TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > برقية شكر لـ" UNAMI "

برقية شكر لـ" UNAMI "

نشر في: 22 أكتوبر, 2012: 04:32 م

نصيف الخصاف

باسمي وباسم الحالمين بوطن يضمن لهم العيش الكريم، وتحترم فيه الحقوق المدنية والحريات العامة والخاصة التي تنص عليها جميع المواثيق والأعراف الدولية وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتكون فيه إنسانية الإنسان قيمة عليا لا تعلو عليها قيم فرد أو جماعة مهما كانت، والحالمين بأن ثمة من يقف إلى جانبهم لتحقيق ولو جزء يسير من ذلك، أقول لكم:
شكراً لكم لأنكم كنتم شهوداً "صامتين" حين سرقت أصواتنا في الانتخابات السابقة وذهبت لصالح آخرين لم ننتخبهم.
شكراً لكم لأنكم ساعدتم "بناة الطائفية"والاقتتال الطائفي والفساد على البقاء من أجل المزيد من الفساد والمزيد من فوضى المحاصصة التي كنتم من بين المساهمين الرئيسيين فيها.
شكراً لكم، لأنكم لم تسمعونا نستنجد بكم لتساهموا-ولو بمجرد كلمة اعتراض واحدة- بأن تكون مفوضية الانتخابات "مستقلة" حقاً وليست مؤسسة تتقاسمها أحزاب الإسلام السياسي التي قادت البلاد إلى أن يكون من بين الدول الأكثر فشلاً وفساداً في العالم.
شكراً لكم، لأنكم وقفتم صامتين أمام محاولة تأسيس مفوضية انتخابات جديدة لا تقل "محاصصة" عن سابقتها، ولن تقود بالتأكيد  إلى "انتخابات نزيهة"مادامت أصواتنا لا تجد آذانا صاغية عند أحد،لا من سياسيينا، الذين نطالبهم-عبثا- بأن يبنوا دولة "لا سلطة" مؤسسات، ولا من يدعي مساعدتنا لبناء دولتنا التي احتلت ودمرت ،ومازالت تدمر، تحت أنظاركم، بل بمساعدتكم.
شكراً لكم، لأنكم ساهمتم-وتساهمون الآن- عبر سكوتكم-غير المبرر- عن خرق الدستور، شكراً لكم، لأنكم تكررون أخطاءكم، التي كانت نتيجتها ،لغاية الآن، تقاسم المناصب بين أحزاب فصلت مفوضية الانتخابات السابقة-واللاحقة- وقانون الانتخابات السابق –واللاحق- بين أناس لم يكن من بين اهتماماتهم "بناء دولة" كما تمنى السيد الأمين العام للأمم المتحدة"بان كي مون" عشية الانتخابات العراقية السابقة.
شكراً لكم، لأنكم بذلتم كل ما تستطيعون من جهد، لحماية "سكان معسكر أشرف، وهم مدرجون ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، ولم تبذلوا لو جزءاً من مئة من هذا الجهد لحماية حقوق شعبنا الأساسية بالعيش الحر و الكريم والآمن.
شكراً لكم، لأنكم تدافعون بضراوة، عن حقوق قتلة أبنائنا من الإرهابيين، ولا تدافعون عن حقوقنا كضحايا لهم ولغيرهم، لأننا نؤمن بالحرية ونريد العيش أحرارا، لا أسرى الخوف من الإرهاب الذي تدافعون عن مجرميه وتطالبون بإطلاق سراحهم، ولا أسرى لميليشيات أحزاب تريد فرض إرادتها علينا وعلى مستقبلنا الذي بتنا قلقين عليه أكثر من حاضرنا، لأنكم سكتم حين تطلب الأمر الكلام، وتكلمتم خطأ حين تكلمتم.
شكراً لكم، لأنكم سكتم عن إخبارنا عن أموالنا، أين ذهبت؟ وأين أُنفقت؟ ولماذا مازلنا نعتبر الكهرباء حلما بعيد المنال؟ ولماذا يوجد أطفال مشردون في شوارعنا؟ ولماذا مازالت بعض مدارسنا طينية؟ بينما ننفق على بعثكم أموالا طائلة ؟!
أكرر شكري مرات ومرات لكل إنجازاتكم السابقة، وسأبقى أشكركم ما دمتم تقدمون لنا "هذه المساعدة" التي لم نكن نرجوها ونأملها.
وفقكم الله لعمل كل ما يمكن لخذلاننا، والسلام عليكم ورحمة الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فراس العكيلي

    أنك محق فيما تقول يا سيدي الفاضل و أتفق معك فيما تقول بمغازلة الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بصورة عامة ولكن العتب الأول يقع على الشعب الذي رضى و أرتضى هذا الحال ولم يحرك ساكنا و بالنسبة الى المجتمع الدولي فليس بالجديد عليه هذه المواقف الهزيلة و كمثال على

  2. حيدر البهادلي

    شكرا على المقالة الاكثر من رائعة لقد كتبت ما عجزت عنه السنة الابرياء والفقراء والمشردين ان توصله الى الرلمان الاطرش

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الدولة لا الاحكام الظنية من تضع للاسرة تشريعاتها

قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959

العمودالثامن: من الشبيبي إلى رشيد الحسيني

العمودالثامن: ماذا حدث للمثقفين؟

بحث في إشكالية الزواج من ذوات التاسعة

العمودالثامن: داعية البسمة

 علي حسين قبل ما يقارب السبعين عاماً تقدم الفتى النحيل لدخول معهد الفنون ، لم يكن يرغب أن يصبح ممثلاً ، فقد جرب ذات يوم أن يمثل دور عنترة في إحدى المسرحيات المدرسية...
علي حسين

باليت المدى: جمال من نوع خاص

 ستار كاووش كان عليَّ الذهاب الى متحف لام الذي يقع على أطراف مدينة ليل، خرجتُ مبكراً في الصباح كي أستثمر كل وقتي، وركبت المترو الذي كان عليَّ أن أغيره بعد ست محطات، لأكمل...
ستار كاووش

تهميشُ القضاء وتفكيكُ العقل الحقوقي للدولة وتقويضُ الهوية الجامعة

فارس كمال نظمي بدءاً، ولكي نبتعد عن الفهم الطوباوي لكيفية انبثاق القوانين، فإن تشريع أي قانون أساسي (أي مكمّل للدستور لكونه يتعلق بممارسة السلطة بنطاقها الواسع، كقوانين: الأحوال الشخصية، والانتخابات، والأحزاب، وتنظيم الحريات، والموازنات...
فارس كمال نظمي

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 2)التجربة الصينية عرضت مؤخرا التجربة البريطانية في التعليم، والتي يتميز نظامها بتعليم الطلاب المهارات الأساسية والتركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات والتعلم التعاوني والتقييم المستمر وخلق بيئة محفزة للعمل (مصدر 1)....
د. محمد الربيعي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram