في احد مقاهي حي البياع بجانب الكرخ من العاصمة وجد البعثيون المجتثون او المتقاعدون من الحزب المنحل في التوجه الى لعب الدومنة بانواعها الازنيف والعدلة والطيرة خير وسيلة للابتعاد عن الاجواء السياسية ، ولاسيما ان بعضهم راجع مواقفه وانتقد سياسة النظام السابق ، واحتكار السلطة بيد الحزب الواحد ، اصحاب هذا الرأي من الرفاق المتقاعدين عن العمل السياسي ، وفي لحظات احتدام المنافسة بين لاعبي الدومنة، قال احدهم وبعد انتصاراته المتتالية انه ينوي تاليف كتاب " في سبيل الدوبارة " ليكون دليلا ايديولوجيا في تحقيق النصر الناجز بالازنيف ودفع جايات الحاضرين على حساب الخاسر .
المقهى طالما شهد حملة مداهمة وتفتيش من قبل الاجهزة الامنية للبحث عن مطلوبين من عناصر الحزب المحظور ، وبعض رواده اعتقلوا ثم افرج عنهم بعد ان اثبتت الاجراءات التحقيقية ان لاصلة لهم بعزة الدوري اي قيادات البعث في الخارج ، وتكرار حالات الدهم والتفتيش ، جعلت صاحب المقهى يعلق لا فتة كتب عليها "ممنوع الحديث بالسياسة" .
رواد المقهى تفهموا طلب صاحبها فالتزموا بالتعليمات والضوابط ، ولكن غيرهم من المتذمرين من الوضع والمعترضين على الاداء الحكومي والسياسي ، يخترقون التعليمات وتأخذ احاديثهم توجيه شتائم من العيار التقيل ، وهؤلاء من مراجعي الدوائر الرسمية الواقعة بقرب المقهى .
قبل ايام دخل رجل الى المقهى يسال عن "رفيق حمدان " فاجابه صاحبها يارفيق يابطيخ فرد اجل انه يستفسر عن شخص اسمه "رفيق" وهذا لا يعني انه كان منتميا للحزب ، صاحب فكرة تاليف كتاب" في سبيل الدوبارة " ارشد السائل الى ان بيت رفيق وهو رجل دين معمم ، يقع في الشارع الخلفي للمقهى ، وهو ليس من روادها لان مشكلة اسمه قد تعرضه ليكون ضحية اية حملة مداهمة وتفتيش ، وربما لا تنفعه العمامة في التخلص من مازق محتمل .
قراءة الصحف اليومية من المحظورات في المقهى باستثناء الرياضية ، لان الاولى قد تكون سببا في فتح شهية الرواد للحديث بقضايا السياسة ، ومواقف الاحزاب ، والدخول في جدال ونقاش قد يؤثر في مزاج لا عبي الدومنة فيتخلون عنها، وتنتهي اللعبة من دون طلب المزيد من الجايات ، اما بالنسبة للتلفزيون مبرمج على قناة واحدة تعرض افلاما اجنبية ومسلسلات عربية وتركية ، ليسهم هو الاخر اي البث التلفزيوني في ابعاد الرواد عن متابعة الاخبار ومستجدات الاحداث في العراق والساحة الاقليمية والدولية .
بجوار المقهى يقع مقر مكتب لاحد الاحزاب المعروفة ، لجأ في الاونة الاخيرة الى اعتماد مكبرات الصوت لبث اخبار زعيم الحزب ونشاطه ولا سيما انه مسؤول كبير في الحكومة ، ومعروف عنه انه صاحب خطاب اسبوعي ، ومكتب حزبه يكرر اعادة الخطاب يوميا صباحا ومساء ،وهذا ما اثار انزعاج الرواد فطلبوا من صاحب المقهى مناشدة المسؤولين في مكتب الحزب الكف عن بث الخطاب بصوت مرتفع ، استنادا الى حقيقة ان ارتفاع الاصوات من عوامل تلوث البيئة ، فضلا عن اجبار رواد المقهى على البحث عن بديل اخر بعيد عن مقار الاحزاب غير المجتثة .
في سبيل "الدوبارة "
[post-views]
نشر في: 19 أكتوبر, 2012: 06:30 م