أيها العراقيون اذا كنتم مستعدين لتصديق اكذوبة ان اشخاصا خدموا في بلاط الطائفية منذ عام 2003، يستطيعون ان يشكلوا احزابا وتيارات ذات صبغة مدنية، يكون شعارها الوطن للجميع ، فهذا يعني انكم تتلذذون بان تعيشوا دور المخدوع، الذي أدمن على خطب وشعارات منتهية الصلاحية وفاسدة.
تسع سنوات لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما امعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على ايديهم ، كانت المصائب والمآسي تصب على رؤوس العراقيين ، لنصحو جميعا على دولة يعيث فيها فسادا أمراء الطوائف .
من ينسى صراخ النجيفي وهو يحذرنا من النزعات الطائفية الضيقة، ولعل كلمات المالكي لايزال صداها يتردد في الفضاء حين طالبنا جميعا ان لا نصغي الى الحكومات التي تنفث في نار الطائفية .. اليوم تثبت الوقائع ان النجيفي كان يضحك علينا ، وان المالكي كان يشحذ الهمم للدفاع عن الرفيق بشار الاسد .. ومن لايصدق عليه ان ينظر الى خارطة التحالفات الجديدة التي تشكلت لخوض انتخابات مجلس المحافظات، فقد نقلت الينا وكالات الانباء امس خبرا يقول ان تحالفا سياسيا يضم دولة القانون والمجلس الاسلامي الاعلى ومنظمة بدر سيدخل الانتخابات في العديد من المحافظات .. ولم ينته الخبر حتى فاجأنا اعداء اخرون للطائفية بتشكيل تحالف جديد ابطاله اسامة النجيفي ورافع العيساوي .
وسيسأل سائل ما الضير ان تندمج أحزاب وتتحالف تيارات لتشكيل كيانات سياسية تسعى للحصول على السلطة من خلال صناديق الاقتراع ؟ أليست هذه الديمقراطية التي تتحدثون بها وتكتبون عنها، وسأقول ان كل ممارسة سياسية سلمية امر مرحب به ما دامت لا تستخدم العنف طريقا للحكم ، لكن المطلوب اولا وثانيا وثالثا ان تبنى هذه التكتلات على ارضية وطنية خالصة ، لا على مربعات وخنادق طائفية.
ان تتنافس هذه القوى فيما بينها من اجل خدمة الوطن والناس، فهذا امر سنقف جميعا لدعمه ، اما ان تصطف هذه القوى وراء مشروع طائفي يحاول استخدام وسائل ابهار جديدة ، واطلاق بعض صواريخ الألعاب النارية من اجل ان تظل الاجواء مشتعلة والفتن متيقظة ، ولا يهم في هذه الحالة أن تتراجع مصالح الوطن مادامت مصالحهم الخاصة في ازدياد.
لقد ظل سياسيونا مصرين على اعتقال ارادة العراقيين داخل أسوار الطائفية والإحساس بالخطر من الآخر ، وافتعلوا أزمات سياسية محبوكة، ، بالتوازي مع اشاعة افلام الرعب من الخطر الخارجي الذي يحيق بابناء الطائفة، مراهنين على أن المواطن سيلغي عقله، وينصرف تماما إلى البحث عن غطاء طائفي يحميه من غدر الاخرين.
على هذه الأوتار يعزف الآن مرشحو انتخابات مجالس المحافظات ، متقمصين شخصية حامي الطائفة والمدافع عن مظلوميتها ، والساعي الى تأمين الخائفين وتهدئة المرعوبين.
في انتخابات 2005 وبعدها انتخابات 2010 التي جرى تخطيطها وتصميمها طائفيا ، اكتشف الناس ولو متأخرا ان سياسيي الطوائف لم يقدموا خلال هذه السنوات الماضية سوى اداء كاريكاتيريا مضحكا وان مرشحيهم كانوا يخبئون دول الجوار تحت ثيابهم ، وظلوا حتى هذه اللحظة شركاء في تدمير الشخصية العراقية.
وأسأل اصحاب التحالفات الجديدة ما الذي قدمتموه للناس؟ أليس العراقيون بجميع طوائفهم متضررين، من فساد النخبة السياسية ومن انعدام الأمان ونقص الخدمات وأزمة السكن والبطالة والمحسوبية والرشوة والانتهازية وعصابات كاتم الصوت وسراق المال العام؟هل حال كربلاء أفضل من حال صلاح الدين ؟ أم حال الأنبار أسوأ من حال ميسان ؟
ان خفافيش الطائفية ، هم جميعا من افسد وسرق ونهب وقتل على الهوية ، لا فرق بين سياسي طائفي سواء أكان شيعيا أم سنيا فالاثنان شركاء في تخريب الوطن وسرقة أحلام الناس.
إننا نحتاج اليوم إلى احزاب وتكتلات هدفها اشاعة روح المواطنة وبث الامن والتسامح وقيم المحبة بين العراقيين والاهم مطلب اشاعة القانون وتطبيقه على الجميع، وهي القضية التي تبدو مهملة وغائبة خلف غبار كثيف من الخطب والشعارات والهتافات الطائفية.
لانريد اندماجات وتحالفات تطرح خطابا واحدا، حتى يكاد يشعر المتابع أنهم جميعا يرددون نصا واحدا وحيدا ينطلق من شعار " انا وحدي وليذهب الآخرون الى الجحيم ".
المضاربة بالطائفية في بورصة الانتخابات
[post-views]
نشر في: 13 نوفمبر, 2012: 08:00 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
فاروق الشمري
عزيزب ابو حسين هؤلاء ليسوا حماة الطائفه بل حرامية الطائفه.. لايوجد لديهم شيئ يقدمونه لهذا الشعب سوى هذه البضاعه البخسه ليدعوا الجهلة والاميين وفاقدي الوعي لانتخابهم اهم لصوص مع سبق الاصرار