TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مع مرور الذكرى الـ 228 لتأسيسها..السليمانية..فاتنة تعزف بقيثارة الحضارة أناشيد الرقي

مع مرور الذكرى الـ 228 لتأسيسها..السليمانية..فاتنة تعزف بقيثارة الحضارة أناشيد الرقي

نشر في: 16 نوفمبر, 2012: 08:00 م

... وأنت تدخل محافظة السليمانية  تبهرك شوارعها الرئيسية العريضة المنفتحة على فضاء وقمم جبال تحتضن المدينة الحديثة التكوين من مختلف جهاتها، أطلق عليها عشاقها  "بلورة كردستان العراق"  تغطيها أردية الثلوج البيضاء شتاءً، وتتمرد جبالها على قسوة بردها برداء الطبيعة الأخضر في الربيع والصيف. قال عنها صحفي أوربي إنها مدينة أوربية يتكلم أهلها اللغة الكردية. التي أنجبت بلهجتها السورانية الكردية العديد من الكتاب والروائيين العراقيين الكرد أمثال نالي ومولوي ومحوي وكوردي وبيرميرد وكوران وفائق بيكس وشيركو بيكس وآخرين.

السليمانية مدينة جمعت بين ألق الماضي في متحفها الرئيس وبين انطلاقها الى المستقبل كمدينة عصرية ومعاصرة، توجد في متحفها  دلالة التأريخ العراقي وعمقه وأصالته وتفرده ، لهذا أطلقت زوجة رئيس الجمهورية، هيرو إبراهيم احمد، مبادرة للوقوف على ماهية الكنوز الموجودة في متحف السليمانية وتصنيفها وهو ما أسفر - حتى الآن - عن اكتشافات جديدة تؤكد أن البابليين سبقوا "فيثاغورس" بنحو 1750 سنة، وعرفوا الصفر ورسموه بعلامة مميزة قبل غيرهم من الشعوب والأمم، مثلما قادت للعثور على رقيم يتيح إكمال النقص في ملحمة كلكامش، واكتشافات تاريخية أخرى مثيرة.

اكتشافات في عمق التأريخ

وقال الخبير الآثاري البروفيسور فاروق الراوي ، أستاذ اللغات القديمة والآثار في جامعة لندن  والباحث في المتحف البريطاني، وهو من بين من استعان بهم متحف السليمانية ، في إطار مبادرة "هيرو خان" (لقب خان يطلق احتراماً على المرأة في إقليم كردستان)، إن المبادرة تهدف من بين أمور أخرى، إلى "وضع سجل متكامل (فهرسة) عن مقتنيات متحف السليمانية من النصوص الرافدينية القديمة، مشيراً إلى أنه تم "التحري عن أكثر من خمسة آلاف نص بلغات مختلفة هي بحسب القدم السومرية، الأكدية، البابلية، الآشورية، العيلامية، الآرامية، العبرية، والسريانية والعربية". وعلى حافظة التأريخ هذه تهب تيارات هواء شرقية تسمى باللغة الكردية «ره شبا» أي «الهواء الأسود» فتعطل الحركة أحيانا فيها، لكن الناس في السليمانية يتعاملون معها كما لو أنها غير موجودة ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية، بعض التعطل في الحركة يشتمل على الذين لا تغريهم تقلبات الطبيعة!

عندما كانت إمارة

كانت السليمانية معروفة قبل تأسيسها كمدينة حديثة في 1784 ميلادية إذ أنها كانت عاصمة لإمارة بابان الكردية، وقد كانت المناطق القريبة من السليمانية المتمثلة بعاصمة البابانيين مدينة " قلاجوالان "ساحة معركة إبان الصراعات الصفوية العثمانية ولذلك قام إبراهيم باشا بابان في عام 1783 بتأسيس مدينة جديدة لتصبح عاصمة لإمارة بابان وفي عام 1785، أنهى إقامة أسواق التجارة وقصر الحاكم وانشأ سوقاً فيها، فبدأ سكان القرى المجاورة بالانتقال الى المدينة الجديدة وظلت مدينة السليمانية عاصمة الإمارة البابانية حتى عام 1851 م في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلادي كانت مدينة السليمانية مركزا للثقافة القومية والحركات السياسية الكردية ومنها أعلن محمود الحفيد ثورته ضد الاحتلال البريطاني في 22 أيّار 1919 وقام بإلقاء القبض على المسؤولين البريطانيين في المدينة وأعلن دولة مستقلة للكرد وان السليمانية هي عاصمتها وأعلن الاحتلال البريطاني اعترافه بهذه الدولة وإعلان محمود الحفيد ملكاً عليها لإسكات سكان السليمانية وإيقاف ثورتهم.

أصل التسمية

وبحسب المؤرخ الكردي المعروف كريم زند: فإن "تسمية السليمانية قد تباينت فيها الآراء فمنهم من يعتقد انه تم العثور أثناء الحفر  في بناء المدينة على خاتم نقش عليه اسم سليمان وتيمناً بالخاتم واسم النبي سليمان سميت المدينة بالسليمانية، وهناك رأي آخر يقول إنها سميت باسم سليمان باشا الكبير والي بغداد وهو كان من أشهر الولاة الذين حكموا العراق، كما قيل إن إبراهيم باشا سماها باسم ابنه (سليمان)، ويقال أيضا إن المدينة بنيت فوق بقايا مدينة أثرية كانت تعرف بـ(سليونا)، وهناك رأي آخر يقول إنها بنيت في الأصل على مجموعة من التلول وأحد هذه التلول هو تلة (ملكندي) التي تعد النواة الأولى لتأسيس المدينة.

احتفالات هذا العام

بمناسبة الذكرى السنوية الـ228 لتأسيس مدينة السليمانية، مدينة الإبداع والثقافة والفن، وبرعاية محافظ السليمانية نظمت مديرية التراث الكردي في السليمانية احتفالاً مهيباً بالتعاون مع جامعة السليمانية، في مبنى كلية التربية الأساسية في المجمع الجديد لجامعة السليمانية، صباح يوم الأربعاء الرابع عشر من الشهر الجاري، وحضرت الاحتفال السيدة هيرو إبراهيم  زوجة رئيس الجمهورية جلال طالباني وجمع غفير من الضيوف.

في بداية الحفل، ألقى عميد كلية التربية الأساسية كلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً إلى أهمية الاحتفال بتأسيس مدينة السليمانية، مدينة الإبداع والتألق.

ثم سلط رئيس جامعة السليمانية في كلمة له، الضوء على تاريخ وعراقة مدينة السليمانية وأصالتها. بعد ذلك، قدمت فرقة (الفن الكردي) العديد من الفعاليات الفنية، وشارك عدد من المطربين في تقديم هذه الفعاليات وإحياء هذه الذكرى، ومن ثم تم عرض فيلم وثائقي يتحدث عن تاريخ جامعة السليمانية وتاريخ مدينة السليمانية، كما تم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية ومعرض للكتاب. وعلى هامش الاحتفالات التي جرت بمناسبة الذكرى السنوية الـ228 لتأسيس مدينة السليمانية افتتحت بلدية السليمانية، معرضاً فوتوغرافيا أظهرت فيها التطور والازدهار الذي شهدته مدينة السليمانية منذ العام 2007، ولغاية 2012.

عرس مبتكر.. كما المدينة

في أيلول من العام الحالي ابتكر شاب من السليمانية طريقة مبتكرة جديدة للاحتفال بعيد تأسيس مدينته.. فلم يرغب سامان محمد في أن يكون حفل زفافه تقليديا كما هي العادة في اغلب حفلات الزفاف بمدينة السليمانية، فقرر أن يكون زواجه أول خروج عن التقليد المتبع في هذه المناسبات، من خلال امتناعه عن توزيع الحلويات أو (النيشان) كما يطلق عليه شعبيا على المدعوين، واستبدالها بتوزيع أشجار الصنوبر. لكن محمد الذي كان سعيدا بقراره كانت له تبريراته لتوزيع شتلات أشجار الصنوبر، إذ يرى "أن المهم عنده هو كسر التقليد بشيء يجمع الناس حوله ولا يقاطعوه".

 

قراءة في الجغرافيا والتأريخ

تقع السليمانية على ارتفاع 2895 قدما عن سطح البحر، إذ تسود الطبيعة الجبلية في المحافظة وتزداد كلما اتجهنا نحو الحدود الشرقية مع إيران وتبعد عن كركوك شرقا 140 كيلومتراً وعلى مسافة ستين كيلومتراً، ومن شمال غربي مدينة السليمانية يقع سد دوكان على نهر الزاب الصغير ويقدر عدد سكان المدينة حالياً بحوالي 1,893,617 نسمة كما توجد أقلية مسيحية في المدينة وتضم المدينة مطاراً دولياً تم افتتاحه في 21 تموز 2006.

السليمانية محاطة بسلسلة من الجبال، حيث يقع جبل أزمر وجبل كويزة شمال شرقي المدينة، ويقع جبل بة رانان في جنوبها ويمتد سهل شهرزور غربي المدينة، أما جبل بيره مكرون فهو أعلى قمة جبلية في محافظة السليمانية. السليمانية مدينة ذات أراض خصبة ففيها سهلا شهرزور وبيتوين واللذان يعتبران من أخصب السهول في الشرق الأوسط ككل. تاريخياً تميزت السليمانية بالزراعة ومن أهمها زراعة القمح بعد 2003، فقد شهدت السليمانية وإقليم كردستان ككل طفرة اقتصادية هائلة على جميع المستويات حيث أن المدينة تعتمد الآن على الزراعة والسياحة بالإضافة الى وجود مصانع صغيرة.

 

محمود الحفيد

وأرشيف الجهاد

ويمتاز مركز المدينة بالشواخص الحضارية مثل مسجدها الكبير الذي يقع في وسط السليمانية، ويضم ضريحي الشيخ محمود الحفيد وكاك احمد الشيخ. والشيخ محمود الحفيد ينتمي الى اسرة كردية عريقة في السليمانية التي يرجع تاريخها الى اكثر من 150 سنة، وكان عميدها الشيخ احمد البرزنجي الذي يتمتع بمركز كبير ديني ودنيوي، فلما توفي الشيخ احمد خلفه ابنه الشيخ سعيد ثم خلفه بعد وفاته الشيخ محمود الحفيد الذي اخذ نفوذه في صفوف الكرد يتصاعد إبان الحكم العثماني وقد سطر التاريخ لهذا الزعيم الكردي بطولات وأمجاد حافلة بالوطنية والوفاء للشعب الكردي. وقد اتسمت السليمانية بحركتها الثقافية حيث فيها جامعة السليمانية التي ساهمت مساهمة فعالة في إعداد جيل مثقف ومتسلح بأحدث العلوم لكي يساهم في بناء وتطور إقليم كردستان.

عين الغزال

(بناري كويزة)، و(جبل ازمر) مرتفعان جميلان، الطقس فيهما معتدل وصاف، يرتادها السياح في فصل الشتاء للاستمتاع بمنظر تساقط الثلوج، وفي فصل الصيف للاستمتاع بجوها المعتدل ومناظرها الخلابة، فيها الطرق معبدة بصورة هندسية بديعة، وعين الماء الموجودة في أزمر معلم سياحي منذ القدم، يضم مرافق سياحية ومشاريع سياحية عملاقة. وإذا أردت أن تنحدر فهناك (قلعة جولان) التي تقع بجوارها عين ماء تدعى (كاني اسكان) أي (عين الغزلان)، وكان الأمراء البابانيون الموجودون "في قلاجو"، يأتون إلى هذه المنطقة لصيد الغزلان، التي كانت ترتوي من هذه العين التي ما زالت موجودة الى الآن..

مسجد وكنيسة

الجامع الكبير الذي شيد في القرن الثامن عشر من قبل أمراء بابان، يضم منارات كبيرة وعالية يوجد داخل المسجد مرقد الشيخ معروف النوديهي المعروف بـ(كاكا احمد الشيخ) كما يضم مرقد الشيخ محمود الحفيد. وهناك مرقد النبي أيوب (ع) الذي يقع في قرية (بردة كر) جنوب السليمانية بـ(56) كم وتوجد عين مائية معدنية في الوادي المجاور.

تقع هذه الكنيسة في وسط المدينة، شيدت منذ بدايات المدينة على طراز معماري جميل، تضم قاعة كبيرة للأعياد والمراسيم الدينية وحديقة جميلة يجتمع فيها مسيحيو المدينة في مناسباتهم، ويزور مسلمو السليمانية تلك الكنيسة في الأعياد الدينية لمشاركة إخوانهم المسيحيين أفراحهم.

قصة صخرة البطولة

تبعد صخرة البطولة (53) كم غرب مدينة السليمانية على الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة كركوك، تتمتع بطبيعة ساحرة ومناظر خلابة، إضافة الى بعدها التاريخي، حيث يوجد كهف (باله كه وره) الأثري ومضيق بازيان المذكور في مصادر التاريخ القديم، بأنه كان الموقع العسكري والإستراتيجي، الذي اعتمد عليه اللولويون في دفاعهم عن منطقتهم ضد المد الآشوري، وهناك ايضاً (صخرة البطولة) التي قاتل خلفها الشيخ محمود الحفيد المحتل البريطاني حينها.

نكهة مقهى الشعب

تكسب المقاهي القديمة تحديدا نكهة خاصة للمدن، فبغداد تدلك عليها مقاهيها، الزهاوي، الشابندر، البرازيلية، حسن عجمي، في دمشق الـ"هافانا والروضة وبار فريدي " في بيروت الغربية "توليدو وأم نبيل" .. في السليمانية هناك نكهة خاصة لمقهى، إنها "مقهى الشعب " وأنت تلجها تلفحك رائحة الشاي الممزوج بالهيل، وأحاديث تختلط فيها اللهجات الكردية التي لا يميزها سوى سكان المدينة وهناك من يتناقش بصوت عال باللغة العربية فتحس بأنك في شارع المتنبي ... إنه «مقهى الشعب»، أقدم وأشهر مقاهي «شارع كاوه». المقهى الذي لطالما اجتذب الشعراء والفنانين والصحافيين وبعض رجال السياسة، مزينة جدرانه بعشرات الصور لروّاد من بينهم شاعر السليمانية الشهير رحيم مولوي. إنها مملكة الإبداع، مقهى الشعراء والغاوين معاً في مدينة كل ما فيها من الشعر وإليه.

اسطه شريف الجايجي

في البدء كان المقهى عبارة عن مكان ضيق تحت سلّم إحدى البنايات وفي المكان الحالي ذاته. من هذه الفسحة الصغيرة بدأت خطوات أسطة شريف الجايجي وسنة بعد أخرى أخذ المقهى يحتل مساحات أوسع حتى أصبح يشمل الطابق الأسفل من البناية وأسهم في ذلك ازدياد رواده من الشعراء الذين أخذ المقهى منهم اسمه، إن جميع أدباء وفناني كردستان عموما والسليمانية خصوصا كان المقهى يجمعهم خاصة أيام الجمع، فيه يتبادلون الآراء، والكتب والقصائد وأسهمت مكتبة السليمانية القديمة والكبيرة القريبة من المقهى في إيصال جميع الكتب والجرائد والمجلات العربية والصادرة في بغداد إلى أيدي الأدباء في المقهى. والتي كانت –المكتبة - هي المصدر الوحيد والمهم في توفير كل ما يحتاجه الأديب من الثقافات العربية في المدينة.

300 زبون يومياً

يقول بكر حمه أمين، نجل صاحب المقهى وهو الذي يدير المكان اليوم بعد وفاة والده: إن المقهى يستقبل يومياً أكثر من 300 زبون، وإن «غالبية هؤلاء ترتاده منذ عقود، لا تستغني عنه ولا يستغني عنها، إنها العادة واللقاءات والوجوه الأليفة». الصحافي والكاتب الكردي أسود محمد مصطفى الذي يرتاد المقهى منذ أكثر من أربعين سنةً. يقول إن الشهرة التي اكتسبها المقهى طوال العقود الماضية ساهمت في زيادة عدد مرتاديه من أهالي المدينة، فضلاً عن السياح الذين يتقاطرون على المكان أفواجاً.. ويشهد المقهى تأريخا للشعراء الكبار  أحمد هردي وديلان، و كاميران مكري، و شيركو بيكس. والقاص المعروف رؤوف بير كرد، فضلا عن جميع الفنانين الكرد على رأسهم رفيق جالاك ورؤوف يحيى. وقد شهد "مقهى الشعب" معارك أدبية إبداعية حول التجديد في الشعر الكردي.

المقهى وتجديد الشعر

صدر في المقهى أغلب البيانات التجديدية في الشعر والفن. ولم يقتصر ذلك على الإبداع والإشكاليات وإنما شهد المقهى مناسبات عديدة وعمل من خلال تواجد المبدعين على أن يكون همزة الوصل بين المناضلين والأدباء في داخل المدينة وثوار الجبل أيام النضال ضد الدكتاتورية، وكانت أغلب البيانات والمنشورات السرية تصل إلى الجانبين - الثوار والمدنيين - من خلال مقهى الشعراء وصاحبه الذي يقوم بإيصالها من والى الثوار والمدنيين.

هذه هي السليمانية اليوم وينتظرها الكثير في المستقبل، والمستقبل القريب تحديدا من مشاريع تتناول كل مفردات الحياة اليومية لتتحول حياة المواطن فيها من معاناة كبيرة ارتبطت بتأريخها المعاصر الى انطلاقة نحو المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

صحيفة عبرية: "إسرائيل" وأميركا يخشوّن أنصار الله كونها جهة يصعب التغلب عليها

الأنواء تحذر من رياح عالية في العراق

مقتل إعلامية لبنانية أمام المحكمة

لا حلول لـ"الشح".. العراق يلوح بـ"تدويل" أزمة المياه مع تركيا لزيادة حصصه

اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram