اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بخلاء وكرماء مجلس نوّابنا!

بخلاء وكرماء مجلس نوّابنا!

نشر في: 31 أكتوبر, 2012: 11:00 م

عادةً ما تمرّر قوانين وقرارات مصالح نوّابنا الكرام دون ضجيج المحاصصة وتجاذباتها والصراعات المحتدمة بشأنها والتي أتعبتنا ولم تفت في عضدهم، تقاعدهم وامتيازاتهم ومخصصات قرطاسيتهم والأراضي المنتخبة والسلف، تمر بانسيابية عالية وبروح ديمقراطية ورفاقية يحسدنا عليها الأصدقاء قبل الأعداء، لأن الأخوة الأعداء داخل مجلس نوّابنا الموقر "دهن ودبس" في مثل تلك المواقف.. لا شائعات ولا تدخلات دول الجوار ولا التفجيرات تعكر صفو اتفاقهم المتطابق على تلك القوانين والقرارات، ولا أكثر دلالة من ان مجلس نوّابنا السابق قد سجل بفخر واعتزاز أسماء أعضائه في سجل غينيس للأرقام القياسية في الحصول على أعلى أجر للتقاعد لهم في أقل فترة زمنية للخدمة على مر تأريخ الخدمة في الدولة العراقية.
لا اعتراض من ناحية المبدأ لحصولهم على كل تلك الامتيازات، فهم القادة الذين يسهرون على مصالح الشعب ولا يغمض لهم جفن قبل أن يتأكدوا بشفافية ودقة، من خلال مجساتهم ومراكز رصدهم وبحوثهم، إن عراقيا لم ينم وهو جائع أو تزوره الكوابيس بالجملة خوفا من المستقبل المجهول!
الاعتراض الأخوي الصادق نسمعه، وربما يسمعونه هم أيضاً، من قبل ناخبيهم المفترضين، هو إن هؤلاء النوّاب يبدون حرصا متزايدا على ميزانية الدولة الترليونية وحرصا أشد على انخفاض مستويات التضخم عندما يتعلق الأمر بمصالح الناس الذين أوصلوهم الى كراسي البرلمان وامتيازاته معا.. وهؤلاء الناس لديهم الأدلة بالجملة على اعتراضاتهم الخجولة التي لا تشبه بأي حال من الأحوال أشكال الربيع العربي المتنوعة الأوجه.. فقانون التقاعد يلف ويدور في أروقتهم وبين أفكارهم السديدة ويمر الزمن ثقيلا على المتقاعدين الذين تصل اعدادهم الى مليون وربع المليون متقاعد، فيما تتواصل النقاشات الساخنة تحت قبة البرلمان لإخراج "أفضل" قانون للتقاعد على سطح كوكبنا الأرضي والنتيجة هي "تمخض الجبل فولد فأرا"!
أما تخصيص نسبة ولو متواضعة من واردات النفط "النقمة" للمواطنين، فهي تخصيصات لا أولوية لها، فهي متعلقة بسد العجز في الميزانية وعلاقة الأمر باسعار النفط العالمية وفي اعتراضات استخدامه لاغراض انتخابية، وبين نهاية هذا العام ومطلع العام المقبل "ضاعت الطاسة في الحمّام" ولا يعرف المواطن ان كان "سيبيّض" يده فيها ام ان تلك المخصصات ستدخل إلى دائرة أحلامه المؤجلة التحقيق دائما!
تخصيصات الطلبة دارت دورة سنوية على اجتماعات مجلسنا الموقر وعندما صوّتوا عليها بشق الأنفس اتضح ان لا وجود لها في الميزانية، حسب وزارة التعليم العالي، وبذلك انطبق على طلابنا الأعزاء المثل العراقي الشعبي "راحت فلوسك يا صابر"!
وفي الوقت الذي عيّد فيه أصدقاؤنا النوّاب بأشكال سعيدة مختلفة من السفر إلى عواصم الدنيا وعزائم النخب، لم يفكر أحدهم في الأقل بأن يفرح أطفال البلاد بعيدية وان كانت من طراز الـ مئة ألف لكل عائلة، وكيف يحدث ذلك في لحظة اعلان إن ميزانية العراق للسنة المقبلة 118 مليار دولار عدا ونقدا، رغم أن هذه العيدية ليست منّة ولا تخرج من جيوبهم المتخمة بالدولارات من الميزانية نفسها وليس من ديون صندوق النقد الدولي! ربما يعتقد الكثير من نوّابنا أن مبلغ الـ15 ألف دينار التي تمنحها الرعاية الاجتماعية لبعض أطفال بلاد النفط والتناقضات شهريا كافية و"زايدة" على مصاريف هذا الطفل في العيد وفي غير أيام العيد لذلك اعتبروا العيدية نوعا من الاهانة للكرامة العراقية وللعراقيين الذين يتوجب على شعورهم الوطني أن يكون تحت سقف "ارفع رأسك أنت عراقي" مادام نوّابنا يمشون في الأرض مرحا مرفوعي الرؤوس، جعلهم الله كذلك إلى أبد الآبدين!
آمين.. اللهم انك سميع الدعاء!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram