لست مدافعاً عن مسعود بارزاني وليست لي نية لفعل ذلك، رغم أن الرجل يستحق ذلك، ليس من خلال المديح والتصفيق والغناء، لكن من خلال الوقائع على الأرض لما وصل إليه إقليم كردستان من تطور خلال فترة زمنية قياسية من عمر الإعمار والبناء، بوجود الكثير من الأخطاء والملاحظات على التجربة السياسية في الإقليم منذ انطلاقتها بعد أن تحررت من سطوة دكتاتورية صدام.
الذي يهمنا جميعا على ما اعتقد، إذا كان (مجيد) من هذا الجميع، مستقبل هذه البلاد وعمليتها السياسية، التي ما أن تبدو في الأفق ملامح مشجعة على حلحلتها ولو خطوة واحدة إلى الأمام، حتى يظهر لنا من يضع العصا في العجلة قبل انطلاقها، وهو ما فعله المستشار السابق لرئيس الوزراء والنائب حاليا ياسين مجيد في تصريحاته ليس غير اللائقة فقط وإنما بتوقيت لا يخلو من أجندة لا تدخل في باب النوايا الحسنة.
وأنا أتفق معه على أن البارزاني خطر حقيقي على كل الجهل وسرقة المال العام والتلاعب بمقدرات البلاد السياسية ودفعا إلى آتون المشكلات الأكثر تعقيدا والأصعب في إيجاد الحلول المناسبة لها. ليس البارزاني كشخص هو الخطر كما يقول النائب إنما التجربة الكردستانية التي ما زلنا نسمع منه ومن أضرابه من الفاشلين أصواتا نشازا وشوفينية وحاقدة على جزء من الجسد العراقي المبتلى بأمثال ياسين مجيد، هذا الجزء الذي يتعافى من الأورام السرطانية التي تنهش بقية الجسد العراقي عبر مجموعة من سياسيي الصدفة وسرّاق المال العام، والجهلة الذين لم يستطيعوا بعد مرور سبع سنوات من توليهم قيادة البلاد والعباد من حل مشكلة الطاقة الكهربائية بعد أن صرف عليها نحو 27 مليار دولار في نفس الوقت الذي ودع الناس في كردستان هذه الأزمة الى الأبد بملياري دولار فقط لا غير!
و"ياسين" هذا ليس الوحيد في رؤيته المشوشة المضروبة بالسكماتزم المقيم، الذي لم يستطع أو لا يريد أن يرى أن حكومته التي كان مستشارا لرئيس وزرائها قد انطلقت من هنا، من اتفاقية أربيل بعد تجاذبات بليدة دامت تسعة أشهر بين الأطراف السياسية لتوزيع الكعكة العراقية! ولا يريد ان يرى ان الإقليم كان ملاذا آمنا للعراقيين بما فيهم قيادات سياسية في الوقت الذي كان الشارع العراقي يحترق بنار الطائفية التي لم يكن ياسين بعيدا عن الذين يصبون زيتا على نارها.. الخطر الوحيد الذي يريد أن يراه والذي يخشاه هو النموذج في كردستان، لان أي مقارنة يعقدها أي مواطن مبتلى بأمثاله تكشف له عن مدى هزال ما يقوم به ياسين وأمثاله من التمتع بثروات البلد مقابل لا شيء للمواطن الذي اتخموه وعودا وطبخوه على نار هادئة، ولان الفضيحة ستلاحقه لو انه قال إن "الخطر يأتي من كردستان " فانه اختار ببلادة، تحت عباءة الأزمة السياسية، أن يختار قامة من طراز البارزاني لا يستطيع أن ينظر إليها مهما حاول واهما أن يرفع منزلته بألقاب النائب أو المستشار!
من المخزي أن تتعرض تجربة ناجحة بكل المقاييس وبكل الأخطاء التي مرّت بها إلى طعون بحق قادة لهم في التأريخ مساحة مفقودة عند غيرهم، تأريخ معبد بالدم والتضحيات التي كانت تخاض تحت شعار "الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان" في مواجهة أنظمة دكتاتورية ينتمي ياسين إلى عقليتها، العقلية التي تصورت واهمة لوهلة أن بإمكانها أن تزيح التأريخ جانبا لتتربع على كرسّيه ففشلت فشلا ذريعا وأصابها الإفلاس السياسي والأخلاقي معا وبامتياز.
الكلام ليس لياسين فكلامه لا يستحق الرد أساسا، انه لجمهرة الناس المغمضة العيون والمقفلة العقول الذين يعتقدون ربما أن نائبا، لا يعرفون حتى عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات، ربما يكون قد نطق حقا! بالمناسبة أتمنى أن يقول لنا النائب المحترم عن عدد الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 2009 أو الطريقة التي جلس بسببها تحت قبة البرلمان لنتأكد فقط انه نائب عن حق وحقيقة وان كان مبتهجا بهذا اللقب الذي يكن له العراقيون "كثير الاحترام"!
إن الخطر الحقيقي على العراق وتجربته هو "النائب" ياسين وأشباهه الذين مازالوا يعتقدون، واهمين، أن بقاءهم مقاصل مسلطة على رقاب العراقيين إلى الأبد!
جميع التعليقات 1
عباس
6346 عدد الاصوات الانتخابية للنائب ياسين مجيد . كان يسمى اغاي ادريسي في ايران . ترك حزب الدعوة عام 1982 لانه كان يؤمن بولاية الفقية . كان يراجع طبيبا ً نفسياً في ايران . وهناك معلومات كثيرة عنه في حلقات غالب الشابندر خسرت حياتي وهو معاصر له ومن اصدقائة في