افتتاح ملعب الشعب الدولي
لم يعرف العراق ملعبا متكاملا للعبة كرة القدم سوى ملعب الكشافة ، الذي لا يتناسب والمزايا الدولية للملاعب الكبيرة ، على الرغم من أن هذه اللعبة دخلت العراق منذ أوائل القرن العشرين وأصبحت اللعبة الرياضية الأولى لدى العراقيين، حتى افتتاح ملعب الشعب الدولي في مثل هذا اليوم من عام 1966 .
يقع ملعب الشعب في بغداد جانب الرصافة .وضع حجر الأساس له عندما كان عبد الكريم قاسم رئيساً لوزراء العراق ،يومها كانت تلك الأرض شاسعة وخالية ،وبطلب من عبد الكريم تم بناء الحجر الأساس ،ووضع حينها مبلغاً رمزياً واحتشدت الجماهير من حوله وألقى كلمة سمعها العراقيون عبر وسائل الإعلام صرح فيها انه يعمل لإنشاء ملعب دولي كبير. وجاء العمل به عن طريق اتفاقية بين حكومته وشركة (كولبنكيان) البرتغالية التي مقرها في لشبونة ويشرف على إدارتها (كالوست سركيس كولبنكيان) وهو رجل الأعمال الثري الأرمني العراقي الأصل، وكان كالوست يملك حصة من نفط العراق ويحتفظ بنسبة 5% من مجموع الأسهم وتم العمل الحقيقي لبناء هذا الملعب في عهد عبد السلام عارف ليكون أكبر ملعب في العراق ويتسع لـ 50 ألف متفرج وتصميم الملعب على شكل الحروف (COI) .
بلغت كلفة تشييد استاد الشعب الدولي مليون دينار عراقي وبني الاستاد على مساحة 200 ألف متر وسعة الملعب 45 ألف متفرج ويحتوي على 18 بوابة لدخول الجماهير موزعة على جهتي المقصورة والمكشوفة ومغطى الملعب بالتارتان ويحتوي على مضمار لألعاب القوى ويضم مجمع ملعب الشعب أيضا ملعبين للتدريب وملاعب أيضا لكرة السلة و الكرة الطائرة واليد وملعباً للتنس وكذلك المسبح الاولمبي ويحتوي الملعب على أربعة أبراج للإنارة الليلية ،
وجرت عليه مباراة الافتتاح الودية التي جرت بين منتخبنا العراقي ونادي بنفيكا البرتغالي المرتبة الثالثة في بطولة كأس .وقد خسر منتخبنا بهدفين مقابل هدف واحد. تقدم النادي البرتغالي بهدف ثم أدرك منتخبنا التعادل عن طريق لاعبنا الدولي قاسم محمود المعروف بــ قاسم ( زوية).
وقبل نهاية المباراة بدقائق سجل اللاعب أوزبيو هدف الفوز لبنفيكا في مرمى حارس منتخبنا الوطني حينها المرحوم حامد فوزي ..لتنتهي المباراة بفوز النادي البرتغالي 2-1 في أول مباراة تقام على ملعبنا الدولي .
وشهد ملعب الشعب الكثير من الذكريات بعد افتتاحه وعلى مرور أكثر من أربعين عاماً... ومن الذكريات الأليمة لملعب الشعب هو طيران السقف الوحيد الذي يغطي المقصورة الرئيسية في عاصفة ترابية عام 1969، يومها كانت هنالك مباراة بين القوة الجوية ومصلحة نقل الركاب التي انتهت بالتأجيل .وشهد هذا الملعب بعدها بطولات عديدة ،حيث احتضن كأس الخليج الخامسة عام 1979 التي أقيمت في العراق من 23 مارس/آذار 1979 إلى 9 إبريل/نيسان 1979 ،وقد شاركت في هذه البطولة جميع الفرق الخليجية واستطاع منتخب العراق لكرة القدم أن يفوز بلقبها بعد أن فاز في جميع مبارياته ,وغير ذلك من الذكريات الجميلة الجديرة بالتسجيل والتذكير ... وما أحوج جماهيرنا الرياضية إلى ملعب جديد وكبير ، وما أحوجنا إلى ( كولبنكيان) جديد .