لبريطانيا من باع طويل في هذا الشأن، أي يضاهي الشركات الأمريكية العملاقة التي بدأت تجربتها بعد الحرب العالمية الثانية في مشروع مارشال.
مما لا شك فيه أن الدولة طرف في هذا المؤتمر، أي أنها تحاول إيجاد نوع مستقر من العلاقة بين الشركات البريطانية الكبرى الرصينة وقطاعنا الخاص، ولا نعلم هل قطاعنا الخاص يقتصر دوره على المقاولة الثانوية أو الدعم اللوجستي فقط بعد إحالة المشروع الى الشركات البريطانية؟
وهذا هو المرجح. أي نشم منه رائحة الابتعاد عن القطاع العام كشريك بل يصبح مجرد مستفيد.
في الحقيقة التجربة القريبة مع الشركات الرصينة غير مشجعة خصوصاً بعد عام (2003)  في منح عقود إعمار العراق وكان القطاع الخاص ساندا لوجستياً.  فقد سجلت عائدات هاليبورن ارتفاعاً بنسبة 80%،  بينما قفزت عائدات بكتل بنسبة 135%، أما شيفرون تيكس كو فحققت زيادة في الأرباح بنسبة 90%، من الربع الأول من عام   2003، إلى الربع الأول من العام التالي. 
هذه الفوضى نجد لها ما يسوغها، إن مانح العقود هو بريمر إضافة الى غياب القطاع الخاص الحقيقي.
ولكن على الأقل نقول أين الرصانة وبعد النظر، هل لأنهم وجدوا الأرض هشة فهل هذا إنصاف؟ 
إذاً الرصانة التقليدية للشركات غير مضمونة البقاء إذا كانت هناك هشاشة في الطرف الآخر خصوصاً ونحن نعاني من فساد وهذا ما يفقد الرصانة عذريتها أو يغويها.
هذه التجربة مع أم الرأسمالية وما زالت تتجلى هذه الانتهازية في عملية اللعب على الحبال النفطية (مركز إقليم) وتحذيرات وإنذارات وزارة النفط الاتحادية.  فهل وضعنا هذه الشركات الرصينة في القائمة السوداء؟
إذاً لا خيار لنا ونحن نستعد لقانون البنى التحتية،  فالرصانة ليست مطلوبة من الشركات الأجنبية فقط بل مطلوبة من الشركات والأفراد الرسميين وغير الرسميين.
فعدم رصانة الجانب العراقي سيكون معدياً بفعالية عالية للضيوف الأجانب خصوصاً أن هذه اللارصانة ستكون سبباً لأرباح خيالية للطرفين.  لاسيما إذا علمنا أن الرصانة تعني أيضاً إمكانية عالية في التفاوض مع خبرة القانون التجاري والدولي الخاص إضافة الى شبكة حماية منظومة شركات متعددة الجنسية ذات النفوذ الدولي كما تجلت في عصر العولمة.
كما يحسنون جيداً المناورات من خلال الفهم الجيد لتوازنات القوى الداخلية والإقليمية.
إننا نريد نتائج على الأرض وفق مقاسات دولية فنياً وقانونياً ولا تهمنا الرصانة قبلها، ولا تحمي الرصانة حقوق العراقيين مثل أبنائها، فهذه الشركات من المؤكد أنها لا تعمل لوجه الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم.. مسعود بارزاني في بغداد وسيحضر لأول مرة اجتماع للاطار التنسيقي

مختص يحدد ثلاثة اسباب لعودة ارتفاع الدولار ومستشار رئيس الوزراء يقدم تصوراً مغايراً

صورة اليوم

إطلاق سراح 562 نزيلا ونزيلة خلال حزيران الماضي

النزاهة النيابية تكشف عن «اجراءات روتينية» تعرقل استرداد الاموال المهربة

ملحق منارات

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: عجبي !!

 علي حسين لا يوجد مواطن عراقي واحد يتردد أو يتقاعس عن حماية الوطن، عندما يتعرض للتهديد، سواء كان ناقماً على النظام السياسي أو يتمتع بخيراته، غير أن الواقع يقول لنا، بوضوح، أن استغفال...
علي حسين

قناطر: ومن الصوت ما يحملك الى البحر

 طالب عبد العزيز الصوت، اي صوت مثل الصور والحضور المادي، مادة جذب ونفور، وما نسمعه ونراه يتشكل في وعينا ولا وعينا أيضاً، ثم ينتظم مكوناً جزءاً من تاريخنا الانساني. كذلك تتشكل الموجودات في...
طالب عبد العزيز

بماذا للعراق ان يستفيد من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي بريطانيا معروفة بنظامها التعليمي المتميز الذي يجمع بين التقاليد العريقة والابتكار المستمر والمرونة والتشجيع على التفكير النقدي والإبداع، حيث يُتاح للطلاب فرصة اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع اهتماماتهم وميولهم الشخصية. كما...
د. محمد الربيعي

ذهنية (الهوسة)

د. هاني عبيد زباري شهد مجتمع العراق الحديث والمعاصر الكثير من العادات والتقاليد التي نظمت سلوك الأفراد والجماعات. وأصبحت مبنوذة اجتماعياً، وأغلب تلك التقاليد وأعقدها وأكثرها بقاءً، تلك التي تحولت إلى ممارسات (طقسية) لها...
د. هاني عبيد زباري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram