TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الانتخابات، فن بيع الأمان

الانتخابات، فن بيع الأمان

نشر في: 16 نوفمبر, 2012: 08:00 م

انفض العرس الانتخابي الأميركي بما يليق به من حفاوة، وتبادل الأعوان والمريدون أنخاب الفوز، وتجرع المهزومون كأس المرارة حتى الثمالة.

كم هي الصور مضللة ’لا تنبي عن دواخل صاحبها ولا تفضح نواياه. شاهدنا كيف يربت الفائز على كتف المهزوم وفرحه طاغ، تفضحه ابتسامته ولغة جسده. ورأينا كيف رد الخاسر التحية بأحسن منها، بأن صافح خصمه، ثم عانقه، ثم مدّ إليه يده يرفعها مهنئا، يباركه ويتقبل نتيجة الهزيمة برحابة صدر! ولكن ما من أحد بدا معنيا بخوالج المهزوم، وما من أحد لمح دموع الخذلان تترقرق في مقلتيه، ومداراة الموقف برسم ابتسامة (ضحكة) مفتعلة، فطعم الاندحار مر.. مر، لا يحس مذاقه إلا المهزوم.

الغرير وحده من تبهره الحملات الانتخابية المستعرة في معظم الدول الديمقراطية، فالأموال الطائلة المرصودة، والتي تمولها الشركات الكبرى والكارتلات، لا تدفع عبثا، ولا لخاطر المرشح شخصيا، ولا تحسبا لنافلة، ولا لمرضاة الله! من يدفع فلسا - بالعملة الأجنبية طبعا - يرتجي استعادة المبلغ أضعافا مضاعفة فيما لو تحقق الفوز... إنه موسم البذار بانتظار مواسم حصاد وفير تمتد لسنوات أربع.

ثمة فرق شاسع بين شراء ذمة الناخب، أو ابتياع محض قناعته... ولكنه فارق غير ظاهر للعيان - لاسيما للمبهورين بالنظام الديمقراطي’ عن عمى......... الآن وقد هدأ سعار حمى المنافسة، وباشر عمال البلدية رفع آخر صور الخاسر من فوق البنايات والسواري، والإبقاء على بعض صور الفائز لترسيخ مبدأ الفوز، سيعود (أوباما) لعرينه في البيت الأبيض، أقوى مما كان، وأكثر شكيمة مما كان، سيحكم _ أميركا ويتحكم ومؤسساته التي دعمت فوزه بمقدرات وثروات دول العالم وسينفذ برامج الدهاقنة الذين آزروه، رغم أنف الجميع.

وسينزوي الخاسر في معقله الضيق محسورا، ربما عض على سبابته ندما، إذ صدق بلعبة الديمقراطية ملاذا ولم يتحسب لجوهر اللعبة::: شراء الأصوات، مقابل بيع الناخبين الأماني.....

ترى، من يشبه من في لعبة الديمقراطية:: المواطن الأميركي، الذي استسلم، وابتاع حلما جميلا زينته له وسائل الإعلام ودهاقنة المال والسياسة، أم الناخب العراقي البريء المنكود الحظ الذي باع صوته لقاء بطانية صوف ووعد معسول؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. إيهاب الحلي

    العنوان لا يوضح المضمون ،، والصحيح -حسب إعتقادي_هو: بيع الأماني,,, ولكم الشكر

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram