نحو 500 ألف طالب في بغداد خسروا مدارسهم هذا العام .164 بناية مدرسية في العاصمة هدمتها وزارة التربية حتى الأرض. يقول مسؤولون في لجنة التربية والتعليم بمجلس محافظة بغداد: إن الوزارة لم تبنِ ولا مدرسة واحدة من ضمن البنايات التي هدمتها حتى الآن.
وجد عدد من التلاميذ أنفسهم غرباء في بناية أخرى بعيدة عن مدرسته القديمة، ويشعر آباء على أبواب المدارس المزدحمة بدوام ثلاثي لمدارس مختلفة اجتمعت ببناية واحدة، برغبة في إرجاع أطفالهم إلى البيت. الجو المزحوم بالأطفال والهرولة والصراخ يخيف التلاميذ الصغار ويجعلهم يتمسكون بثياب آبائهم صارخين: النجدة.
يؤكد متخصصون في الشأن التربوي أن تقليص دوام المدرسة الى ساعتين او ساعتين ونصف الساعة بسبب دمج ثلاث مدارس يهدد مستقبل الأطفال التعليمي، لاسيما وان النظام العالمي لا يعترف بخريجي مدارس لا يتلقون على الأقل 7 ساعات من الدارسة، فضلا عن عدم حصول الأطفال على فرصة للاستراحة وإلغاء جميع النشاطات الرياضية والفنية بسبب صغر مساحة المدرسة وضيق الوقت.
وزارة التربية فشلت بالأعوام السابقة في توفير 4000 مدرسة في عموم العراق واليوم تزايدت الحاجة إلى أكثر من خمسة آلاف بناية، فيما تلكأت المنحة الإيرانية لبناء مئتي مدرسة، نصفها في بغداد والأخرى في باقي المحافظات. واليوم وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على بداية المنحة التي كان من المفترض أن تنجز المئتي مدرسة بغضون ستة أشهر عادت الوزارة بعد أن حولت المقاولة إلى شركة أخرى لتنفيذ البنايات ولكن بطريقة "سلحفاتية". وفي بداية العام الدراسي يشغلني دوما هذا السؤال : لماذا لا يكون بناء وترميم المدارس في العطلة الصيفية؟ والجواب يأتي دوما: المخصصات المالية تأتي متأخرة.
دعونا نتعرف كيف تتعامل مديريات التربية والمدارس والكوادر التدريسية مع أزمة الدوام الثلاثي وقلة البنايات وشح مياه الشرب وتحطم أثاث المدارس. ففي مدينة الحلة مثلا متوسطة "السيدة زينب" للبنات لا تختلف في حالها عن باقي المدارس من حيث سوء البناية والخدمات، لكن مديرة المدرسة "الست جنان" أدارت ظهرها لكل تلك المشاكل وقررت جر طالبة في المتوسطة من شعرها وتقطيع جزء من خصلات الشعر بيدها لان الطالبة رفضت ارتداء الحجاب، علما أن المدرسة للبنات فقط! المدرسات في تلك المدرسة يتلقين أوامر صارمة من المديرة من اجل إجبار الطالبات على ارتداء الحجاب، وتجتهد بعض المدرسات لتذهب بعيدا عن ذلك وتحارب الطالبات بالدرجات، مدرسة اللغة الانكليزية في المدرسة نفسها "الست كلثوم" قررت ومن "جيبها الخاص" التبرع بخمس درجات لكل طالبة تلبس "العباءة السوداء"! ويجب أن نذكر أن وزارة التربية أكدت أكثر من مرة عدم إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب، ولكنها على ما يبدو تفقد السيطرة على مديريات التربية والمدارس.
والجدير بالذكر أن القضاء المصري "في زمن الإخوان" ينظر الآن في قضية معلمة "ترتدي النقاب" قامت بقص شعر طالبتين لعدم ارتداء الحجاب.. فما بال من سحلت طالبة من شعرها؟!
خمس درجات لـ"أم العباية"
[post-views]
نشر في: 3 نوفمبر, 2012: 04:39 م