TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ابو" مداس"

ابو" مداس"

نشر في: 30 أكتوبر, 2012: 11:00 م

احدى الصحف  اليومية نشرت   في عددها الصادر الثلاثاء 23-10 تقريرا يشير الى ان الساحة العراقية تشهد وجود سياسيين من نوع خاص اذ انهم دائما ما تكشف لديهم حالات عجيبة غريبة لا تخطر على بال احد بحسب الجريدة التي نقلت عن مصادرها ان هناك سياسيا  كان يلقب بالدكتور تبين انه لا يحمل شهادة سوى الاعدادية نسب الى نفسه تخصصاً لم يسبقه اليه أحد  ، وحاول ان يكون (فارساً ) في مجال معين  ومازال لكنه وعند اقترابه من هذا المجال كادت  تندلع ازمة تصل الى المستوى الدولي .

وتمضي الجريدة " هذا السياسي يصل سعر الدقيقة لديه الى اكثر من 13 دولارا اذ يمتلك برجا سكنيا في دبي يضم 40 شقة وفي منطقة ذات بدلات ايجار مرتفعة وبحساب ان بدل الايجار السنوي للشقة الواحدة  يقدر بين 18 الى 20 الف دولار ، وهذا من دون حساب رواتب الدولة والمخصصات الحكومية وبدل السكن ، وكذلك رواتب الحماية ومصاريف التنقل وبدل السفر وما الى ذلك من مخصصات اخرى  وبمجمل الحساب فان السياسي سيكون سعر يومه يوازي دخل العشرات بل المئات من العائلات في هذا الزمن العصيب ".

وذكرت الجريدة :" نحن لا نتحامل على هذا السياسي او نحسده على طريقة عيشه ، لكن عليه وعلى غيره ان ينظروا الى ابناء العراق بعين المسؤول وليس المسؤول  المتبطر ، وان يعرفوا ان يوم حسابهم سيكون عسيرا ان هم اثروا على حساب الشعب العراقي " لا يحتاج القارئ الى  مراجعة ذاكرته ليتعرف على هذا السياسي ، فحل الحزورة  معروف لانها جاءت بصيغة السؤال ما هو الشيء الاخضر المدعبل وبطنه احمر وفيه حب ركي  .

الموظفون العاملون في مطار بغداد لديهم معلومات عن عدد سفرات السياسيين والمسؤولين  الاسبوعية  ورحلاتهم المكوكية بين بغداد  ودبي والدوحة وعمان وبيروت  وانقرة ، والسفر  ليس لاغراض سياسية او لتطوير علاقات العراق مع دول الاقليم ،  ولكن ربما يكون  للاشراف  على نشاطهم الاقتصادي في تلك العواصم  بحسب بعض المواقع الالكترونية ، وبحسب الموظفين فان بعض المسافرين من هؤلاء ، يغيرون ازياءهم  فابو الدشداشة والصاية والعباءة  يتخلى عنها ،و يسلمها لاحد عناصر حمايته مع  "المداس "  ويرتدي بدلة ايطالية او فرنسية وربطة عنق اخر موديل ، وبعد  عودته من السفر سالما غانما ، يطلق تصريحا  يطالب فيه الحكومة بالضغط على شركات الخطوط الجوية العالمية بمنع تقديم  المشروبات الروحية والكحولية للمسافرين   في رحلاتها من و الى العراق .

المستشار او السياسي او المسؤول ابو" مداس "بعد ان يرتدي "زيه المعلن داخليا  "  يحرص على ان يتقمص دور" الطنطل " بعد ان  اودع وارد شركاته في بنوك خارجية وضمن الحصول على نسبته  كوسيط  لشركات اجنبية باقامة مشاريع  استثمارية في العراق  لاعادة البنية التحتية المدمرة بفعل حروب وممارسات النظام السابق ،ومثل هذا الطنطل  صاحب صوت مدو في مجلس النواب ، وفي الوزارات ، وبصراخه عبر شاشات الفضائيات  يتحقق الاستقرار الامني والسياسي ،  والارتقاء بالمستوى المعيشي لشريحة واسعة من العراقيين تعيش تحت خط الفقر  بمنحهم "المداس" في الحملة  الدعائية الانتخابية المقبلة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram