اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نزهة في الجحيم!

نزهة في الجحيم!

نشر في: 10 نوفمبر, 2012: 08:00 م

يمكن ان نعد الساعات المتبقية حتى انطلاق مباراة منتخبنا الشاب مع نظيره الياباني في الدور ربع النهائي من نهائيات بطولة أمم آسيا للشباب بأنها تساوي شهوراً من الجهد والتحضير وما انفق من مال من اجل نيل مقعد في مونديال تركيا العام المقبل ، ومواصلة رحلة البحث عن اللقب السادس في تاريخ البطولة وبخلاف ذلك يصبح الفشل عنواناً صريحاً لمهمة شبابنا وملاكهم التدريبي بالرغم من نجاحه في دفع ثلة من اللاعبين المقتدرين لتمثيل المنتخبين الاولمبي والوطني في الاستحقاقات القادمة.
أتمنى ان يكون المدرب حكيم شاكر قد تفهم السطور أعلاه بما يتواءم مع مصلحة الكرة العراقية ، فالرجل اجتهد وأنه يمتلك من معلومات توافرت له من خلال دورة محدودة في أوروبا وما حصدته خبرته في تجارب الأندية المحلية طوال تواجده في المنطقة الفنية من مسابقات الدوري ، لكنه بكل تأكيد سيكون على محك أهم اختبار وطني مع منتخبنا لا ينفع معه التبرير في حال أخفق بإيجاد الحلول الذكية لمجابهة المارد الياباني ومدربه المغرور الذي سقط في تصريح فض بقوله " سأواجه العراق في نزهة قصيرة " ! وكان أولى بشاكر التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وألا ينزلق بالرد العاجل والمنفعل " سأجعل المباراة جحيماً على اليابانيين" ! لأنه في هذه الحالة لم يتعامل بحكمة كما يفترض فالرد الحقيقي يكون على ارض الملعب وليس عبر أجهزة الإعلام المحلية التي بالتأكيد تساند مهمة شبابنا وتدعم مهمتهم الصعبة لتحقيق انجاز جديد صبرنا عليه 12 عاماً .
العراق قادر على تعليم اليابان كيف تودع أمم آسيا على خطى الآخرين وتدفع ثمن سوء إعداد لاعبيها نفسياً بعد إن جاهر مدرب منتخبها علانية انه اختار المركز الثاني في مجموعته الأولى " تفادياً لمواجهة كوريا الجنوبية ولسهولة الفوز على اُسود الرافدين الصغار" على حد قوله ، ويبدو انه لم يتعلم من منطق اللعبة الماكرة التي لن تنتصر لمن يستصغر منافسيه ، ويقلل من شأنهم ولدى حكيم شاكر أوراق مفاجئة حقاً ستؤكد صحة المنطق بعد ان ثبت حضورها الفاعل أمام تايلاند الذي هدد فرق المجموعة بداية وأظهر جدية كبيرة في شق طريقه للاستئثار بإحدى بطاقتي المجموعة لكنه فتح شباكه أمام قوة الأسود ثلاث مرات ليودع البطولة بحسرة بعدما أيقن حجمه الطبيعي من دون مغالاة.
لا نريد من شبابنا اندفاعاً سلبياً لحسم اللقاء من بدايته فذلك يؤدي الى كشف خط الظهر وحصول هجمات مرتدة يجيدها أبناء الساموراي لاسيما ان رجوع لاعبينا للتغطية لم يزل دون مستوى الطموح ويشكل تهديداً حقيقياً بسبب عدم التوازن في تبادل الأدوار بين لاعبي الوسط لإسناد المدافعين وفشلهم احياناً في فرض الرقابة اللصيقة ما يضعهم في موقف حرج عند تسجيل هدف مباغت يصعب تعديل نتيجته مع مرور الوقت في هكذا مباريات حاسمة ، ولهذا يجب ان يتحذر منتخبنا من الانتشار في نصف ملعب اليابان بحسابات دقيقة لتمركز لاعبيه في الخلف تأميناً لمرمى محمد حميد الذي من دون شك نعوّل كثيراً على ثبات مستواه وشجاعته في احباط الكرات الخطرة وحسن تنسيقه مع لاعبي الدفاع لشل قدرات مهاجمي الخصوم وافساد محاولات هز الشباك.
نأمل ان يثبت لاعبونا الشباب أقدامهم اليوم ويقفوا نداً قوياً امام منافسيهم ويفرضوا هيبة المنتخب الذي يستحق مواصلة الزحف نحو اللقب فالجماهير العراقية تترقب انجازاً مماثلاً لما صنعه منتخب الناشئين ويليق بمنجز الجيل الجديد في هذا الزمن الذي بات صوت القاعدة الكروية أعلى من أي وقت مضى بفضل اهتمام اتحاد الكرة بالفئات العمرية على صعيد المنتخبات منذ عام 2008 حتى الآن والذي نتمنى ان تكتمل رعايته لإطلاق دوريهم في توقيت يسبق مباريات الكبار لكي نكسب مواهب مؤهلة لتمثيل بلدنا في محافل قارية وعالمية كالتي يقودها المدربان الكفوءان موفق حسين وحكيم شاكر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram