يمكن ان نعد الساعات المتبقية حتى انطلاق مباراة منتخبنا الشاب مع نظيره الياباني في الدور ربع النهائي من نهائيات بطولة أمم آسيا للشباب بأنها تساوي شهوراً من الجهد والتحضير وما انفق من مال من اجل نيل مقعد في مونديال تركيا العام المقبل ، ومواصلة رحلة البحث عن اللقب السادس في تاريخ البطولة وبخلاف ذلك يصبح الفشل عنواناً صريحاً لمهمة شبابنا وملاكهم التدريبي بالرغم من نجاحه في دفع ثلة من اللاعبين المقتدرين لتمثيل المنتخبين الاولمبي والوطني في الاستحقاقات القادمة.
أتمنى ان يكون المدرب حكيم شاكر قد تفهم السطور أعلاه بما يتواءم مع مصلحة الكرة العراقية ، فالرجل اجتهد وأنه يمتلك من معلومات توافرت له من خلال دورة محدودة في أوروبا وما حصدته خبرته في تجارب الأندية المحلية طوال تواجده في المنطقة الفنية من مسابقات الدوري ، لكنه بكل تأكيد سيكون على محك أهم اختبار وطني مع منتخبنا لا ينفع معه التبرير في حال أخفق بإيجاد الحلول الذكية لمجابهة المارد الياباني ومدربه المغرور الذي سقط في تصريح فض بقوله " سأواجه العراق في نزهة قصيرة " ! وكان أولى بشاكر التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وألا ينزلق بالرد العاجل والمنفعل " سأجعل المباراة جحيماً على اليابانيين" ! لأنه في هذه الحالة لم يتعامل بحكمة كما يفترض فالرد الحقيقي يكون على ارض الملعب وليس عبر أجهزة الإعلام المحلية التي بالتأكيد تساند مهمة شبابنا وتدعم مهمتهم الصعبة لتحقيق انجاز جديد صبرنا عليه 12 عاماً .
العراق قادر على تعليم اليابان كيف تودع أمم آسيا على خطى الآخرين وتدفع ثمن سوء إعداد لاعبيها نفسياً بعد إن جاهر مدرب منتخبها علانية انه اختار المركز الثاني في مجموعته الأولى " تفادياً لمواجهة كوريا الجنوبية ولسهولة الفوز على اُسود الرافدين الصغار" على حد قوله ، ويبدو انه لم يتعلم من منطق اللعبة الماكرة التي لن تنتصر لمن يستصغر منافسيه ، ويقلل من شأنهم ولدى حكيم شاكر أوراق مفاجئة حقاً ستؤكد صحة المنطق بعد ان ثبت حضورها الفاعل أمام تايلاند الذي هدد فرق المجموعة بداية وأظهر جدية كبيرة في شق طريقه للاستئثار بإحدى بطاقتي المجموعة لكنه فتح شباكه أمام قوة الأسود ثلاث مرات ليودع البطولة بحسرة بعدما أيقن حجمه الطبيعي من دون مغالاة.
لا نريد من شبابنا اندفاعاً سلبياً لحسم اللقاء من بدايته فذلك يؤدي الى كشف خط الظهر وحصول هجمات مرتدة يجيدها أبناء الساموراي لاسيما ان رجوع لاعبينا للتغطية لم يزل دون مستوى الطموح ويشكل تهديداً حقيقياً بسبب عدم التوازن في تبادل الأدوار بين لاعبي الوسط لإسناد المدافعين وفشلهم احياناً في فرض الرقابة اللصيقة ما يضعهم في موقف حرج عند تسجيل هدف مباغت يصعب تعديل نتيجته مع مرور الوقت في هكذا مباريات حاسمة ، ولهذا يجب ان يتحذر منتخبنا من الانتشار في نصف ملعب اليابان بحسابات دقيقة لتمركز لاعبيه في الخلف تأميناً لمرمى محمد حميد الذي من دون شك نعوّل كثيراً على ثبات مستواه وشجاعته في احباط الكرات الخطرة وحسن تنسيقه مع لاعبي الدفاع لشل قدرات مهاجمي الخصوم وافساد محاولات هز الشباك.
نأمل ان يثبت لاعبونا الشباب أقدامهم اليوم ويقفوا نداً قوياً امام منافسيهم ويفرضوا هيبة المنتخب الذي يستحق مواصلة الزحف نحو اللقب فالجماهير العراقية تترقب انجازاً مماثلاً لما صنعه منتخب الناشئين ويليق بمنجز الجيل الجديد في هذا الزمن الذي بات صوت القاعدة الكروية أعلى من أي وقت مضى بفضل اهتمام اتحاد الكرة بالفئات العمرية على صعيد المنتخبات منذ عام 2008 حتى الآن والذي نتمنى ان تكتمل رعايته لإطلاق دوريهم في توقيت يسبق مباريات الكبار لكي نكسب مواهب مؤهلة لتمثيل بلدنا في محافل قارية وعالمية كالتي يقودها المدربان الكفوءان موفق حسين وحكيم شاكر.
نزهة في الجحيم!
[post-views]
نشر في: 10 نوفمبر, 2012: 08:00 م