اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "ليــش"!!

"ليــش"!!

نشر في: 3 نوفمبر, 2012: 04:11 م

قالت أرملة عراقية وأم لأربعة أيتام في برنامج تلفزيوني أن أمنيتها أن تتوفر لها فرصة اللقاء بالمالكي لتقول له فقط  كلمة "ليش" تعقيبا على تقديم العراق مساعدات إلى سوريا والسودان واليمن.

وأنا أضم صوتي إلى صوت الأرملة العراقية وأسأل معها بحسرة وحزن "ليش" نبدد المال العام في مشاريع سياسية لا علاقة لنا بها في نفس الوقت الذي يعاني ربع سكان العراق من الجوع لأنهم تحت خط الفقر دون التعريج على حزام الفقر الذي يجمّل العاصمة فتبدو مميزة مزدانة بالنفايات!!

لماذا نعتقد سياسية فهذه هي الأسباب، اولا ان اليمن ليست بحاجة الى ملاييننا لأنها في حضن السعودية والخليج ضمن إطار المبادرة الخليجية، فضلا عن ان طائرات أميركية بلا طيار تجوب سماء اليمن لاصطياد فئران القاعدة الإرهابيين.. ثانيا نعطي ملاييننا الى السودان الذي يحكمه شبيها لصدام ومطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية بتهم الإبادة العرقية، هل من المعقول أن نبدد أموالنا على مجرمين وقتلة وهاربين من العدالة؟ لان الأكيد ان الشعب السوداني الجائع لن يستفيد من لقمة واحدة من الأموال التي تبرع بها المالكي.. ثالثا، لمن ستذهب مساعدتنا بالنسبة إلى سوريا؟ إلى بشار أم إلى المعارضة أم إلى قوى بين الطرفين؟ إذا كانت للحكومة السورية فإننا قد دخلنا طرفا في صراع الشعب السوري ضد طغمة حاكمة هي النسخة الثانية من البعث العراقي!! وخارج الـ"اذا" فان أموالنا ستذهب الى حكومة بشار لتخفيف الضغط  الشعبي عليها ومحاولة يائسة لإنقاذها من مصيرها المحتوم، لقد أعلنت حكومة المالكي موقفها واضحا هذه المرة ولم يعد ممكنا الحديث عن الحياد الذي كان ممكنا حتى لحظة قرار الحكومة منح بشار وجلاوزته فرصة أخرى للإيغال في دماء الشعب السوري!

إن قراءة صحيحة لـ"مساعداتنا الإنسانية" لليمن والسودان وسوريا توصلنا إلى نتيجة أن المالكي أراد أن يقدم دعما لحكومة بشار البعثية في وضعها الميؤس منه، فحاول أن يتجنب القيل والقال فـ"دحس" اليمن والسودان لكي تبدو الصفقة بريئة براءة الأطفال.. لكن السيد المالكي لم يحب حساب أن الناس ليسوا أغبياء إلى الدرجة التي لا يستطيع فيها ان يصطاد الهدف والفكرة من "رش" دولاراتنا يمينا وشمالا!

فضيلة عار هذه الصفقة غير الأخلاقية هي أنها كشفت لنا وأكدت أننا شعب بلا برلمان، لأنه غير قادر على ممارسة مهامه الرقابية والتشريعية، فرقابيا عجز عن استجواب رئيس الوزراء  وتشريعيا لم يشرع برلماننا أي قانون يحلحل الأزمة السياسية مثل النفط والغاز.. والآن لم اسمع ان برلمانيا "اهتزت شعرة من شواربه " وهو يسمع ان 25 مليون دولار انتزعها المالكي من أفواه فقراء هذا البلد ليغذي فيها اخطر صراعات المنطقة والتي ستنعكس علينا سلبا بسبب هذا الموقف المتهور!!

معقولة ولا برلماني يهزه ضميره فيحتج، على الأقل يصدر بيانا يقول فيه حتى لو كلمة حق يراد بها باطل..

شكرا للمصريين وهم يرددون كلما ضامهم الضيم "منه العوض وعليه العوض " فنكررها معهم مئة مرة!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. المدقق

    يا حسرتاه على كتاب بهذه العقول التي لا تميز بين المساعدات الانسانية وبين المبالغ الكااااااااااااش هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram