TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خمس درجات لـ"أم العباية"

خمس درجات لـ"أم العباية"

نشر في: 3 نوفمبر, 2012: 04:39 م

نحو 500 ألف طالب في بغداد خسروا مدارسهم هذا العام .164 بناية مدرسية في العاصمة هدمتها وزارة التربية حتى الأرض. يقول مسؤولون في لجنة التربية والتعليم بمجلس محافظة بغداد: إن الوزارة لم تبنِ ولا مدرسة واحدة من ضمن البنايات التي هدمتها حتى الآن.
وجد عدد من التلاميذ أنفسهم غرباء في بناية أخرى بعيدة عن مدرسته القديمة، ويشعر آباء على أبواب المدارس المزدحمة بدوام ثلاثي لمدارس مختلفة اجتمعت ببناية واحدة، برغبة في إرجاع أطفالهم إلى البيت. الجو المزحوم بالأطفال والهرولة والصراخ يخيف التلاميذ الصغار ويجعلهم يتمسكون بثياب آبائهم صارخين: النجدة.
يؤكد متخصصون في الشأن التربوي أن تقليص دوام المدرسة الى ساعتين او ساعتين ونصف الساعة بسبب دمج ثلاث مدارس يهدد مستقبل الأطفال التعليمي، لاسيما وان النظام العالمي لا يعترف بخريجي مدارس لا يتلقون على الأقل 7 ساعات من الدارسة، فضلا عن عدم حصول الأطفال على فرصة للاستراحة وإلغاء جميع النشاطات الرياضية والفنية بسبب صغر مساحة المدرسة وضيق الوقت.
وزارة التربية فشلت بالأعوام السابقة في توفير 4000 مدرسة في عموم العراق واليوم تزايدت الحاجة إلى أكثر من خمسة آلاف بناية، فيما تلكأت المنحة الإيرانية لبناء مئتي مدرسة، نصفها في بغداد والأخرى في باقي المحافظات. واليوم وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على بداية المنحة التي كان من المفترض أن تنجز المئتي مدرسة بغضون ستة أشهر عادت الوزارة بعد أن حولت المقاولة إلى شركة أخرى لتنفيذ البنايات ولكن بطريقة "سلحفاتية". وفي بداية العام الدراسي يشغلني دوما هذا السؤال : لماذا لا يكون بناء وترميم المدارس في العطلة الصيفية؟ والجواب يأتي دوما: المخصصات المالية تأتي متأخرة.
دعونا نتعرف كيف تتعامل مديريات التربية والمدارس والكوادر التدريسية مع أزمة الدوام الثلاثي وقلة البنايات وشح مياه الشرب وتحطم أثاث المدارس. ففي مدينة الحلة مثلا متوسطة "السيدة زينب" للبنات لا تختلف في حالها عن باقي المدارس من حيث سوء البناية والخدمات، لكن مديرة المدرسة "الست جنان" أدارت ظهرها لكل تلك المشاكل وقررت جر طالبة في المتوسطة من شعرها وتقطيع جزء من خصلات الشعر بيدها لان الطالبة رفضت ارتداء الحجاب، علما أن المدرسة للبنات فقط! المدرسات في تلك المدرسة يتلقين أوامر صارمة من المديرة من اجل إجبار الطالبات على ارتداء الحجاب، وتجتهد بعض المدرسات لتذهب بعيدا عن ذلك وتحارب الطالبات بالدرجات، مدرسة اللغة الانكليزية في المدرسة نفسها "الست كلثوم" قررت ومن "جيبها الخاص" التبرع بخمس درجات لكل طالبة تلبس "العباءة السوداء"! ويجب أن نذكر أن وزارة التربية أكدت أكثر من مرة عدم إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب، ولكنها على ما يبدو تفقد السيطرة على مديريات التربية والمدارس.
والجدير بالذكر أن القضاء المصري "في زمن الإخوان"  ينظر الآن في قضية معلمة "ترتدي النقاب" قامت بقص شعر طالبتين لعدم ارتداء الحجاب.. فما بال من سحلت طالبة من شعرها؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram