 السويد/ إحسـان كريم ديبـس

أبدى المدرب والمحاضر في الإتحاد السويدي لكرة القدم مهدي عبد الصاحب استغرابه من مطالبة الإعلام والجمهور اتحاد الكرة باقالة المدرب البرازيلي زيكو من مهمة تدريب المنتخب الوطني عقب خسارتـه الأخيرة أمام المنتخب الإسترالي بهدفين لهدف .
وقال عبد الصاحب لـ(المدى) : إن خسارة منتخبنـا الوطني أمام أستراليا لا يتحملها زيكو وحده ، بل أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق اتحاد الكرة الذي لا يملك لأي منهاج واضح في إعداد منتخبنـا للتصفيات الختامية المؤهلة لكأس العالم ، التي تتطلب دراسـة واقعيـة لكيفية العبور من هذه المرحلة ، لاسيما أن الفرصـة كانت قريبة جداً وقد لا تتكرر على المدى القريب.
وأضاف : زيكو مدرب محترف ، ويدرك مهمته تماماً ، ولا يمكن ان يُجازف باسمه وسمعته ، ولكن اعتقد أن بعض اللاعبين لا يطبقون خططه بصورة صحيحة داخل الملعب ، واعتاد بعضهم على الوقوع بذات الأخطاء الكارثية في كل مرة ،لاسيما لاعبو خط الدفاع الذين يتحملون نسبة كبيرة من خسارتنا الأخيرة ، مشيراً الى أن زيكو قام أكثر من مرة بتدريب اللاعبين على الركلات الحرة الثابتـة وكيفـية التعامل الصحيح معها ، مبدياً أسفه لتسجيل استراليا هدفاً من ركلتين ثابتتين بالأسلوب نفسه  .
وأوضح عبد الصاحب : أن الأمر لم يعد يتعلق بخبرة المدرب زيكو بقدر ما يخص ثقافة اللاعب وبديهيته على تكرار الخطأ ، فكان من الواجب على اللاعب أن يُقيـِّم الحالة بصورة صحيحة ومن ثم يتخذ القرار الصائب، بينما نشاهد في كثير من الأحيان أن لاعب منتخبنا يركز اهتمامه على الكرة اكثر من تركيزه على خصمه ما يفقده المتابعة الدقيقة والصحيحة التي قد تُلحق خسارة قاسية كما حدث ذلك في مباراتنا مع استراليا ، ولذلك من الصعب جداً أن نطالب في هذا الوقت بإقالة زيكو من دون أن يتحمَّل الآخرون المسؤولية.
وبشأن مسؤوليـة الإتحاد عن الإعداد غير الصحيح للمنتخب قال : إن أعضاء الإتحاد لا يملكون العقلية القيادية ، ولا الخطط الكفيلة للنهوض بواقع الكرة العراقيـة ، وعلى سبيل المثال لا الحصر لم يعملوا على تصحيح مسار دوري النخبة الذي يُعــد في الوقت الحاضر من أسوأ دوريات المنطقة ، وبالتالي هو الأسوأ في العالم ، وأحد أهم أسباب عدم وجود مواهب كروية تستطيع أن تأخذ مكانها في المنتخب الوطني بدل اللاعبيين الحاليين .
وطالب الإتحاد في الوقت الحالي بدعم وإسناد المدرب زيكو بجميع الوسائل ، وعدم التدخل في الأمور الفنيـة مهما كانت ، لأنه الأعلم والأقدر بها ، وإسناد المنتخب لما تبقى من مباريات هذه التصفيات ليتمكن من حجز احدى بطاقتي العبور للمونديال العالمي.
وبخصوص عودة منتخبنـا الى أجواء المنافسة من جديد أكد مهدي عبد الصاحب أن كرة القدم تعطي لمن يعطيها ، وأن أسود الرافدين قادرون على العودة للمنافسة من جديد ، ولا تنقصهم عن ذلك سوى الثقة بأنفسهم وبيان قدرتهم على الفوز ، وأجزم أن فوز منتخبنـا في مباراته المقبلة أمام الأردن ستكون بوابة الإنتصارات في المباريات الأخرى ، إذ  تعني نقاطها الثلاث دافعاً معنوياً يشد من أزرهم للفوز على المنتخبين العُماني والأسترالي وليس من الصعب ايضا الفوز على منتخب اليابان وضمان البطاقة الثانيـة باستحقاقٍ عالٍ.