تصاعدت حدة الخلافات بين بغداد وأربيل، وتحديدا بعد قرارات الحكومة بتشكيل قيادة قوات دجلة، إلى حد الصدام المسلح، كما حصل مؤخرا في مدينة طوزخورماتو التي خلفت ضحايا من قوات الحكومة والبيشمركة على حد سواء.
ورغم لهجة التخفيف من طرف حكومة كردستان، وهو تخفيف يعبر عن مستوى عال من الإحساس بخطر الحالة واحتمالات تمددها إلى مناطق أخرى،إلا أن حكومة بغداد -على ما يبدو- لاتعوزها الحجج والافتعالات التي قد تطور نوع الصدام إلى مالايخدم العملية السياسية في البلاد وينذر بجرها إلى أزمة جديدة ليس من السهولة التخلص من ذيولها في أجواء الحملات الإعلامية والتصريحات المتشنجة وتحديدا من أقطاب في دولة القانون وآخرها ما قاله العسكري من أن التحالف الشيعي الكردي أكذوبة.
نحن نتمنى ان لايكون هناك تحالف كردي شيعي فقط، الشعب العراقي يطمح الى تحالف مكوناته وقواه السياسية للخروج من النفق المظلم الذي تسير فيه البلاد والذي عطل الحياة فيها، التعطيل الذي يدفع ثمنه المواطن من دمه، وليس أدل على ذلك من ألـ 12 تفجيرا في يوم واحد التي حصلت في بغداد يوم الخميس الماضي ورافقتها تفجيرات في محافظات أخرى!
إن المراقب لتطور الاحداث يتوقف صراحة أمام افتعالات حكومة المالكي لقضايا ليست بنت ساعتها ولا هي مطلوبة الآن لحلحلة أزمات البلاد ولا تؤدي في النهاية إلى مساعدة الآخرين على التقدم خطوة إلى الأمام للوصول إلى مشتركات جديدة،ولا تفتح بابا أو نافذة أوسع لأجواء يهيئ لها رئيس الجمهورية لعقد مؤتمر أو لقاء وطني يساهم ربما، إذا انعقد، في حلحلة أزمات البلاد والتوجه إلى مرحلة جديدة تنقذ الناس مما يعانونه من السلوك السياسي غير المسؤول لبعض القوى السياسية المتنفذة التي تحاول تجييش الشارع تحت يافطات شوفينية وطائفية واضحة المعالم لا تحتاج إلى أدلة للتعرف عليها!
من المفيد قراءة التأريخ جيدا واستنباط العبر منه والدروس الثمينة وما آلت إليه صدامات من هذا النوع وأوسع منها، والتي أدت في النهاية إلى سقوط متبني أهداف وأجندات خلق وتأجيج الصدامات بين مكونات الشعب العراقي تحت شعارات براقة عن الوحدة الوطنية والالتزام بالدستور، في نفس الوقت الذي يجري التنصل فيه من اتفاقات التوافق السياسي بين الأطراف الرئيسية في العملية السياسية، وهي أطراف تمثل عمليا، أو هكذا يفترض، مكونات الشعب العراقي.
اللعب بالنار.. هو التعبير الأكثر تجسيدا لما جرى من صدامات وقبلها من تخندقات بين قوات حكومية والبيشمركة، نقول اللعب بالنار لأن الجميع سيصيبه شرارها ولو ابتعد عنها، هذا اللعب الخطير غير المسؤول الذي لو اندلعت شرارته فمن الصعب السيطرة عليه وإخماد نيرانه، ويتوجب على حكومة المالكي أن توجه جهودها وجهود قواتها لمحاربة بؤر الإرهاب والميليشيات التي تتلاعب بمقدرات البلاد بالسر والعلن، وعليها أن تتجه لمحاربة الفساد المالي ومافيات سرقة البلاد والعباد، وان تتجه إلى إيجاد الحلول الناجعة لمشكلات المواطنين المستعصية منذ سنوات، بديلا عن توجهاتها إلى إشعال الحرائق في المناطق الآمنة.. وفي المقابل على حكومة الإقليم أن تلتزم أقصى درجات ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الاستفزازات والعمل على تهدئة وتطويق كل شكل من أشكال الصدام وعدم السماح بتمدده،لان الجميع سيخرج خاسرا من أية مواجهة "محتملة "، نؤكد على القيادة الكردية أن تعمل ماعليها، وهي تفعل ذلك، على عدم السماح لقوى في بغداد معروفة التوجهات إلى أن تدفع الجميع إلى المشاركة في اللعبة الجهنمية التي سيدفع ثمنها الجميع دون استثناء!!
اللعب بالنار!!
[post-views]
نشر في: 17 نوفمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 2
المدقق
انت تقول ان مواجهات حدثت بين القوات الحكومية والبيشمركة فهل ان البيش مركة قوات تابعة للحكومة ام لا ؟؟؟ فان قلت هي تابعة للحكومة فلماذا تتصرف هذه القوات خارج اوامر الحكومة ؟؟؟ اما ان قلت هي خارج صلاحيات الحكومة وهي تابعة للاقليم اذا لماذا يريد القادة الكرد
منذر الموسوي
تعجبني مقالاتك الحياديه عدا هذا المقال لاني ارى الحكومه المركزيه بكل طوائفها وكتلها السياسيه هي الوحيده صاحبة القرارات بموجب الدستورولايحق للتحالفات والكتل السياسيه الاخرى خرق هذه القرارات او التمرد عليها وعندما نقول حكومة المركز فهذا يعني كل المشاركين ب