صباح الأربعاء حالفني الحظ عندما نجوت من الموت بأعجوبة وأنقذت أهلي وأصدقائي من مهمة أن يكونوا جنازة في مصباح أكشر، اثر انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق بالقرب من مكتبة صديقنا جمعة أبو الجرايد الواقعة في الشارع الفرعي الرابط بين شارعي السعدون وأبي نؤاس مقابل فندق الميرديان.
حصل الانفجار أثناء مرور موكب لمسؤول في أمانة بغداد، وقد شاهدته محاطا برجال حمايته الذين أطلقوا زخات من الرصاص في الهواء ، فأكملوا المشهد الثاني من فصل الرعب، وبعد انجلاء "غبار المعركة" كما يقال، توجهت إلى سيارتي، وكنت قد تركت مفتاح تشغيلها فيها، وفي الحوض الخلفي مجموعة صحف حصة فضائية الحرة وراديو سوا، انتهى بها المطاف في الحي الصناعي في البياع، لتكون بخدمة التنكجي والصباغ.
قبل أيام في هذا المكان كتبت "مطلوب تنكجي" ذكرت فيه أن العملية السياسية المضروبة بجم تحتاج إلى تنكجي يستخدم طريقة البارد لتعديلها ووضعها في مسارها الصحيح، وعلى الرغم من كل المحاولات لتحقيق هذا الهدف، لم يظهر على ارض الواقع ما يؤكد أن هناك مؤشرات أو دلالات ستصحح المسار ، وتمضي العملية السياسية إلى الأمام.
بعد الحادث خرجت بحاجة ماسة إلى التنكجي وكذلك الى طبيب مختص بالأنف والأذن والحنجرة، فصوت الانفجار ما زال فاعلا، مرة اسمعه على شكل صفير وفي أخرى بشكل أزيز وكأن مجموعة زنابير قادمة نحو الجسد الخراب، اختلطت عندي الأصوات فحشوت أذني بالقطن أثناء النوم، وأخذت أتحدث بصون عال، لأنني أتصور أن الآخرين لا يسمعون، وبين مدة وأخرى أضع إصبعي في أذني واصرخ آه لإعادة التوازن كما اخبرني بذلك شخص تعرض لحادث مماثل.
سلامات سمعتها أكثر من إلف مرة، وردتني من أصدقاء وزملاء ، كانت فرحتهم كبيرة جدا عندما اخبرتهم بان إصابتي بالريش، ولا تستحق القلق، وما دمت محتفظا بكامل قواي العقلية أقدم شكري إلى السيد وزير التربية الدكتور محمد تميم، وجميع أصدقائي وخاصة رئيس التحرير الصديق عدنان حسين، والسيد النائب علي حسين، وبقية الزملاء في فضائية الحرة وراديو سوا المصور حسين الموسوي، وزميله صلاح مهدي، وصديقي الشاعر رعد كريم عزيز الذي تولى إدارة غرفة العمليات بعد الانفجار، واخذ على عاتقه مهمة إخبار أشقائي هاتفيا، أما الصديق علي عبد الأمير عجام فكان صوته عبر الفيس بوك عندما طلب مني أن أكون على قيد الحياة لنسخر من أعداء الديمقراطية والإرهابيين وسراق المال العام، وذكرني الصديق عجام بإصرار وقناعة والدي حسن علي العتابي الذي كان يعلم الأبناء ثم الأحفاد بان عصر الاشتراكية قادم لا محالة والمستقبل للفقراء، وستندحر الرأسمالية وعندما كنت أشاكسه واذكر له أن هذه مجرد أوهام يرد بكلمته المعروفة "انضبط " ويحذرني من التجاوز على أفكار الحزب.
سلامات لكل العراقيين ونصيحة للمسؤولين أن يتخلوا عن سياراتهم ، لأنها مشخصة لدى من يستهدفهم، ومن الأفضل لهم استخدام الستوتات أو سيارات الأجرة الصفر للوصول إلى مكاتب عملهم، شكرا للقدر الذي عطف بأشقائي وأصدقائي، وخلصهم من مهمة الجنازة .
جميع التعليقات 2
فرات العتابي
لم اعرف بالموضوع .. حتى قرأت مقالك اليوم .. نقولها لك مرة اخرى .. سلام...مات ابى احمد . أسال الله ان يخلصنا ويخلصك من شر التايهات وسيارات الساسة .
يمام سامي
ألف سلامة.. عليك بالغناء عمو ..الغناء للحياة وعلى الساسة ومن سيسهم.. وعصر الإشتراكية قادم ولو بعد ألف عام..