TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لا للطلبة.. نعم للنواب!!

لا للطلبة.. نعم للنواب!!

نشر في: 12 أكتوبر, 2012: 07:06 م

بلوانا مع سياسيينا أنهم أذكياء إلى الدرجة التي يتصورون فيها أننا شعب بلا عقل، ومن السهولة الضحك على ذقوننا كل الوقت. بالأمس اكتشفت وزارة التعليم العالي أن المنحة التي أقرها مجلس النواب للطلبة بـ"كرمه" الحاتمي المذهل لا مخصصات لها في ميزانية الوزارة من الموازنة العامة، ولكي تحل هذه القضية ينطبق على طلابنا المثل الشعبي "جيب ليل واخذ عتابه"!!
أين الحقيقة؟
نص برلماني: أكدت لجنة التعليم النيابية، على مباشرة الحكومة بتوزيع منح الطلبة الجامعيين الشهرية ابتداء من الموسم الدراسي الحالي، مقترحة شمول طلبة الكليات المسائية والأهلية بتلك المنحة. وقال عضو اللجنة عامر عبدالله، ان "وزارة المالية ستباشر دفع منحة الطلبة الجامعيين ابتداء من 1 / 10 من العام الجاري"، مبينا، ان "المنحة ستكون على النحو الآتي: 100 ألف دينار لطلبة الدراسات الأولية و150 الف لطلبة الماجستير والدكتوراه". وأردف عبد الله، أن "طلبة المعاهد سيشملون بالمنحة أيضا".
نص حكومي: قال المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي قاسم محمد انه “لم يتم تخصيص مبالغ مالية لوزارة التعليم من هذا الباب في ميزانية الدولة حتى الآن”، وشدد على أن “الجهة التنفيذية لم تتسلم أية مخصصات في ميزانية 2012، وأضاف “ربما ستخصص هذه المبالغ في العام المقبل ويتم توزيعها في عام 2013.
نقول أولا: ان مبلغ المنحة لا يسد الا جزءا بسيطا من احتياجات طالب جامعي، ربما لا تكفي للنقل فقط، دعك من احتياجات طالب الدراسات العليا الى مصادر ربما يصل سعر كتاب واحد منها الى أكثر  مما مخصص له خصوصا الفروع العلمية منها، واستطيع ان اجزم ان طالب المرحلة الأولى في الجامعة يستهلك قرطاسية أكثر مما يستهلكه أنشط برلماني!
لهذه الشريحة، والتي هي مستقبل البلاد، هكذا مفترض، لا موازنة لمنحتهم فيما ستصرف منح القرطاسية لكل نائب بنحو 3 ملايين دينار بأسرع من البرق، وسيجدون لها، بأي حال، زاوية في الموازنة بل ربما حتى من أماكن أخرى بالدفع العاجل لان برلمانيينا جزء من البنى التحتية في البلاد!! وبدون قرطاسيتهم لن تقوم لنا قائمة وسنبقى عرجانا دون قرطاسية علماء البرلمان واختصاصييه..
لا موازنة للطلبة.. لماذا إذن التصريحات الرنانة بانها ستصرف مطلع العام الحالي، هذا يعني أن الذي شرع القانون أراده "جفيان شر"  والدليل ان البرلمان لا يعرف ان كانت قوانينه ستأخذ طريقها للتنفيذ أم لا.. بوجود تخصيصات أو من دونها.. وستأتي ميزانية العام المقبل بعد منتصف العام كما في كل ميزانية، وتنشب المعارك الحامية بين الكتل بسبب ومن دونه، وبين انعقاد البرلمان وعدمه، بحصول النصاب ومن دونه، ستتيه  منح الطلبة في دهليز الزمن البرلماني وحتى يأتي ذلك الحين نقول لطلبتنا الأعزاء:
"اكلوا ما دام خوالكم بالوجود"!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سعيدجاسم

    السبب واضح لهذا الالغاء او التاخير و هو ان اولاد المحروس السيد الوزبر لا يدرسوا بالعراق و لا يهمه مصاريفهم . لو كان يعاني كالاباء هنا لتغير الموقف

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram