TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أضعف منظومات دفاع.. بـ16 مليار دولار!

أضعف منظومات دفاع.. بـ16 مليار دولار!

نشر في: 15 أكتوبر, 2012: 06:41 م

باعتراف النائب حسن السنيد فإن صفقات التسليح التي وقعها المالكي في كل من موسكو وبراغ بسرعة قياسية وبمبلغ 5،2 مليار دولار، هي من أضعف منظومات التسلح الدفاعية في المنطقة قالها الرجل في مؤتمر صحفي أمام الجميع نقلته شاشات الفضائيات، رداً على منتقدي الصفقات ودفاعا عنها دون أن يوضح لنا سر اختيارنا العبقري لأضعف منظومة دفاعية في المنطقة، وبذلك انطبق على السنيد المثل الشعبي العراقي فصال طول وعرض "العذر أكبر من الصوج"!

أولا: لا ندري الصفة التي ذهب بها النائب حسن السنيد مع الوفد الحكومي، البرلمان يقول، لم يكلفه أحد، فضلا عن أن مهام التسلح، حسب الدستور، من صلاحية السلطة التنفيذية وليس للرجل أي موقع تنفيذي، وإذا كان ممثلا عن حزب الدعوة، فهذا الأمر غير جائز وجائز معا، غير جائز بكل مقاييس البروتوكولات والأعراف والقوانين في دول العالم المحترمة، وهو جائز أيضا في مقاييس حكومتنا الرشيدة لتؤكد لنا دائما وتذكرنا أننا في عصر الحزب القائد الذي يفعل ما يحلو له رغم انف القوانين!

ثانيا: الصفقة مع الاميركان بمبلغ 11 مليار دولار، أيضا ستكون من ضمن مواصفات "أضعف منظومات التسلح الدفاعية" وهذا أمر مفهوم من الاميركان فلهم قوانين ومجلس نواب يحدد تماما نوع السلاح الذي يخرج من تحت يد التكنولوجيا الأميركية، فضلا عن الحسابات السياسية الدقيقة، وفوق كل هذا وذاك فان العم سام لن يمنح بلدا سلاحا متطورا وفي هذا البلد الكثير من الأحباء والأصدقاء لإيران التي تنتظرها جولة ساخنة مع الولايات المتحدة الأميركية.

ثالثا: أعلن محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق عن تخصيص 500 كرفان لمديريات تربية بغداد الست لإعادة الدوام إلى المدارس المهدمة ومن مواصفات الكرفان أن به، الحمد  لله، صفوفا وحمامات وخدمات أخرى "لا نعلم ما هي"!

رابعا: هل يستطيع أي من مبرمي صفقات القرن التسليحية هذه أن يقول لنا ما هو مصير هذا السلاح الأضعف في المنطقة، الجوار والإقليم، بعد سنوات من عدم استخدامه بسبب انشغال الحكومة والبرلمان معا بقانوني العفو والبنى التحتية! الإجابة واضحة، سيكون سلاحا قديما لا تقبل ان تشتريه منّا حتى جمهورية بنين التي تواجه تحديات حرب عالمية ثالثة  وربما يباع كخردة في عمّان حاله حال سلاح "السيد الريس"!!

لن نكرر ما قلناه سابقا عن حاجة البلاد إلى هذه الأموال لبناء عراق قوي باقتصاده ووحدته الوطنية وبتجربة ديمقراطية حقيقية تكون أنموذجا للمنطقة والتأريخ، فالمنطق يقول لنا إننا لن نكون بمستوى تسليح إيران والسعودية وتركيا حتى لو "طخينه راسنه بالحايط" وان الرؤيا الإستراتيجية المشوشة والجاهلة وغير القادرة على البناء هي وحدها التي تعتقد أننا سنصبح عراقا قويا بـ16 مليار دولار لأنظمة دفاعية الأضعف في المنطقة، فيما ما زلنا نقدم لطلابنا مدارس من كرفانات بديلا عن المدارس الحديثة التي تحتوي على المكتبات والمختبرات والملاعب والمراسم.

زيادة على ذلك فان الصفقات أثارت أزمة جديدة في البلاد من حيث دستوريتها وميزانيتها وأهدافها وبذلك سنشهد فصلا جديدا من فصول  صناعة الأزمات وإنتاجها التي تجيدها الحكومة ببراعة ومهارة تحسد عليها، وحتى إغلاق الستار على هذا الفصل من مسرحية "المزرعة السعيدة " سيضرب المواطن يده كفا بكف وهو يردد بكل حزن وألم مقولة "ضاعت فلوسك يا صابر"!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فاضل

    يااستاذ العزيز مو احنا صرنا معبر لكل الدول وعلمود انطيب خاطر روسيا حتى يبقى الاسد وترضى علينه ايران فالعراقي دائما هو اللي يدفع الثمن من زمن الريس الى زمن ابو اسراء

  2. المدقق

    لقد احتار العقل والمنطق مع امثالكم فاذا اراد السيد المالكي ان يقوي العراق صرتم ضده وان تركه ضعيفا صرتم ضده ايضا .. فانتم لا تريدون سوى افشال المالكي وتنفيذ مطالب مموليكم فكفى نفاقا وتآمرا على العراق وشعبه...

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram