سقط برشلونة الإسباني أمام مضيفه سلتيك الإسكتلندي بنتيجة (1-2) ضمن المرحلة الرابعة من دوري المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

على معقل "سلتيك بارك" نجح الثنائي الكيني فيكتور وانياما وزميله توني وات من توقيع هدفي سلتيك في الدقيقتين (21) و(83) توالياً، في حين وقّع الهدف الشرفي لبرشلونة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي (90+1).

ويعد هذا الفوز تاريخياً لسلتيك حيث ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد إذ حقق الفوز على أفضل أندية القارة العجوز في هذه الأيام إضافة إلى تناسب ذلك مع عيد ميلاده الـ125، علاوة على تأمين الوصافة الراهنة للمجموعة.

وبهذه النتيجة، يبقى برشلونة متصدراً للمجموعة الرابعة بـ9 نقاط يليه وصيفه سلتيك بـ7 نقاط في حين يحلّ بنفيكا البرتغالي الفائز على سبارتاك موسكو الروسي (2-0) في المركز الثالث بمجموع 4 نقاط، مع اكتفاء ممثل الروس بالمركز الأخير وضمان الخروج النهائي من البطولة.

ما من أغلبية توقّعت تحرّكاً اسكتلندياً جريئاً نحو عرين فالديز في الدقائق العشرين الأولى نظراً للمعطيات الراهنة التي كان أبرزها وصول نسبة الاستحواذ على الكرة إلى 82%، حتى جاءت الدقيقة الـ21 بخبر صاعق كانت كدلو من الماء البارد سُكب على كتيبة فيلانوفا التي فاجأها الكيني اليافع (21 ربيعاً) فيكتور وانياما برأسية ممتازة استغلّ فيها قصر القامة الفادح لجوردي ألبا ليقفز عالياً ويغالط فالديس بعد ركنية مميزة في القائم الثاني من زميله شارلي مولغرو.

عقب تكبّده الهدف الافتتاحي كان ترقّب ردّة فعل كتالونية قوية أمراً منطقياً ولا سيما أنّ تقدّم سلتيك كان مستفزاً لضيفه باعتباره جاء معاكساً لمنطق الأحقية، فتحرّك برشلونة سريعاً وضاعف من جهوده لتدارك النقص العددي على مستوى النتيجة وكانت أولى الملامح واضحة من تسديدة ألفيس القوية التي اصطدمت بمدافع سلتيك النيجيري إيف أمبروز (25(.

فرصة البرازيلي ألفيس لم تكن سوى ذرّ رماد في العيون حيث جاءت ممهّدة للمحاولة الأشد خطراً للبلاوغرانا في هذا الشوط الأول وكانت من توقيع نجمه ميسي الذي انسلّ في وسط منطقة جزاء سلتيك واستثمر عملاً جماعياً مميزاً مع إنييستا ليسدّد بعدها كرة رائعة لم يشاهدها فورستر سوى في العارضة لتمرّ برداً وسلاماً على المرمى الاسكتلندي وتؤجّل هدف "ليو" الأول منذ مجيء مولوده تياغو بعد إخفاقه سابقاً في زيارة مرمى سلتافيغو ضمن مواجهة "لا ليغا".

على طغيان حالة سوء الحظ التي هيمنت على أداء برشلونة انتهت حكاية هذا الشوط الأول الذي لم يحفل بأحداث كثيرة عدا هيمنة برشلونة في مقابل "طعنة" الكيني وانياما.

لم تكن بداية النصف الثاني من الحوار الإسباني- الاسكتلندي مغايرة لما انتهت إليه في شوط المباراة الأول، حيث استمر أصحاب الأرض بالتكتل في مناطقهم الخلفية وأكمل برشلونة حملاته الساعية إلى بلوغ نقطة التعادل.

اعتمد البرشا في هذا الشوط على أسلوب التمويه ومحاولة "إطماع" خصمه المتشبث بواجباته الدفاعية وإقناعه بقبول اللعب وجرّه إلى النسق الذي يعشقه سليلو "لاميسيا"، ولكن لا فائدة جناها أبناء كتالونيا من هذه الخطة بحيث لا تسديدة ميسي اليمينية التي كانت يسيرة على الحارس فورستر (55)، ولا مشاكسة سانشيز وتسديدته الخطيرة التي ردّها حارس سلتيك بمساندة دفاعه (60)، نجحت في اختراق الخرسانة المسلحة التي أتقن المدافعون حبكها.

شعر مدرب برشلونة بضرورة إجراء تغييرات تعطي فريقه نفساً جديداً يحاول من خلاله فك الشفرة البريطانية المعقدة، فبادر بإقحام كل من جيرارد بيكيه العائد بعد غياب طويل مكان مارك بارترا وسيسك فابريغاس عوضاً عن الكاميروني ألكس سونغ (71)، في مقابل زج مدرب سلتيك نيل لينون بالمهاجم توني وات في نفس الدقيقة.

دخول وات لم يكن عادياً فبعدما وطئت قدمه الميدان بعشر دقائق نجح في وضع بصمته على المباراة بتوقيعه الهدف الثاني (83) الذي استغلّ فيه هفوة فادحة من رجل الخبرة شافي هيرنانديز وانسلّ بين دفاعات البرشا لينفرد بالحارس فالديز ويضع الكرة في المرمى مطلقاً رصاصة الرحمة في سيناريو مشابه لما حدث في الشوط الأول الذي جسّد "خيانة الكرة".

ما تبقى من المباراة لم يشهد حدثاً أبرز من ذلك الذي أعلنته الدقيقة 91 التي حملت هدفاً شرفياً لبرشلونة ولكن المهمّ فيه هو أنّه من إمضاء ميسي الذي تمكّن أخيراً من إهداء مولوده الجديد الهدف المأمول برغم أن الهدية كانت منقوصة باعتبارها كانت مصحوبة بهزيمة أولى لبرشلونة في هذا الموسم.