 بغداد/ مشرق الأسدي
 اتهم الناطق باسم القائمة العراقية حيدر الملا رئيس الوزراء نوري المالكي وائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة بعدم جديتهم في حل الأزمة السياسية، مبينا أنهم لا ينفذون الاتفاقات ولا يطبقون الدستور بمجمله، بل بانتقائية. وبين الملا في تصريح خص به "المدى" أن "الأطراف التي تؤجج الأزمة السياسية هي ذاتها من تدير الملف الأمني وحدها دون شراكة، والتي تسمح للدول الإقليمية ان تتدخل بالشأن العراقي الداخلي"، مضيفا أن "هذه الأطراف تعطي الشرعية للمليشيات وتعتبرهم جزءا من العملية السياسية، وتتدخل بالقضاء وتسيسه لمصلحتها". وعن رأي قائمته بمبادرة الرئيس جلال طالباني لحل الأزمة السياسية، عد الملا هذه المساعي "غير مجدية" ما لم تتوفر إرادة حقيقية لدى الطرف المتعنت "رئيس الوزراء وائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة" لحل هذه الأزمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى انه إذا توفرت هذه الإرادة فلا نحتاج الى مساعي رئيس الجمهورية من الأساس، على حد قوله. وزاد الملا أن "الرئيس طالباني قال في وقت سابق بأنه لا يمتلك وصفة سحرية لعلاج الأزمة العراقية"، مضيفا أن "مساعي طالباني تنطلق من انسجاماته الدستورية كونه حامي الدستور، ونتمنى بان تثمر مساعيه لحل الأزمة، لكن هذه المساعي لا تكفي وحدها ما لم تكن هنالك إرادة لدى الأخوة في دولة القانون في حل الأزمة السياسية الراهنة". واعتبر الملا الملف الأمني هو الجزء الكبير في الأزمة السياسية، لافتا الى ان الملف الأمني يدار اليوم من قبل القائد العام للقوات المسلحة فقط، بينما القضايا التي تتعلق بالواجبات الحكومية لتنفيذ اتفاقية أربيل لم تنفذ حتى الآن. أما النائب عن ائتلاف دولة القانون كمال الساعدي فقد أعرب عن أمله بالجهود التي يبذلها الرئيس طالباني، محتملا أن تكون هذه الجهود بادرة جيدة لحلحلة الأزمة السياسية الراهنة. وقال الساعدي في تصريح لـ"المدى" أن هناك أطرافا "لم يسمها" لا ترضى بالتقارب وترغب بانعقاد الاجتماع الوطني، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التمييز بين التصريحات الإعلامية والنوايا الحقيقية لحل الأزمة، عادا تلك التصريحات لـ"تجنيب الحرج أمام الرأي العام". ودعا الساعدي لإعلان موعد محدد لاجتماع وطني يضم جميع الكتل السياسية، مضيفا أن "من لا يحضر لهذا الاجتماع فهو بالتأكيد من يعرقل عملية حل الأزمة السياسية ويخادع الرأي العام، وسوف يتم كشفه أمام الشعب".
من جهته، وصف النائب عن التحالف الكردستاني محسن السعدون العملية السياسية بـ"المتوقفة"، متمنيا أن تصل مساعي رئيس الجمهورية جلال طالباني الى حل ايجابي سريع. وقال السعدون في تصريح خاص بـ"المدى" أن "الرئيس طالباني يحمل جدول أعمال واضح يسهم في حل الأزمة السياسية الراهنة بسرعة"، متوقعا بأن يتم تحديد موعد قريب للقادة السياسيين على ضوء اللقاءات التي يقوم بها طالباني منذ أكثر من شهر، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة إيجاد سقف زمني سريع لحل الأزمة. وكان النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية ازاد ابو بكر زينل، قد أكد في وقت سابق عدم حضور رئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي الى الاجتماع الوطني المزمع انعقاده في الأيام القليلة القادمة، مطالبا الأطراف السياسية بالعودة إلى بنود اتفاقية أربيل من أجل حل الخلافات السياسية.