اثنان لا ينبغي ان توفر لهما السلاح والمال.. المجنون لا تضع بيده سلاحا ولنا تجربة ثرية مع صدام حسين الذي لم يتوان عن استخدام السلاح الذي بين يديه ضد الشعب ومن ثم وجه فوهات البنادق والمدافع نحو الجيران فأشعل المنطقة ومازالت ذيول رصاصاته الطائشة مدفوعة الثمن حتى الآن، ونحن اكثر المتضررين الذين مازلنا نسدد فاتورة الاستخدام الاهوج لسلاح بين يدي مجنون!.
والمال لا تفتح خزائنه أمام الجهلة والأميين لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون به سوى سرقته وتبديده..تقول رئيسة لجنة الخدمات والعمل في مجلس النواب فيان دخيل " ان الوزارات وخاصة الخدمية منها لم تستطع صرف 50% من المبالغ المصروفة لها من الموازنة العامة وطالبت باستضافة رئيس الوزراء (اذا تكرّم وتنازل ووافق على الحضور امام النواب الذين صوّتوا على ترشيحه) أو الوزراء لمعرفة مصير هذه الاموال ".
إذن النواب لا يعرفون مصير الـ 50% المصروفة ولا تلك التي لم تصرف بعد، واذا افترضنا من باب حسن النوايا ان ال50% الاولى صرفت على مشاريع مفيدة أو غير مفيدة، فان عضوة اللجنة المالية البرلمانية ماجدة التميمي قالت "من الغريب ان تقوم الوزارات خاصة الخدمية بتوقيع عقود مع مقاولين بخصوص مشاريع وتحتسب هذا الإجراء من ضمن نسب التنفيذ رغم عدم وجود أي مشاريع منفذة "ولأن لا أحد يعرف "حماهه من رجلها " فان الحكومات المتعاقبة على قيادتنا نحن المساكين لم تقدم الحسابات الختامية للموازنات إلى البرلمان منذ عام 2004، ولكي تتم شروط اللعبة الجهنمية في تبديد المال العام تقول التميمي "ان اللجنة التي شكلّت في شباط الماضي بأمر من المالكي لم تحسم موضوع الحسابات الختامية لغاية الآن وان هناك تدخلات واضحة في عمل هذه اللجنة من قبل متنفذين "!!.
صفة جديدة من صفات اللصوص في هذه البلاد اسمها "المتنفذون " حرصا على ألا تمس كراماتهم الشخصية بمفردات اللصوصية وسراق المال العام والحرامية.. من هم هؤلاء المتنفذون؟.
انهم بطبيعة الحال في هرم السلطة التنفيذية والأكيد ان لهم مصلحة في عدم تقديم الحسابات الختامية للبرلمان، وهم من يضغط على اللجنة التي شكّلها رأس الهرم التنفيذي الذي هو رئيس الوزراء، وبذلك تتضح لنا الصورة بلا رتوش..جهلة وحرامية ومتنفذون!!
هل تساعد هذه الصورة القاتمة على الحديث عن الاعمار والبناء واغراق البلد ديونا بنحو 40 مليار دولار من أجل البنى التحتية؟ ماذا فعلنا بميزانيات التريليونات من الدنانير لكي نبتهج ونصفق لقانون البنى التحتية الذي يستعد له الجهلة والحرامية والمتنفذون "ركبة ونص" ويشحذون أنيابهم وسكاكينهم لتوزيعها فيما بينهم في واقع تضيع فيه الملفات الكبيرة في أدراج النزاهة التي تقدم أكباش فداء من صغار اللصوص من خارج تغطية المتنفذين.
قال لي احد المسؤولين غير المتنفذين، ان أبرز الشخصيات المنخرطة في مثلث "جهلة.. حرامية.. متنفذون " لايمكن الاعلان عنها لحساسية الموضوع أولا ولكي لا يشيب رضعاننا من هول الصدمة.
واللبيب من الإشارة يفهم!