يقف منتخبنا الوطني على عتبة حرجة اليوم وهو يواجه شبح الإقصاء من تصفيات كأس العالم 2014 بعدما وجد نفسه آخر المنتخبات المتنافسة على نيل إحدى بطاقتي المجموعة الثانية في اختتام مرحلة الذهاب وفي رصيده نقطتان فقط قوّضت كثيراً من آمال الجماهير لرؤية بصيص ضوء المونديال.
وفي الوقت الذي يقف الإعلام الرياضي بجميع فئاته التلفازية والصحفية والإذاعية لتوفير مناخ تفاؤلي للأسود تحضيراً لمواجهة ضيوفهم النشامى الأربعاء المقبل بالرغم من المنغصات الكثيرة التي سبقت فترة الاستعداد وما تخللتها من قرارات ليست مفاجئة (من وجهة نظري) للمدرب البرازيلي زيكو بإبعاد عدد من اللاعبين وعدم رغبته بتواجد المدرب المساعد باسل كوركيس والمدير الإداري رياض عبد العباس في المرحلة المقبلة ، في ظرف كهذا يسجل الاعلام الرياضي موقفاً مهنياً قبل ان يكون وطنياً ، تنبري بعض وسائل الإعلام بتوقيت خاطىء لم يتحل بالحكمة لفرقعة أجواء المعسكر الحالي في الدوحة برصاص (الصراحة) الهجومية كالتي اطلقها كابتن المنتخب الوطني يونس محمود للفت الأنظار الى قضيته بشكل خاص بعد ان تظاهر بالبراءة امام ملايين المشاهدين أول من امس السبت بعدم استحقاقه الكارت الأحمر الذي اشهره زيكو له ولنشأت اكرم وقصي منير وكرار جاسم ، مؤكداً ان هناك أيدي خفية دفعت المدرب لمد يده الى جيبه واستخراج ذلك الكارت بالرغم من زعمه انه لم ينل الفرصة الكافية مع المنتخب وخاصة امام استراليا !
من دون شك وبعيداً عن الخطوط الساخنة التي منحت الفرصة ليونس كي يتقافز عليها بآرائه المتضاربة في هذا التوقيت بالذات أي قبل 72 ساعة من بدء الامتحان الأصعب للأسود أمام الأردن ، نجد ان السفاح لم يوفق في انتزاع حقه المغتصب " كما يدعي" لأنه تعامل مع قرار الإبعاد بانانية مقيتة متناسياً انه عضو في منتخب يجمع 23 لاعباً ولا يمثله بشكل فردي ، كما لا يتمتع بمزية خاصة تحول دون عزله وإنهاء خدماته في مباراة او مباراتين او مرحلة كاملة طالما ان القرار فني وذو سيادة فكرية يتحمل مسؤوليتها المدرب أول المحاسبين في حال مغادرة منتخبنا مجموعته بخفي حنين !
نعم إن قرار زيكو جاء مفاجئاً " حسب تفسير المتعاطفين مع يونس وزملائه " لانه صدر قبل 15 يوماً من موعد المباراة المصيرية في الدوحة ، ما ولـّد استياءً مريراً بين الجماهير الرافضة لفكرة الاستغناء عن اهل الخبرة وطالبوا اتحاد الكرة بالتدخل لاعادة النظر في القرار ، غير ان جدية زيكو وصرامة قناعته افشلتا مساعي التدخل في عمله ، وهو محق في ذلك لاننا لم نزل أسرى اسماء النجوم الكبار وكأن لا حياة للكرة العراقية من دون دماء المحترفين ، هذه الفرية التي انطلت على الجميع وخدّرنا بكبسولات تصريحاتهم وتوعدهم الخصوم حتى استسلم لهم بعض المتنفذين في الاتحاد منذ ان رفع السفاح كأس آسيا وهو يصرخ " نحن الاقوياء .. نحن الافضل .. ولا بدلاء لنا " ! ، وهكذا دفعنا ثمن بطولات وتصفيات مهمة منذ 2008 حتى الان بسبب تناولنا (كبسول) المحترفين!
لمن لم يفق من صدمة المرحلة الاولى للتصفيات، فان منتخبنا الجديد بزعامة نور صبري اصبح ورقة رهان زيكو لكسب الحظ السعيد ليس إلا من مبارياته الاربع المقبلة ، فما مضى من عقده مع اتحاد الكرة كان ( لعب وضحك .. بلا جد وحب) والدليل ان علاقة زيكو شابها الفتور مع اكثر من لاعب فقد ثقته به ولم يكن ودوداً معهم ، وعاش مستفزاً حتى مع رجالات الاتحاد الذين احتاروا كيف يؤمّنون سقفاً للتعايش معه بعدما وصف عملهم " يفتقد الاحترافية والمنهجية " وربما كان جريئاً في الاعتراف انه تورط بامضاء عقد فاشل من اساسه لعدم تمعنه بظروفنا وقصر نظرته تجاه طبيعة اللاعب العراقي التي شكا منها فييرا واولسن وسيدكا بانه " متمرّد ومدلل ومتكاسل " مع المدربين الضعفاء و "مزاجي الاداء وبخيل العطاء" لمن يضع مركزه تحت تهديد لاعب شاب!
اعتقد ان على وسائل الاعلام المحلية ان تحذو حذو شقيقتها في الاردن التي لم تتأثر بالخسائر المتلاحقة التي تجرعها النشامى امام اليابان (0-6) وعُمان (1-2) والبحرين (0-3) ووجدت ان مساندة المدرب عدنان حمد في المهمة المونديالية خير وأجدى من تناثر انتقادات مؤلمة لا تؤدي إلا المزيد من الضغوط السلبية وتوتر الاجواء في وقت يستلزم توفير اقصى عوامل التشجيع للملاك التدريبي واللاعبين ، ويمكن بعد فضّ المهمة بنجاح توحيد الجهود لانقاذ المنتخب من مسببات كبواته ومحاولة اعادة أمله إن كان هناك أمل بعد امتحان الاربعاء!