الأغاني العربية والعراقية كانت أكثر انحيازا للأسمر في حين لم تهتم بالأبيض قياسا بعدد الأغاني المخصصة للأول ، و"منك يا الاسمر كلبي تفطر" واحدة من البستات الشهيرة ، وتصلح أن تكون جزءا من الحملة الدعائية الانتخابية لمرشح الديمقراطيين الرئيس الأميركي الحالي اوباما لتجديد ولايته .
قبل عقد الثمانينات من القرن الماضي كان الغناء العراقي عاطفيا بامتياز ، ولم يكن احد يفكر في ذلك الوقت بان تكون الأغنية شعارا سياسيا ، سخرت لخدمة الديكتاتور عبر تناول الانتصارات والانجازات وتحقيق المكتسبات ، فاختفى الأسمر من الأغنية ، وحل بدلا منه " على الساتر هلهل شاجوري" ، وهذا التحول في الغناء لم يسعد الأبيض على الرغم من حضوره القليل في الأغنية العاطفية المهددة بالانقراض.
اوباما باستطاعته أن يوظف الأغاني العربية "السمراء" لصالحه في المنافسة الانتحابية ، فالعرب في الولايات المتحدة بإمكانهم أن يمنحوا المرشح الأسمر ما يضمن حصوله على الولاية الثانية ، ولاسيما أن الرجل أعلن وفي أكثر من مناسبة دعمه للربيع العربي وإقامة أنظمة ديمقراطية في دول المنطقة، ومن نتائج ذلك الربيع وصول الإسلام السياسي إلى السلطة ، المعروف بعدائه لكل الأغاني والمطربين من أمثال داخل حسن وكارم محمود والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
"منك يا الاسمر كلبي تفطر" قد يستذكرها العراقي هذه الأيام ، مستخدما هذه الأغنية للتعبير عن رأيه بالديمقراطية في بلده ، التي حصلت بموجب وصفة أميركية اعتمدتها الولايات الولايات المتحدة ، عندما حددت سقفا زمنيا لهذا التحول مع تجاهل شروط استحقاقات المرحلة الانتقالية، من النظام الشمولي إلى الديمقراطي ، وبفعل ذلك تفطرت قلوب العراقيين من الأسمر ، على الرغم من أن الرئيس اوباما انتقد موقف سلفه بخصوص التعاطي السليم مع الملف العراقي المعقد .
مؤسسات استطلاع الرأي في الولايات المتحدة تؤكد أن توجهات الناخبين تخضع بالدرجة الأساس للملفات الداخلية ، ثم تأتي السياسية الخارجية بالدرجة الثانية ، والمسألة لا تخضع لأغنيات انحازت للأسمر أو الأبيض ، فسياسة واشنطن الخارجية ثابتة سواء ضمن اوباما
الولاية الثانية أو غادر البيت الأبيض بعد أن يقدم أطيب تمنياته للرئيس الجديد بأربع سنوات هادئة خالية من التدخل العسكري الأميركي لتغيير نظام معين أو لإنقاذ شعب من ديكتاتور صنعته الأغاني ، فأعاد بلاده إلى العصور الحجرية ، وحقق العدالة بين أبناء شعبه بتوزيع الظلم على مكوناته بشكل متساو.
تجربة استخدام الأغاني في الدعاية الانتخابية ربما تكون ملائمة في الدول العربية التي لم تمنع الغناء بعد ، والمرشح إذا كان اسمر فلا يحتاج إلى إنفاق المزيد من الأموال لإنتاج أغانيات تناسب برنامجه الانتخابي ، وبإمكانه الاستعانة بالأرشيف ، لتوسيع قاعدته الانتخابية والتأثير في توجهات الناخبين ثم تحقيق الفوز الكبير على الخصوم ، فضلا عن ذلك فانه سيضمن أصوات السمر ، و"العب بيها يابو سميَره" .