واقع حال اُسود الرافدين لا يستقر على نقطة ما ، فقد ارتقوا العلالي واعتلوا منصات التتويج لمرحلة تعد الأجمل والأرقى في تأريخ الكرة العراقية يوم سحبوا البساط من تحت أقدام العديد من المنتخبات الآسيوية والعربية ليتوجوا ابطالاً للقارة الصفراء بهدف السفاح الذي هـزّ الشباك السعودية العصية على معظم مهاجمي المنطقة ليبلغ زئير الأسود عنان السماء ويكتبوا بأحرف من ذهب أسماءهم في تأريخ البطولات القارية.
لكن اليوم اختلف الحال لنرى الأسود من دون أنياب ، هم عاجزون عن مجاراة خصومهم الذين كانوا بالأمس يتوخون الحيطة والحذر لمجابهة تلك الأسود لمعرفتهم بقوة وصلابة اندفاعهم لتحقيق مبتغاهم في جميع المناسبات ممنين أنفسهم بتحقيق نتيجة ايجابية أمامهم ، فحال الأسود الآن لا يُسرّ ومن سيىء الى أسوأ نتيجة تخبط الملاك التدريبي الذي يقف على قمة هرمه البرازيلي زيكو الذي حصل على الضوء الاخضر من اتحاد الكرة ليصول ويجول كيفما شاء بأحوال المنتخب الوطني الذي جعله حقلاً لتجاربه الفاشلة التي لم يستطع أزاءها الوصول الى التوليفة التي من شأنها أن تعيد بريق الكرة العراقية الذي سطع عام 2007 .
الكرة العراقية التي راح ضحيتها العديد من المدربين الكبار يتزعمهم القدير عدنان حمد الذي بات الاردنيون يراهنون على كفاءته ومهارته وحنكته التدريبية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل ، لم يحالفها الحظ مع المدربين الاجانب فقد ابتسمت قبل بضع سنين للبرازيلي فييرا وعادت اليوم لتعبس بوجه مواطنه البرازيلي زيكو الذي تخبَّط كثيرا لأجل اعادة صورة منتخبنا التي اصبحت رمادية للعيان كون الأسود غير قادرين على تكملة المشوار المونديالي بعد ان وقفوا منتصف الطريق المؤدي الى شواطئ ريو دي جانيرو ، فقد تخبط المدرب بما فيه الكفاية وأخذ يطل علينا قبل كل مباراة بعشرة ايام ومعه قرارات جديدة مفادها ابعاد اثنين او اكثر من اللاعبين ، فأين هوار وكرار ومهدي وقصي ورحيمة وعماد والسفاح والمايسترو رموز كوكبة ابطال آسيا وهم مَن يذكرونا بمجد الكرة العراقية واليوم التحق بركب المبعدان باسم عباس ومصطفى كريم لإصابتهما ليكون الأسود حقاً بلا أنياب هذه المرة !
إلى أين يريد أن يصل بنا زيكو بعد هذا التخبط وبعد ان سمح لنفسه ان يجعل من منتخب العراق المرعب للمنتخبات الخليجية والآسيوية والعربية حقلا لتجاربه المزعومة التي وان نفعت مرة او مرتين لكنها لن تدوم طويلا ، فللأسف حال الأسود لا تُسـرّ وطموحنا يكاد يتلاشى أمام أنظار الجميع من دون حساب أو رقيب على مصلحة العراق ، وزيكو سينهي عقده وينال مستحقاته بالكامل ويتركنا نندب حظنا العاثر ونبكي على الأطلال وننتظر اربع سنوات جدد عسى ان تحمل لنا بريق أمل يُعيدنا الى الواجهة المونديالية وتحسن مركز منتخبنا في التصنيف الدولي بعد تراجعه كثيراً.