تباينت الآراء بين المواطنين بخصوص قرار الحكومة العراقية بتقديم مساعدات مالية الى الجمهورية السورية بسبب اعمال العنف التي تشهدها والى السودان واليمن فعبر بعض المواطنين عن استيائهم من رصد مبالغ لتلك الدول والتي تبلغ(25)مليون دولار واصفين ذلك بالمجاملة على حساب فقراء العراق،عكس البعض الآخر الذي وجد الموضوع برمته إنسانيا صرفا يهدف الى احترام الانسان بصورة عامة بغض النظر عن انتمائه .
يقول المواطن عباس يعقوب لـ (المدى):ان العراق اليوم بأمس الحاجة لتلك الاموال وان كان الموضوع انسانياً وبالخصوص الشاب العراقي الذي يعاني ازمات اقتصادية تكون سبباً اساسياً في عزوفه عن الزواج لعدم وجود فرصة عمل فمن الضروري ان توفر الحكومة العراقية اليوم الكساء الملائم لمواطنيها قبل ان تفكر بالدول العربية التي بعمرها لم تقدم مساعدات للعراق برغم المأساة التي مر بها.
ويرى يعقوب أن مدينتي البصرة والفلوجة "أحق بهذه الأموال،اذا ما أخذنا بالاعتبار ان الأقربين أولى بالمعروف" لافتا الى ان "العديد من التقارير الصحفية والدراسات تؤكد ان نسبة كبيرة من المواليد الجدد في هاتين المدينتين يعانون من إعاقات دماغية وهم الأكثر استحقاقا لأي دينار فائض عن حاجة الدولة"حسب قوله.
ويتكلم المواطن احمد البصيصي عن الانسانية المتواجدة في الانسان العراقي وليس في الحكوميين فقط ناظراً الى موضوع المعونات المقدمة لدول سوريا والسودان واليمن بنظرة انسانية صرفة تخلو من اي مجاملة او ما شابه للحكومات لتحسين السياسة الخارجية للعراق.
ووصف البصيصي الموضوع بـ(الشيمة العراقية) التي طالما كنا نقدم تلك المساعدات لدول قد لجأت لنا حتى في النظام السابق،مؤكداً ان الحكومة العراقية اليوم لها رؤية واضحة لاسيما وانها اكملت الست سنوات كحكام للعراق ومن غير الممكن ان يكون ذلك الموضوع بغير السديد ابداً.
الى ذلك يقول الخبير الاقتصادي ستار البياتي: بالتأكيد الاقتصاد العراقي ما زال يعاني من انتكاسات واضحة على الصعيدين الداخلي والخارجي وأيضاً مشكلة الفقر المستشرية في البلاد حيث يوجد أكثر من(25%) من المجتمع العراقي هم تحت خط الفقر بمعنى اكثر من (7)ملايين مواطن، فضلاً عن البطالة القائمة ايضاً حتى وان انخفضت كما قالت وزارة التخطيط من 16 الى 11% الا اننا نعتقد انها اكبر من هذه النسبة.
واشار البياتي الى ان عملية اعادة الاعمار لم تجر او يعاد الاعمار فعلاً في ظل الفساد المستشري في كل مرافق الدولة العراقية اليوم فالأموال نحتاجها نحن اكثر للنهوض ببناء العراق ومن ثم نفكر بمن يحتاج المساعدات فبالتالي هناك الكثير من القضايا التي قد تنشغل بها اليوم الدولة اوالحكومة العراقية ويكون من السابق لأوانه ان ندخل في مواضيع المساعدات بهذه المبالغ الضخمة الى دول بداعي المساعدة ونحن كل مؤسساتنا بحاجة اليها لتقليص نسبة الفقر والبطالة على اقل تقدير.
ولفت البياتي نحن ليس ضد المبدأ في مساعدة البلدان العربية كون العراق هو جزء من المنظومة العربية والاقليمية والدولية وبالتالي الجانب الانساني والمصالح القائمة بين الدول بالتأكيد تحتم ان يكون للعراق دور معين على الاقل من الناحية الانسانية فبالنتيجة النهائية نحن مع المبادرة لكن ليس في هذا الوقت او ليس بهذه المبالغ التي رصدت والبالغة(25)مليون دولار.لاسيما وان الموقف العربي كان قاصرا على دعم العراق في شكل مطلوب في الفترات السابقة عكس العراق الذي حتى قبل 2003 كان يقدم العون للبلدان التي تعاني من مشاكل وكوارث.
وتابع "ينبغي ان تراعى مصلحة العراق في علاقاته الدولية ولكن ليس من الضروري ان ندخل بهذا الثقل او بارقام كبيرة ينبغي ان نثبت حضوراً ولكن ليس على حساب المواطن اكيد".
وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت في وقت سابق من اكتوبر الماضي انها ستمنح مساعدات اغاثية لكل من سوريا واليمن والسودان بقيمة اجمالية تبلغ 25 مليون دولار.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ في بيان ان "مجلس الوزراء اوعز لوزارة المالية بتسديد مساهمة العراق في الصندوق الخاص بالإغاثة الإنسانية داخل سوريا بمبلغ عشرة ملايين دولار استنادا الى قرار مجلس الجامعة العربية".
ويرأس العراق الدورة الحالية لجامعة الدول العربية. وأضاف الدباغ ان الحكومة قررت ايضا "التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار الى جمهورية اليمن بغية مساعدة الشعب اليمني الشقيق".
وتابع ان مجلس الوزراء "وافق على قيام جمهورية العراق بتقديم دعم مالي مقداره 10 ملايين دولار الى جمهورية السودان مباشرة لتخفيف الأعباء عن المتضررين في دارفور".
رصد مبالغ للدول المنكوبة مجاملة يدفع حسابها فقراء البلاد
نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م