TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مرة أخرى: ما الفرق بين مرسي والمالكي

مرة أخرى: ما الفرق بين مرسي والمالكي

نشر في: 14 أكتوبر, 2012: 08:41 م

أتمنى أن يخرج علينا أعضاء ائتلاف دولة القانون، وعلى رأسهم النائب هيثم الجبوري، ويخبروننا بماذا شعروا وهم يقرأون الأخبار التي تتحدث عن صدور مذكرة اعتقال بحق الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي، الشخصية التي تحظى باهتمام وتقدير عالمي، كما اتمنى ان يخبرنا كتبة الحكومة برأيهم وهم يجدون أن مجموعة من "زعاطيط السياسة" تريد ان تنال من قامة بحجم ومكانة الشبيبي، لا لشيء إلا لأنه يرفض ان يحول البنك المركزي الى مكتب تابع لرئاسة الوزراء، موضوعي اليوم ليس قضية تهريب العملة، ولا عن التهم التي يتراشق بها البعض حول عمليات غسيل أموال عبر مزاد البنك المركزي، انا شخصيا مع اي سياسة رقابية متكاملة وواضحة ومدروسة، وليست عشوائية  الغرض منها التغطية على رؤوس الفساد من الذين يعرف مكتب رئيس الوزراء جيدا من هم، والى أين يرحلون بالعملات الصعبة، مذكرة إلقاء القبض الجديدة  تدخل ضمن  منطق استعراض العضلات الذي يمارسه مقربو الحكومة، لان اختيار شخصية مثل سنان الشبيبي، يكشف كيف أن البعض من مسؤولينا فاقدون للموهبة ويعتمدون فقط على ما يتخيلونه وينتظرون من جمهورهم ان يصفق لهم ويهتف بحياتهم، فمنذ اشهر يتحرك أعضاء في دولة القانون ضد المؤسسات المستقلة وعلى رأسها البنك المركزي، باعتبارها معارضة لتوجهات مكتب رئيس الوزراء، الذي يخوض أصحابه معركة شرسة لابتلاع كل مؤسسات الدولة وإدخالها قسرا إلى بيت الطاعة "المالكي"، في كل يوم نجد من يشحن الأجواء ضد الهيئات المستقلة بالاعتماد على إثارة الفزع والتخوين.. طريقة يسعى البعض من خلالها إلى فكّ مفاصل الدولة لتصبح مجرد أدوات بين يدي "القائد العام".
لم يثبت حتى الآن أن الشبيبي شكل تهديدا للأمن الوطني حتى يقرر أشاوس دولة القانون شن حملة افتراءات ضده، لكن المؤكد بالصورة والصوت أن الفاسدين الذين يتستر عليهم بعض المسؤولين، أهلكوا البلد وشكلوا ويشكلون اخطر تهديد ضد أمن الوطن والمواطنين، لا يقل خطورة عن تهديد الجماعات الإرهابية، ففي ظل انهيار تام لمقاومة الحكومة بكل أجهزتها ضد فيروس الفساد، وصل الحال بنا إلى أن نصبح في طليعة البلاد الأكثر فسادا ونهبا للمال العام.
أراد أصحاب مذكرة الاعتقال أن يقولوا لنا، ان الجميع في مرمى نيرانهم، وأن بإمكانهم النيل منهم متى شاءوا، أرادوا أن يستخفّوا بما تردده أجهزة الدولة عن القانون والنزاهة والشفافية، وليثبتوا أن هناك قوى لديها سلطة ونفوذ اكبر من سلطة القضاء الذي لم نسمع له صوت ولم يحرك ساكنا حتى لحظة كتابة هذه السطور.
في مقابل ما حدث لمحافظ البنك المركزي، قرأنا وشاهدنا الموقف الشجاع الذي اتخذه قضاة مصر، حين وقفوا ضد قرار أصدره الرئيس محمد مرسي بإقالة النائب العام واعتبروه مخالفة للقانون ورفضوا تنفيذه، مما دفع مؤسسة الرئاسة الى ان تصدر قرارا بإلغاء أمر الرئيس وتثبيت النائب العام في منصبه، فيما يستباح عندنا القانون على العلن ورئيس الوزراء لا يحرك ساكناً، ولا يخبرنا لماذا يتفرج على هذه المهزلة؟
الحكومة تستغل انشغال الناس بالمعارك الدائرة حول البنى التحتية وقانون العفو ونقص الخدمات، لتطلق بالونة اختبار تسعى من خلالها إلى اقتناص مكاسب جديدة لدعم سلطتها، فيما البرلمان صامت إزاء ما تعرض له مبدأ فصل السلطات من خطر حقيقي، ورئيسه النجيفي منشغل بالدفاع عن مقاولات أولاده.
نبهنا ما جرى مع محافظ البنك المركزي إلى عدة أمور خطيرة، أهمها أن مكتب رئيس الوزراء تحول من جهة تنفيذية تنظم أمور الحكومة، إلى جهة تسعى لتنفيذ مخطط مرسوم بدقة وعناية يسعى لإفراغ البلاد من الكفاءات والخبرات.  
أتمنى ان تصدق وجهة نظر السادة أعضاء دولة القانون الكوميدية بأن المسألة تنحصر في "الخوف على أموال الشعب" وأتمنى أن يكون تزامن التوقيت بين بدء الحملة والإعلان عن إحراق الشبيبي مجرد بروفة عشوائية.
وأخيرا كل ما نريده من الحكومة أن تكون أكثر وضوحا وشجاعة في قراراتها وتوجهاتها، وعليها ألا تتخفى وراء مقربين ملت الناس من طلعاتهم البهية، لأن هذه الطريقة فشلت وستفشل حتما.
أما النصيحة الأهم فعلى كتلة القانون أن تترك "معارك المصير" وان يعمل أعضاؤها بمهنية سياسية حتى يكونوا قادرين على تقديم خدمة حقيقية للناس، فالناس تريد بناء دولة مؤسسات لا دولة يستعرض فيها بعض الساسة عضلاتهم وحناجرهم من على شاشات الفضائيات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ابو صادق///اسبانيا

    كاتب متحامل ومقال لا يعتمد على مصداقية؟؟لماذا لان صاحب المقال وضع دولة القانون في المقدمة ولو يشير لا من بعيد ولا من قريب الى الذين يهيمنون على تجارة الدولة واموال الدولة الذين يلعبون باموالنا مهم في كل مفاصل الدولة دون ان يكلف نفسه بالاشارة الى واحد منهم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram