أبدى مواطنون استغرابهم من عدم تدخل الحكومة في إيجاد حلول جذرية لإنهاء تفاقم عوادم السيارات ودخان مولدات الكهرباء التي تلوث سماء بغداد والمحافظات والتي باتت ظاهرة تؤثر في صحة المواطن وانتشار الأمراض الصدرية . ويشهد العراق في السنوات الأخيرة موجات من العواصف الترابية التي أصبحت هي الأخرى نقمة على المواطن, إذ أن الجزيئات العالقة التي تحملها تلك الأتربة تمتزج معها بالدخان المنبعث من العوادم وهو مايشكل مصدر خطر حقيقي على صحة الإنسان.
لمن المشتكى ؟
ويقول المواطن أحمد جبار في حديث لـ "المدى"، "يجب على الحكومة أن تقوم بواجبها إزاء هذه المشكلة لأن تلوث البيئة أصبح مصدر خطر جسيم على صحة ونفسية الإنسان العراقي, بينما يجب على الجهات المعنية محاسبة المخالفين وأن تجعل ضوابط تحد من هذه الظاهرة كأن تفرض غرامات مالية ".
فيما ترى المواطنة سارة محمد في حديث لها مع "المدى"، "على محافظة بغداد أن تقوم بالعمل من اجل تنفيذ مشروع الحزام الأخضر المحيط بالعاصمة, وأن تزيد من حملات التشجير لزيادة الرقعة الخضراء وتوفير الأوكسجين الذي افتقده الإنسان فضلا عن الحيوان في المدينة ".
وقود ضار
بينما أشار أمجد كريم, باحث مختبري إلى "أن على الحكومة تغيير نوعية الوقود المستخدم في السيارات, كذلك المولدات الموجودة في الأحياء ،فهذه الوسائل لها الأثر الكبير في إنتاج الرصاص في المناخ مما يؤدي إلى الاستنشاق المباشر لها من قبل الإنسان وبقية الكائنات الحية، وهذا مايستدعي إيجاد حل سريع لأن أغلب حالات السرطان سببها التلوث البيئي الحاصل". ويؤكد الدكتور فراس محمد أخصائي أمراض الباطنية " لا يمكن أن ننسب كل حالات السرطان إلى الوقود الملوث لأن تحديد أسباب مرض السرطان يحتاج إلى فحوصات طبية دقيقة، إذ يحذر محمد من بعض المواد المشتقة من النفط كطلاءات الأظافر ومستحضرات التجميل التي تحوي نسبا من مادة الرصاص المسرطنة ". وكانت وزارة البيئة قد أصدرت قرارا تابعته "المدى"، يقضي بمنع تزويد أصحاب معامل الطابوق بالنفط الأسود، مؤكدة "ضرورة توفير معامل ذات تكنولوجيا حديثة صديقة للبيئة بطاقات إنتاجية عالية ".وقال وزير البيئة سركون صليوة في بيان تلقت "المدى" نسخة منه، إن "استخدام معامل الطابوق للنفط الأسود له تأثيرات خطيرة على صحة المواطن وبيئته"، داعيا إلى "إصدار قرارات تقضي بمنع تزويد أصحاب تلك المعامل بهذا النفط" .
معامل صديقة للبيئة
وأكد صليوة "ضرورة توفير معامل ذات تكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة لإنتاج الطابوق بطاقات إنتاجية عالية تتوفر فيها مواصفات للسيطرة على الانبعاثات الغازية، مطالبا بـ"تحسين الواقع البيئي لمجمعات معامل الطابوق التي تعمل بالوقود الثقيل من خلال استخدام منظومات حرق آلية مصممة للعمل على هذا الوقود بالتنسيق مع المديرية العامة للتنمية الصناعية) .
وأشار إلى " أهمية تشجيع ترويج مجمعات معامل الطابوق التي تعمل بالتقنيات الحديثة واستخدام الوقود النظيف أو الطاقة الكهربائية في العملية الإنتاجية"، مشددا على " ضرورة مراعاة المسافة بين مجمعات إنتاج الطابوق للحيلولة دون زيادة حجم التلوث نتيجة استخدام الطرق البدائية التي تسبب بتلوث كبير للبيئة "، فيما طالبت الوزارة بأخذ رأيها قبل ترويج معاملات إنشاء معامل جديدة .
عوادم السيارات والمولّدات تلوّث الهواء
نشر في: 10 نوفمبر, 2012: 08:00 م