عمل (شين شميدت) في قوات المارينز الاميركية لسبع سنوات، كان آمرا لإحدى وحدات القنص، اما (تشوك شيبرد) فقد قضى سبع سنين في الجيش الاميركي. بعد تركهما الخدمة في الجيش وجد كل منهما طريقه الى جحافل الشركات الأمنية الخاصة العاملة في العراق و المتعاقدة مع الجيش الاميركي. كان الاثنان يعملان معا في الثامن من تموز 2006 عندما شهدا ما أسمياه بالجريمة.
يقولان ان اميركيا آخر اطلق النار بلا مبرر على سيارتين مدنيتين، و ان  ذلك حصل خلال مهمة الى مطار بغداد الدولي عندما تفوه المشرف عليهم – الذي كان سيغادر العراق في اليوم التالي – بكلمات مثيرة للقلق حيث قال انه سيقتل شخصا ما اليوم . اعتقد الرجلان بانه يمزح، لكنه اطلق النار اولا على شاحنة بيضاء كانت  وراءهم على مسافة 100 ياردة. يقول شميدت " كسر الباب و وضع  احد قدميه عليها و اطلق سبع او ثماني صليات على شاحنة بيضاء كانت خلفنا". في وقت متأخر من ذلك اليوم و خلال المهمة التالية – حسب شيبرد – قال المشرف " لم يسبق لي ان اطلقت النار من مسدسي "، ثم استدار و فتح باب العجلة و اطلق عدة عيارات على سيارة اجرة تتجول في الطريق لكنه غير واثق من مقتل احد فيها. يقول شيبرد " اعلم انه اطلق النار على مدنيين ابرياء و اعلم اننا تدربنا جيدا  على الرماية ". أقر شيبرد و شميدت بانهما انتظرا لمدة يومين لحين مغادرة المشرف العراق لكي يقدما تقريرا بالحوادث الى شركتهما " تريبل كانوبي ". تقول الشركة ان الرجلين طردا مع مشرفهما الذي انكر فعلته المسيئة. اليوم يقوم شيبرد و شميدت بمقاضاة الشركة . في دعواهما يزعمان بانهما طردا " انتقاما منهما بسبب تقريرهما الخاص بالفعل الاجرامي الذي كانا شاهدين عليه"، يقول شيبرد " اعتقد اننا طردنا لأنهم ارادوا التستر على الحادث".
شركة تريبل كانوبي لا تنفي حدوث اطلاق النار لكنها تقول ان الحقائق موضع خلاف منه ما الذي سبّب اطلاق النار. تقول الشركة انها لا تمتلك دليلا على تضرر احد من الحادث. من جانبه أقر شميدت بانه اطلق النار من سلاحه في ذلك اليوم على محرك احدى السيارات التي لم تتوقف. تصر الشركة على ان الرجلين تعرضا للطرد لعدم ابلاغهما عن الحادث فورا و ليس انتقاما منهما كما يدعيان . يقول لي فان ارسديل الرئيس التنفيذي في الشركة " انهما لم ينفذا سياستنا، فنحن نطلب بلاغات فورية عند وقوع أي حادث يستخدم فيه السلاح، و ان على المستخدمين الابلاغ فورا الا ان شيبرد و شميدت ابلغا عن الحادث بعد وقوعه باكثر من 48 ساعة و ليس 30 ساعة كما يدعيان"، كما ذكرت الشركة انها أجرت مقابلة مع قائد المجموعة ، يقول ارسديل " لقد انكر الحادث، لكنهما يقولان انه حدث. انهما يتهمانه و هو بدوره يتهمهما ".
لم تتمكن اخبار ان بي سي من التوصل الى قائد المجموعة، كما ان هاتفه كان مفصولا ، و تقول الشركة انها لا تستطيع الجزم بان احدا قد اصيب، يقول ارسديل " اتمنى من كل قلبي و ادعو الله ان لا يكون احد قد اصيب، فليست هناك تقارير عن اصابات".  بالنسبة لشميدت و شيبرد فانهما يخافان على عملهما،حيث يقول شميدت " من الواضح ان هذا الرجل غير مستقر و خارج عن السيطرة و في الحقيقة كنا خائفين على حياتنا ". تقول الشركة انها قامت بالتقصي حول  اطلاق النار، و قابلت المستخدمين المعنيين، و انها نظمت ملفا بالموضوع بمشاركة المتعاقد الاساسي شركة (كيلوك براون و روت) التي تعمل لصالحه ، و انها ابلغت الجيش الأميركي بالحادث بعد ثلاثة أيام من علمها بحادث إطلاق النار. من جانبها قالت كيلوك – و هي شركة فرعية لشركة هاليبرتون – انها لن تعلق على الموضوع بسبب الخصومة المستمرة . قال ناطق باسم الجيش الاميركي في العراق ان المسؤولين ليس لديهم  نسخة من تقرير الشركة او اية تفاصيل عن اطلاق النار ـ بينما قال شميدت و شيبرد بان احدا لم يتصل بهما ، يقول شميدت " ليست هناك متابعة من اية وكالة حكومية ".
هذا الحادث هو ليس الحادث الوحيد، فهناك ادعاءات مماثلة تشمل شركات اخرى و ليس هناك متعاقد أمني واحد في العراق لم يواجه اتهامات بمهاجمة مدنيين . اما بالنسبة لشركة تريبل كانوبي فتقول ان هذه هي المرة الاولى التي تصدر فيها ادعاءات ضدها .
عن: نيويورك تايمز