TOP

جريدة المدى > محليات > الصابئة المندائيون في الناصرية يحيون عيد الازدهار " الدهفة حنينا "

الصابئة المندائيون في الناصرية يحيون عيد الازدهار " الدهفة حنينا "

نشر في: 3 نوفمبر, 2012: 04:16 م

احتفلت طائفة الصابئة المندائيين أمس السبت الثالث من تشرين الثاني بحلول عيد الازدهار (دهفة حنينا)، الذي يعد واحداً من أهم الأعياد الدينية الأربعة عند الطائفة، إذ يتوجه معظم الصابئة المندائيين في مثل هذا اليوم إلى المندي مركز عباداتهم لأداء طقوس العيد وتبادل التهاني احتفاء بتقييد عالم الشر وعودة الملاك (هيبل زيوا) من عالم الظلام إلى عوالم الأنوار .
وتقام في مثل هذا اليوم الذي يجسد انتصار إرادة الخير على قوى الشر في المعتقد المندائي  طقوس تعميد جماعية لجميع أبناء الطائفة المندائية وعمل الثواب (اللوفاني) .
 كما يتميز عيد الازدهار الذي يسمى أيضا بالعيد الصغير عن باقي الأعياد المندائية بإقامة مأدبة فطور جماعي تحوي الرز واللبن والتمر والسمن الحيواني (الدهن الحر) ،وهذه المأدبة هي  طقس اجتماعي أكثر مما هي طقس ديني.
ويحتفل الصابئة المندائيون الذين يبلغ تعدادهم نحو 60 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم سنويا بأربعة أعياد ومناسبات دينية رئيسية هي الدهفة ربة (العيد الكبير) والدهفة حنينا (عيد الازدهار) والبنجة (عيد الخليقة) والدهفة ديمانه (يوم التعميد الذهبي ) ،فضلا عن الاحتفال بثلاث مناسبات أخرى لا تقل أهمية عن الأعياد الرئيسية هي مناسبتا أبو الفل وأبو الهريس وشيشان عيد .
وتشير المصادر المندائية غالى أن (الدهفة حنينا) يأتي في الثامن عشر من شهر( تورا) المندائي، ويسمى أحيانا (عيد الازدهار). فكلمة دهفة في اللغة المندائية تعني مناسبة ،أما كلمة حنينا فتعني الازدهار، والعيد هو عيد الازدهار كون الحياة قد دبت في الأرض في مثل هذا اليوم وازدهر العالم المادي بحسب الاعتقاد المندائي.
 إلا أن رجال الدين المندائيين غالبا ما يفضلون إطلاق تسمية عيد الانتصار على الدهفة حنينا كون الملاك ( هيبل زيوا ) انتصر في مثل هذا اليوم على قوى الشر في العالم السفلي وتمكن من تقييدها وإخضاعها لطاعة الخالق بعد سيطرته على أسرارها المتمثلة ( بالسكين دولة ) .
وبهذا مهد الملاك هيبل زيوا بحسب ما يقول مسؤول اللجنة الدينية في مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار رحيم خيري إلى تصلب الأرض وهيأها لازدهار الحياة .
ويحتل الاحتفاء بالدهفة حنينا الذي يستمر ليوم واحد بحسب التعاليم الدينية  وثلاثة أيام بحسب الطقوس الاجتماعية ، موقعاً خاصاً في نفوس المندائيين سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية حيث يعد فرصة للتواصل الاجتماعي وزيارة العوائل المتعففة من أبناء الطائفة وتقديم الدعم المادي والأغذية المختلفة، كما يحرص المندائيون في مثل هذه المناسبة على تقديم التعازي للأسر التي فقدت أحد أفرادها في الأيام التي   سبقت العيد . وتبدأ الاستعدادات (للدهفة حنينا) منذ ساعات الفجر الأولى ،إذ يؤدي المندائيون الصلاة وقراءة الأدعية والتراتيل الدينية ولاسيما دعاء الرحمة (نياني رهمي) كما يقومون بالإعداد والتحضير لمأدبة جماعية في المندي يقدمونها كوجبة فطور بعد شروق الشمس. كما يتهيأون لطقوس التعميد التي تعتبر طقسا دينيا رئيسيا لتطهير النفس والجسد. وفي يوم (الدهفة حنينا ) يأخذ الصابئة المندائيون ومنذ ساعات الصباح الأولى  بالتوافد على مركز عبادتهم (المندي) وهم يرتدون ملابسهم الدينية البيضاء ( الرسته ) التي تتكون من خمس قطع هي (الكسويا – القميص)   و(الشروال - السروال) و(البرزنقا- العمامة) و(النصيفة - الوشاح) و (الهميانة – الحزام ) ،وهذه الأخيرة عبارة عن حزام من الصوف يتكون من 61 خيطا وهو أقدس جزء في الرسته.
ويؤدي الصابئة المندائيون طقوس التعميد ( الارتماس في الماء ) في المناسبات الدينية وأيام الآحاد فقط وبحضور رجل دين بدرجة ( ترميذة ( على اقل تقدير . كما يعتبر يوم الأحد من أقدس الأيام في الديانة المندائية ،فهو يوم تكوين الخليقة وهو أول أيام الأسبوع المندائي.
وتوضح المصادر التاريخية القديمة أن الارتماس في الماء وكجزء من الطقوس الدينية كان يجري في العراق قبل ولادة المسيح بآلاف السنين مع اختلاف واضح في مضمون الصلوات المصاحبة لطقس التعميد ،إذ كانت الصلوات تختلف من دين لآخر .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

زيادة تدفقات مياه دجلة وكارون تخفّض الملوحة في البصرة وتعزز استدامة الزراعة
محليات

زيادة تدفقات مياه دجلة وكارون تخفّض الملوحة في البصرة وتعزز استدامة الزراعة

 البصرة / عمار عبد الخالق   شهد شط العرب وعدة مناطق في البصرة انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الملوحة، بعد أن كانت المنطقة تعاني خلال الفترة الماضية من ارتفاع حاد أثّر بشكل سلبي على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram