كتب/ زيدان الربيعي
هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم تركوا أثراً طيباً خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر وكافأتهم الجماهير بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. (المدى) تحاول الغور في مسيرة نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عـدة على اعتزالهم اللعب حتى أن قسماً منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. زاوية (نجوم في الذاكرة) تستعرض في حلقتها 146 مسيرة مهاجم فريقي الصناعة والطلبة والمنتخبات الوطنية السابق علاء كاظم جبر الذي ولد عام 1971 ولعب قرابة "60" مباراة دولية حيث سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة. بدايـاتـه بدأ اللاعب علاء كاظم مسيرته الكروية بشكل صحيح وبخطوات ثابتة، حيث كانت البداية مع الفرق الشعبية في مدينة الصدر ببغداد ثم انضم إلى فرق الفئات العمرية في نادي الصناعة وبعد أن أثبت قدراته تم تأهيله إلى الفريق الأول الذي يعد مدرسة كروية في انجاب اللاعبين المتميزين ، وبعد مباريات عدة مع الفريق الأول للصناعة استدعاه مدرب منتخب الشباب الإنكليزي وليم اسبري لصفوف المنتخب المذكور الذي كان يستعد للمشاركة في بطولة كأس فلسطين الثالثة للشباب التي جرت في العراق عام 1989 بعد أن وجد فيه الكثير من المواصفات التي يحتاجها وخصوصاً في كيفية إيداع الكرة بالمرمى لأنه منذ البداية كان علاء كاظم هدافاً رائعاً. ولادة متميزة لم يُخـِب علاء كاظم ظـن مدربه وليم اسبري ومساعده دوكلص عزيز عندما أعلن ولادته كهداف رائع وكلاعب موهوب ينتظره مستقبل كبير جداً حيث تمكن في مباراة افتتاح بطولة كأس فلسطين للشباب من تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى المنتخب اليمني ليتصدر منذ اليوم الأول للبطولة قائمة هدافي البطولة وبعد ذلك واصل تألقه ونجاحه في تلك البطولة التي حصل فيها علاء كاظم على لقب الهداف برصيد سبعة أهداف ، وبرغم أن منتخب الشباب حل ثانياً في تلك البطولة بعد خسارته في المباراة النهائية أمام نظيره المغربي، إلا أن الكرة العراقية ربحت لاعبين شباباً كان أبرزهم الهداف علاء كاظم وزميله صباح جعير فضلاً عن هشام علي ومحمد علي مكي وغيرهم. وبعد هذه البطولة أصبح علاء كاظم هدفاً للأندية الجماهيرية وكان قريباً جداً من اللعب لنادي الزوراء الذي شارك في بعض وحداته التدريبية، إلا أنه غيــَّر اتجاهه نحو نادي الطلبة الذي انضم إليه في موسم 1990 ـ1991 حيث منحه اللاعب الكبير حسين سعيد الذي كان قد اعتزل اللعب بشكل نهائي في عام 1990 بعد أن أصبح عضواً بالاتحاد العراقي لكرة القدم قميصه ذات الرقم 10 وقد كان علاء كاظم يتمنى أن يلعب إلى جانب حسين إلا أن اعتزاله حرمه من تحقيق هذه الأمنية. صدمة الحصار حصل اللاعب علاء كاظم على شهرة واسعة جداً في داخل البلد بعد أن قدم مستوى متميزاً في بطولة كأس فلسطين، إلا أن الرياضة العراقية تعرضت إلى صدمة كبيرة جداً بسبب ظروف الحصار الذي فـُرض عليها في عام 1990 حيث أدت تلك الظروف في البداية إلى تعطيل مباريات الدوري بسبب حرب عام1991 ومن ثم دخول البلد بمحنة الحصار، ولكن علاء كاظم في موسم 1991 ـ1992 تألق كثيراً مع فريق الطلبة وبات واحداً من أهم لاعبيه. تمثيل المنتخب الوطني بعد المستوى الرائع الذي قدمه علاء كاظم مع فريق الطلبة استدعاه المدرب عدنان درجال إلى صفوف منتخب بغداد الذي تم تشكيله عام 1992 والذي خاض بعض المباريات الودية في السودان واليمن ، وفي عام 1993 اختاره درجال أيضاً إلى صفوف المنتخب الوطني الذي شارك في تصفيات كأس العالم التي جرت في الأردن والصين وتمكن منتخبنا من خطف بطاقة التأهل إلى التصفيات الحاسمة التي جرت في الدوحة في العام نفسه وقد كان علاء كاظم متميزاً جداً في تلك التصفيات إلى جانب زميله النجم احمد راضي. تألـق في الدوحة في تصفيات كاس العالم التي جرت في الدوحة تألق علاء كاظم بشكل باهر جداً في المباراة الأولى لمنتخبنا ضد منتخب كوريا الشمالية وتمكن من تسجيل هدفين جميلين، إلا أن التداعيات العجيبة والغريبة التي حصلت في آخر عشرين دقيقة من تلك المباراة أضاعت جهود علاء كاظم وفرحته العارمة بتسجيل الهدفين وحصوله على لقب أفضل لاعب في تلك المباراة، لأن المنتخب الكوري الشمالي تمكن من قلب نتيجة المباراة رأساً على عقب عندما سجل ثلاثة أهداف. وفي المباراة الثالثة في تلك التصفيات قاد علاء كاظم منتخبنا الوطني للفوز على المنتخب الإيراني بهدفين مقابل هدف واحد، إذ سجل علاء كاظم الهدف الثاني. فرصة العمــر في المباراة الأخيرة ضد المنتخب الياباني التي انتهت بالتعادل"2 ـ2" قدم علاء كاظم فاصلا رائعا جداً في المراوغة عندما تمكن من تجاوز ستة من لاعبي المنتخب الياباني ثم عبـر الحارس وسدد كرته التي ضربت الشباك من الخلف لتضيع منه فرصة لا تتكرر، لأن هذه الفرصة لو تحولت إلى هدف لخلد هذا الهدف في أذهان العراقيين، لأن هذه الفرصة ما زالت طرية في ذاكرة العراقيين حتى الآن برغم مرور عقدين تقريباً على حصولها. الاحتراف الخارجي بعد العروض الجيدة التي قدمها علاء كاظم في تصفيات الدوحة جاءه عقد للاحتراف مع فريق التعاون القطري "الخور حالياً" وقد مثــَّل الفريق المذكور بشكل جيد ومن ثم لعب بعد ذلك مع فرق قطرية كما لعب مع فريق حتا الإماراتي وكان بين كل موسم احترافي يعود للعب مع الطلبة الذي قاده في موسم 2001 ـ2002 للفوز ببطولة الدوري، كما قاده للفوز في بطولة كأس المثابرة، كذلك لا ننسى تمثيله لفريق الشرطة في بطولة الأندية الآسيوية في تسعينيات القرن المنصرم. الإصابات أثـَّرت عليه لكونه من اللاعبين الذين يجيدون المراوغة والتلاعب بالمدافعين فقد كان علاء كاظم بصورة مستمرة عرضة للإصابات القوية التي منعته من المشاركة في تصفيات ونهائيات بطولة أمم آسيا عام 1996، إلا أنه شارك في بطولة نهرو الدولية في الهند عام 1997 وفي تصفيات كاس العالم عام 1997 وبعدها ابتعد عن المنتخب الوطني لأكثر من عامين.
آخـر كابتن في القرن العشرين حصل اللاعب علاء كاظم على لقب آخر كابتن للمنتخب الوطني في القرن العشرين عندما قاد منتخبنا للفوز في بطولة الصداقة التي جرت في الإمارات أواخر عام1999 حيث منحه المدرب ناجح حمود شارة الكابتن ليحصل على هذا اللقب الكبير والمتميز، كما يتميز علاء كاظم بلقب آخر في مسيرته الكروية يتمثل كونه واحداً من ثلاثة لاعبين سجلوا ستة أهداف في مباراة واحدة عندما تمكن من تسجيل ستة أهداف في مرمى فريق الموصل لينفرد بهذا اللقب إلى جانب لاعب الزوراء صاحب عباس ولاعب الرمادي شاكر محمد صبار. أعــز مبارياته خاض علاء كاظم العديد من المباريات الجميلة في مسيرته الكروية، إلا أنه يعتز بمبارياته مع منتخب الشباب في كأس فلسطين، لأنها فتحت أبواب الشهرة والمنتخبات الوطنية والأندية الجماهيرية أمامه ، كذلك يعتز بمباراة العراق واليابان في تصفيات كأس العالم في الدوحة عام 1993 ومباراة الطلبة والقوة الجوية في تسعينيات القرن المنصرم. أحلى أهدافـه سجل علاء كاظم العديد من الأهداف الجميلة ومنها هدفه في مرمى الزوراء وهدفه في مرمى منتخب شباب اليمن وهدفه الرائع في مرمى القوة الجوية فضلاً عن هدفه الجميل في مرمى منتخب كوريا الشمالية من خارج منطقة الجزاء. مميزاتـه يمتاز اللاعب علاء كاظم بالمراوغة والتسديد البعيد وتنفيذ الركلات الثابتة واختيار أقصر الطرق لهز الشباك ، كما يمتاز بإجادة العاب الرأس برغم قصر قامته النسبي. أبـرز المدربين وليم أسبري، دوكلص عزيز، يحيى علوان، عمو بابا، أنور جسام، حسين سعيد، عدنان درجال، أكرم احمد سلمان، عمو بابا، أيوب اوديشو وثائر احمد.