أعلنت السفارة الأمريكية في العراق، أمس الأول الأربعاء، عن انتهاء هيئة سلامة النقل الوطني الأمريكي من تدريب 22 عراقيا على التحقيق في حوادث الطائرات، فيما عدت أن هذه التدريبات تأتي ضمن إطار تطوير قطاع الطيران المدني في العراق وضمان معايير السلامة فيه.

وقالت السفارة في بيان صدر عنها، الأربعاء، وتلقت (المدى برس)، نسخة منه، إن "مسؤولي هيئة سلامة النقل الوطني الأمريكي زاروا مؤخرا العراق بغية تدريب 22 طالبا عراقيا من هيئة الطيران المدني العراقي وقيادة القوة الجوية العراقية على التحقيق في حوادث الطائرات."

وأضاف البيان أن "فترة التدريب استمرت من 14 لغاية 18 من شهر تشرين الأول الماضي في معهد التدريب الجوي"، موضحا أن "الغاية من عملية التدريب هي دعم جهود العراق في تلبية معايير التحقيق التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولية."

من جانبه، أكد السفير الأمريكي في العراق ستيفن بيكروفت أن "عملية التدريب تعد خطوة هامة للجهود التي تبذلها هيئة الطيران المدني العراقي لتطوير قدراتها على المدى البعيد وضمان سلامة قطاع الطيران المدني في العراق." وتعد هذه الخطوة هي الأولى من نوعها لتدريب كوادر عراقية للتحقيق بحوادث الطيران خصوصا وأن العراق يفتقد لمثل هذه الخبرات منذ بدء تشكيل الدولة العراقية، إذ كان يشكك في أغلب التحقيقات التي أجرتها الحكومات العراقية المتعاقبة في حوادث سقوط بعض الطائرات خصوصا تلك التي كانت تقل بعض المسؤولين.

وعانى قطاع الطيران المدني العراقي من توقف تام وعزلة كبيرة وهجرة كبيرة لكوادره خلال تسعينيات القرن الماضي بسبب العقوبات التي فرضت على العراق عقب غزو نظام صدام حسين للكويت في الثاني من آب عام 1990، فيما شهدت مدة ما بعد نيسان 200 عمليات اغتيال طالت العشرات من الطيراين العراقيين.

وكان العراق والولايات المتحدة وقعا في نهاية تشرين الثاني 2008، وإضافة إلى اتفاقية سحب القوات اتفاقية ثانية سميت (الإطار) وتهدف لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية مع جمهورية العراق إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية، فضلاً عن توفير مهمة مستدامة لحكم القانون بما فيه برنامج تطوير الشرطة والانتهاء من أعمال التنسيق والإشراف والتقرير لصندوق العراق للإغاثة وإعادة الإعمار، ومن المؤمل أن تستمر هذه الاتفاقية إلى سنين عديدة.