ترجمة المدى
في الموصل طفل عراقي يرعى الغنم في الصحراء؛ فتاة مسيحية تتزلج على ممشى قذر تحت تساقط الثلج؛ في مدينة النجف مجموعة من النساء يندبن فقدان احد الاقارب قتل نتيجة انفجار سيارة مفخخة؛ بينما شخص آخر يشتري مصوغات ذهبية من سوق محلي.
لا هي حرب و لا سلام. هذا هو العراق الذي تركه الجنود الاميركان قبل عشرة اشهر بعد انهائهم واحدة من اطول حروب الولايات المتحدة بكل هدوء و بلا مراسيم. في بداية العام الحالي سافر المصور الاسترالي آدم فيرغسون في انحاء العراق من بغداد العاصمة الى صحارى البصرة الغنية بالنفط حيث يلتقي دجلة و الفرات في طريقهما الى الخليج العربي. تحدث فيرغسون عما رآه خلال ترحاله في العراق في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز. يقول ان العراق لايزال في حالة حرب مع نفسه، و قد حاولت من خلال الصور ان استطلع احوال البلاد ما بعد الاميركان و ان اصور التحديات الحالية التي تواجهها. في احدى الصور تظهر امرأة و هي تخبز في بيتها على ارض تغطي آثار مدينة نينوى القديمة. الاف العوائل العراقية تعيش بشكل غير قانوني في المواقع التاريخية و البعض منها يتعرض للازعاج بسبب الانشطة الآثارية. هذه الصور هي مجرد لمحات و اتمنى ان تكشف الإرث الذي تركته اميركا في العراق، و هو إرث تأصل في الحياة التي دمرها العنف. القوات الامنية تسير على شكل دوريات في كل مكان، و نقاط التفتيش تنتشر في الطرقات. تواجد مستمر للجيش في الشوارع و يبدو العراق و كأنه دولة بوليسية، لم اتمكن من الذهاب الى أي مكان بلا ترخيص حتى لو كانت زيارتي غير رسمية الى احدى مناطق بغداد مع رسائل من وزارات حكومية. في بعض المناطق تمنعني الشرطة من الدخول. قضيت معظم وقتي احاول ان التقط الصور لكن دون تصوير فعلي. اعتقد ان هناك رفضا من القوات الامنية لالتقاط الصور لأنهم يرون فيها تهديدا. انهم ينفذون واجباتهم بحذر و يقظة بسبب تهديد التفجيرات العنيفة، و لا مكان للصحافة الحرة في اولوياتهم.
عن: نيويورك تايمز