بمشاركة اكثر من خمسين اديبا وكاتبا وروائيا في محافظة دهوك نظمت مديرية النشاطات الادبية في دهوك اول ملتقى للرواية الكردية الخاصة بمنطقة بادينان والتي تشمل محافظة دهوك وضواحيها.
هلكورد قهار مدير النشاط الادبي في دهوك بين ان الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو للوقوف على المشاكل التي تعاني منها الرواية في محافظة دهوك وقال " لقد كان الشعر هو السائد في منطقتنا لفترة طويلة لكن في السنوات الأخيرة لاحظنا بروز روائيين في المحافظة، ولبحث كيفية تطوير هذا الفن والتغلب على المشاكل التي يعانون منها قمنا بتنظيم هذا الملتقى الذي شارك فيه الكثير من الروائيين والأكاديميين في جامعة دهوك".
طفرات كبيرة
وبين هلكورد ان الرواية في محافظة دهوك والتي تكتب باللهجة البهدينانية قد حدثت فيها طفرات كبيرة حيث ان مسيرتها بدأت في العام 1988 عندما صدرت رواية (الممر الضيق) للقاص كريم بياني وخطت خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة حيث تم نشر 51 رواية لحد الآن في حين وصل عدد الروائيين الى 25 في محافظة دهوك وهنالك الكثير من الروايات التي تنتظر دورها في الطبع". في بداية الملتقى ألقى الروائي كريم بياني كلمة عن روايته (الممر الضيق) التي نشرها في نهاية الثمانينات من القرن الماضي باعتبارها اول رواية كردية تكتب باللهجة البادينانية وقال " لقد كانت بمثابة محاولة اردت من خلالها ان ابين للغير ان لدينا ايضا طاقات ومؤهلات وقابليات لكتابة فن الرواية والذي يعد من الفنون الحديثة بالمقارنة مع بقية الفنون الأدبية". وبعدها القى الشاعر عارف حيتو محاضرة حول الجانب النفسي والاجتماعي في رواية منطقة بادينان وقال " هنالك الكثير من الجوانب واللمحات الاجتماعية والنفسية التي يمكن لنا ان نستنتجها من الروايات التي كتبت باللهجة البادينانية خلال السنوات الأخيرة والتي تجاوزت عن الخمسين رواية لحد الآن ".
أخطاء الروائيين
ولفت حيت الى ان هنالك الكثير من الأخطاء التي وقع فيها الروائيون اثناء كتابتهم لرواياتهم وخاصة عندما يتحدثون عن حالة اجتماعية او نفسية فيستخدمون مصطلحات لعلم النفس في غير مواضعها مثل الشيزوفرينا و انفصام الشخصية وموضحا بالقول " وكل هذا برأيي يعود الى عدم سعة افق الروائي وعدم المامه بالموضوع الذي يتناوله في روايته بكل ابعاده اذ كثيرا ما وقع اسيرا لفكرة محددة او تحت تأثير نزعة فردية لا يستطيع التملص منها".
من جانبه اشار القاص حسن السليفاني رئيس اتحاد ادباء الكرد الذي حضر جانبا من هذا النشاط الأدبي إلى انه " ظهرت منذ انتفاضة 1991عدد من الروايات الكردية في منطقة بادينان وخطت لحد الآن خطوات جيدة لكنها مازالت بحاجة الى دراسة كي تتطور بشكل افضل ".
الروائي عبدالكريم الكيلاني كان من ضمن المتواجدين في هذا الملتقى " نحن في بادينان بحاجة الى مثل هذه الملتقيات الخاصة بالرواية لأن هذا الفن مازال في بدايته والروائيين بحاجة الى التحاور فيما بينهم لتطوير مهاراتهم ".
وبخصوص الصعوبات التي يواجهها الروائي في بادينان من وجهة نظر الكيلاني فانها تكمن في ان الروائي بحاجة الى التغلغل بعمق في الروايات العالمية ودراسة تلك الروايات"والرواية هنا مازالت محتكرة في زوايا ضيقة من المجتمع ولم تشتمل على الهموم الكلية للفرد لذا فان هنالك شوطا طويلا امام المسيرة الروائية عندنا".
توظيف المكان
الأكاديمي رمضان حاجي الذي ألقى هو الآخر محاضرة حول المكان في الرواية قال " تم توظيف المكان بأشكال مختلفة وبنجاح من قبل الروائيين لكن المشكلة ان بعض الكتاب لم يجيدوا التعامل مع المكان باعتباره عنصرا توظيفيا في الرواية وانما تم التعامل معه كأي عنصر اخر اي انه لم يستطع الاستفادة منه كعامل مؤثر داخل الرواية علما ان الرواية الحديثة قد استفادت من المكان جيدا وجعلته احدى التقنيات الحديثة التي ينبغي الاستفادة منها". الكاتب فرهاد حاجي الذي قدم من مدينة زاخو للمشاركة في هذا الملتقى قال "تم طبع العديد من الروايات في منطقة بادينان لكن هذه الروايات لم ترق الى مستوى الطموح لأن اغلبها مازالت تفتقر الى الرؤية المعرفية الحادة فينبغي ان يمتلك الروائي ثقافة عامة ويكون دقيقا في اختيار مواضيعه ويكون قادرا على تغيير بعض المفاهيم من خلال عمله ".
من جهته اشاد الكاتب نزار بامرني بالجهود التي بذلت من اجل جمع هؤلاء الكتاب والروائيين الذين يعدون من خيرة الكتاب في المنطقة "لقد تم تقديم دراسات وافية في هذا الملتقى حول سبل تطوير الرواية الكردية وانني متفائل لأن الرواية في منطقتنا لم تمر بمراحل تطورها وانما قفزت وتطورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة ".