بفريق شاب وروح جديدة وقتال حتى الرمق الأخير ، جدد المنتخب العراقي آماله في المنافسة على إحدى البطاقات الآسيوية المباشرة للمونديال البرازيلي عام 2014 عندما تفوق على شقيقه الأردني بهدف دون رد ضمن الجولة السادسة بالتصفيات الحاسمة للمجموعة الثانية في اللقاء العربي الذي شهده ملعب حمد الكبير في العاصمة القطرية الدوحة مساء الأربعاء الماضي.
هدف المهاجم الشاب حمادي أحمد (19 سنة) الذي سجله قبل 4 دقائق فقط من نهاية الوقت الأصلي للقاء الذي أداره الدولي الصيني تان هاي ، هذا الهدف الذي جاء بقذيفة يسارية مدوية لنجم القوة الجوية حقق به "أسود الرافدين" العديد من المكاسب حيث أمن لهم الفوز الأول في هذه المرحلة ومنحهم ثلاث نقاط ثمينة وهو رصيد يزيد بنقطة عن مجموع ما تحقق لهم خلال الجولات الأربع الأولي و صعد بهم كذلك من المركز الأخير في هذه المجموعة إلى المركز الثالث بفارق الأهداف فقط عن المنتخب الأسترالي الذي غاب عن اللعب خلال هذه الجولة ، وثماني نقاط عن المنتخب الياباني الذي حقق انتصاره الرابع على المنتخب العماني خارج قواعده وضمن إلى حــد كبير بلوغ النهائيات.
لم تقتصر مكاسب زملاء الحارس الكبير نور صبري الذي أنقذ هدفاً مؤكداً في الدقائق الأخيرة عند هذا الحد، بل منحت مجموعة اللاعبين الشباب ثقة كبيرة ودفعة هائلة لمواصلة مسيرتهم في هذه التصفيات بعد قرار المدير الفني البرازيلي زيكو الشجاع بتجديد دماء الفريق وإبعاد الجيل الذهبي للكرة العراقية الذي حقق المركز الرابع في أولمبياد أثينا 2004 ونجح في الظفر بلقب كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه بعد تفوقه على المنتخب السعودي بهدف يونس محمود في التاسع والعشرين من تموز 2007 على ملعب جلورا بونج كارنو في العاصمة الأندونيسية جاكارتا.
ثلاث مواجهات تبقت للمنتخب العراقي في هذه المرحلة يبدأها أمام سلطنة عُمان في مسقط في الرابع من حزيران العام المقبل ثم يواجه المنتخب الياباني في الدوحة في الحادي عشر من الشهر نفسه وأخيراً يختتم مشواره أمام المنتخب الأسترالي على أرضه في الثامن عشر من الشهر ذاته في لقاء ربما يكون مصيرياً وفاصلاً لمنحه بطاقة التأهل الثانية في تاريخه بعد غياب دام منذ نهائيات المكسيك عام 1986.
بعد الجيل السابق الذي أعاد الكرة العراقية للواجهة الآسيوية والعالمية والمكون من محمد علي كريم ، باسم عباس ، فريد مجيد ، قصي منير ، كرار جاسم ، سلام شاكر ، نشأت أكرم ، مهدي كريم ، صالح سدير ، عبدالوهاب أبوالهيل ، علاء عبدالزهرة ، عماد محمد ، هوار ملا محمد والقائد يونس محمود ، باتت آمال الجماهير العراقية تتعلق بالحارس نور صبري ومعه سامال سعيد وعلي حسن رحيمة من هذا الجيل وزملائهم الجدد الذين أثبتوا جدارتهم بالدفاع عن ألوان العلم العراقي خلال لقاء الأردن وهم: أحمد إبراهيم ، على بهجت ، خلدون إبراهيم ، أسامة جبار ، أحمد ياسين ، وسعد عبد الأمير ، علي حسين ، حسام إبراهيم ، وليد سالم ، أمجد راضي وبالطبع حمادي أحمد من أجل مواصلة مسيرة الكرة العراقية إحدى المدارس العريقة على المستويين العربي والآسيوي.
في الشهر المقبل يخوض المنتخب العراقي بتشكيلته الحالية بطولة غرب آسيا التي تضيفها الكويت في الفترة من 8 وحتى 18 كانون الاول ويستهلها بمواجهتين في المجموعة الثالثة مع الأردن وسوريا في 10 و 13 الشهر نفسه ، ثم يشارك بداية العام الجديد في النسخة 21 لكأس الخليج التي تضيفها البحرين بداية من 5 كانون الثاني القادم ويلعب خلالها المنتخب العراقي في المجموعة الثانية مع السعودية والكويت ثم اليمن في السادس والتاسع والثاني عشر من الشهر ذاته.
هاتان البطولتان الرسميتان المهمتان يدخلهما "أُسود الرافدين" من أجل معانقة اللقب الثاني في بطولة غرب آسيا التي بدأت عام 2002 والرابع في كأس الخليج الذي انطلقت عام 1970 ، والأهم أنهما سيكونان خير إعداد لهذا المنتخب الواعد لمتابعة مسيرته في التصفيات العالمية وتحقيق آمال العراقيين في متابعة منتخب بلادهم وهو يشارك مع كبار العالم على أرض مديره الفني زيكو في الصيف بعد المقبل.
مدير التحرير الرياضي قنــاة مودرن