TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > هفوات خططية لأربيل

هفوات خططية لأربيل

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م

ارتكب مدرب فريق أربيل لكرة القدم السوري نزار محروس العديد من الهفوات التكتكية التي أدت الى خسارة فريقه بقسوة امام نظيره الكويت الكويتي قوامها اربعة اهداف نظفية في المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي جرت اول من امس السبت على  ملعب فرانسو حريري ، وأسهمت هفوات محروس الى ظهور اغلب لاعبي الفريق  في مستوى فني متواضع غابت عنه العزيمة والإصرار على انتزاع الفوز ، ومن اهمها عدم توظيف قدراته بالشكل الأمثل من الناحتين المهارية والبدنية ، وفشله في اختيار الاسلوب الخططي المناسب لإيقاف مصادر القوة لفريق الكويت الكويتي المتمثلة بالثلاثي البرازيلي روجيرويو والتونسي عصام جمعة في الهجوم بمساندة الخطير فهد العنزي ومن خلفهم شادي الهمامي واعتمادهم على الهجوم المرتد في الاطراف والعمق وعمل الكثافة العددية في منتصف الميدان، وبهذه الخسارة القاسية اضاع  نزار محروس ولاعبو أربيل على فريقهم فرصة تاريخية قد لا تتكر في كل موسم في احراز لقب البطولة القارية للمرة الاولى في تاريخ الاندية العراقية.

لعب أربيل بتشكيلة تألفت من سرهنك محسن لحراسة المرمى وايواكينا واحمد ابراهيم وهلكرد ملا محمد ونبيل صباح للدفاع وميران كريم وسعد عبد الامير ونديم الصباغ وعمار عبد الحسين وصالح سدير للوسط وامجد راضي للهجوم وبطريقة 4-2-3-1 ، في مسعى من المدرب السيطرة على منتصف الميدان ، لكن مدرب فريق الكويت الروماني ارين باغت محروس بالهجوم المضاد من خلال قيام المهاجمين روجيرويو وعصام جمعة وفهد العنزي  بالضغط الامامي لقطع الكرة وأدى ذلك الى ارباك المدافع احمد ابراهيم الذي شتت الكرة بطريقة خاطئة  وصلت الكرة الى العنزي مررها الى روجيريو داخل منطقة الجزاء تم اعثاره من لاعب الارتكاز ميران كريم احتسبها الحكم ركلة جزاء احرز منها عصام جمعة الهدف الاول في الدقيقة 2، وادى احراز الهدف الى انهيار معنويات لاعبي اربيل بشكل اثر على طبيعة الاداء الفني للفريق والى تغيير العديد من المعطيات الخططية في المباراة ومنها اللعب باسلوب 4-4-2 والدفع باللاعب عمار عبد الحسين الى الامام ، وهذا ما كان يبحث عنه مدرب الكويت من فريق اربيل  تقليل عدد لاعبي الثلث الوسطي لعمل التفوق العددي في منتصف الميدان للقيام بالهجوم السريع وقطع الكرات بسهولة، ورافق ذلك الصعود غير المنظم لمدافعي اربيل ايواكينا ونبيل صباح وهلكرد ملا محمد الى الامام وترك المساحات في المناطق الخلفية مع تباعد لاعبي الثلث الوسطي وعدم التزامهم بتطبيق الواجبات الدفاعية مع طغيان الاداء الفردي وغياب الترابط  بين لاعبي الدفاع والوسط وغياب الجمل التكتيكية في عملية التحضر الهجومي، وافسح ذلك المجال امام لاعبي الكويت بانتهاج الهجوم السريع المنظم في الدقيقة 42  جاء الهدف الثاني بعدما لعب المدافع الشريدة كرة طويلة خلف المدافعين الى عصام جمعة استلمها من دون مضايقة مررها داخل منطقة الجزاء بسهولة الى المندفع روجيريو الذي احرز الهدف الثاني وسط ضعف التمركز الدفاعي.

وفي الشوط الثاني كانت اصلاحات محروس الخططية بطيئة من خلال تأخره باجراء التبديلات  التي قام بها باخراجه عمار عبد الحسين والزج باسلا واشراكه لؤي صلاح مكان اللاعب نبيل صباح في الدقيقة 64 ثم مصطفى كريم في الدقيقة 70 محل صالح سدير، لكن تلك المحاولات لم تغير من واقع الفريق الفني بشيء بسبب البطء في نقل الكرة بين اللاعبين وعدم الانتقال السريع من الثلث الوسطي الى الهجوم وغياب التعاون في عملية التحضير الهجومي ، لذلك كانت اغلب الكرات مقطوعة في منتصف الميدان التي استثمرها لاعبو الكويت فهد العنزي وشادي الهمامي وعصام جمعة  بتمرير  الكرات من اللمسة الاولى  الى روجيرويو الذي ارهق المدافعين بتحركاته ومشاكساته ليقوم بعملية الاختراق او الى للاعب القادم من الخلف، وأزاء الهفوات الدفاعية وعدم معالجتها من المدرب محروس احرز فريق الكويت هدفين بسيناريو مكرر جاء عن طريقها الهدف الثالث بعد مناولة يعقوب الطاهر في العمق الدفاعي الى البديل عبد الهادي خميس في 78 الذي لعبها بهدوء الى الشباك وجاء الهدف الرابع بهجمة منظمة عندما مرر الكرة الى التونسي شادي الهمامي الذي احرز الهدف الرابع من دون وجود للمدافعين لتنتهي المباراة بخسارة مؤلمة لاربيل قوامها اربعة اهداف من دون مقابل واضاع بذلك فرصة العمر لتسجيل انجاز تاريخي بخطف اللقب القاري للمرة الاولى في تاريخه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram