قال الرئيس السوري بشار الأسد في حديث تلفزيوني نُشرت مقتطفات منه على الإنترنت، امس الخميس، إنه لا يتوقع أن يقدم الغرب على التدخل العسكري في سوريا، محذرا من أن تكلفة تلك الخطوة أكبر من أن يتحملها العالم.
وقال الأسد في حديث خاص لقناة (روسيا اليوم) "أعتقد أن كلفة الغزو الاجنبي لسوريا لو حدث ستكون اكبر من ان يستطيع العالم بأسره تحملها لأنه اذا كانت هناك مشاكل في سوريا... فان ذلك سيكون له اثر الدومينو الذي سيؤثر على العالم من المحيط الأطلسي الى المحيط الهادئ".
وأضاف في الحديث الذي أجري باللغة الانجليزية ونشرت مقتطفات منه بالعربية على موقع القناة على الإنترنت "لا اعتقد ان الغرب يمضي في هذا الاتجاه لكنه إذا فعل فلن يكون بوسع أحد أن يتنبأ بما سيحدث بعد ذلك".
ولم يتضح متى أجريت المقابلة مع الأسد لكن المحطة قالت إنها ستبثها كاملة اليوم الجمعة.
وقال الأسد الذي يقاتل لإخماد انتفاضة ضد حكمه منذ 19 شهرا: إن عليه أن "يعيش ويموت في سوريا" فيما بدا انه رفض لفكرة الخروج الآمن التي يمكن أن تشكل احد الطرق لإنهاء الصراع في البلاد.
وقال "أنا لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب الى الغرب او الى أي بلد آخر . انا سوري انا من صنع سوريا وعلي أن أعيش وأموت في سوريا".
من جانب آخر قالت السلطات السورية إنها "ستقف بحزم" ضد ما وصفتها بأنها "محاولة لزج الفلسطينيين" بما يجري على أراضيها، واتهمت "مجموعات إرهابية" بتصعيد هجماتها في مخيمات دمشق ودرعا، ودعت كافة الفصائل إلى "الابتعاد عن ما يخطط لها"، وذلك بعد أيام على إغلاق مكاتب حركة حماس في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر مسؤول لم تكشف هويته في وزارة الخارجية والمغتربين قوله، إن سوريا "ستقف بحزم ضد أي محاولة لزج الفلسطينيين بما يجري فيها من أحداث في سوريا".
واعتبر المصدر أن ما تعانيه سوريا الآن "يأتي في جزء كبير منه لمواقفها الداعمة" للفلسطينيين، وطالب "كافة فصائل الشعب الفلسطيني وتنظيماته وقياداته بالابتعاد عما يخطط لها من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة التي أعلنت ارتباطها بالمخططات المعادية لتطلعات الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة خدمة لمصالح إسرائيل وداعميها".
من جهته، نقل المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس بياناً للحركة يؤكد مداهمة أجهزة الأمن السورية لمقراتها الأساسية في العاصمة دمشق، بينها منزل رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، الذي صادرت محتوياته بالكامل وأغلقته.
وقال بيان صحفي مقتضب صادر عن المكتب الإعلامي بالحركة، إن العملية جرت الاثنين الماضي، وتخللها مصادرة لسيارات مشعل، وفي اليوم التالي (الثلاثاء) قامت قوات الأمن بمداهمة واقتحام وإغلاق مكتب عماد العلمي، عضو المكتب السياسي للحركة، ومصادرة السيارات التابعة له.
وتواصلت عمليات المداهمة الأربعاء لتشمل منزل ومكتب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن أبو مرزوق قوله، في تعليق على صفحته بموقع "فيسبوك" إن "مجموعة من المخابرات السورية ـ فرع فلسطين ـ أغلقت باب منزله في سوريا (وهو مؤجر) وأعلى المنزل يوجد المكتب، حيث قاموا بإحصاء موجودات المكتب."
وأضاف: "إغلاق المكتب لا يغلق صفحة التاريخ.. فقد سجلت في هذه المكاتب والمنازل أحداثاً لا تنسى والتقينا فيها بشخصيات لها في التاريخ مكان" متسائلا "ما هي الرسالة السياسية التي يحاولون إرسالها للحركة وهي لم تسيء لأحد، لكنها وقفت مع شعب عظيم كريم أصيل يشرف من يكون على رأسه ويدير أمره بإرادته وخياره".
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.